صحيفة السوسنة الأردنية

 لقد  أعادت معركة "سيف القدس "الأمور إلى نصابها الصحيح حيث أعادت البوصلة إلى فلسطين  القضية المركزية للأمة بعد أعوام من التيه و التشتت وعدم القدرة على إتخاذ أي قرار ينصر الأمة  أو ينصفها  و بفضل الله وجوده وكرمه تمكنت المقاومة الفلسطينية الباسلة من تلقين العدو الصهيوني درسا لن ينساه .

هذا الكيان الغاصب المريض و المقهور الذي أسقط في يده وإنهار وأصبح يتخبط في خياله لدرجة أن طيارين من الكيان قالوا بأنهم تعمدوا قصف الأبراج في غزة لأنهم كانوا محبطين !!!لم أسمع عن أسوأ من هذا التبرير !!مرض نفسي عميق ومتجذرلتنفيس الإحباط و الهزيمة يقصف الأبرياء المسالمين و الأطفال في بيوتهم ويدمر الأبنية على رؤرسيهم .

 

هذه المعركة الفاصلة بين الحق و الباطل بنظر كثيرين شكلت تحولا تاريخيا في نظرة العالم إلى القضية الفلسطينية هذه المرة الأولى التي تتغير قناعة الناس بمختلف تياراتهم وانتماءاتهم.نعم معركة" سيف القدس "أحدثت هذا التغيير بجدارة ..ولكن لماذا ؟

 

لأن هذه المعركة جاءت للتمم ما قدمه أهل القدس في الأقصى و الشيخ جراح وباب  االعامود فما قام به هؤلاء ومعهم الضفة الغربية و الداخل شكل الشرارة الحقيقية لاندلاع" معركة سيف القدس "والتي برهنت على وحدة هذا الشعب ووحدة هذه الارض المحتلة وأن هذا الشعب لن يكسر ولن يغلب .فثارت شعوب الأرض قاطبة لنصرة القضية الفلسطينية وللمطالبة بتحرير فلسطين وللمرة الأولى أيضا  تتحرك جهات محسوبة على الكيان وتدين سلوكه الإجرامي بحق الفلسطينين بل وتشكل جبهة عريضة لمساندته .هذا الزخم الجماهيري الهائل المناصر للحق الفلسطيني كشف عورة البلاد العربية المطبعة أشباه الرجال !!فاهو سفير دولة الإمارات لدى الكيان يجلس إلى زعيم حركة شاس الصهيونية ويطلب بركاته في عز المعركة !!تصرفات يندى  لها الجبين وطبعا الشعب العربي الإماراتي براء من كل ذلك .هذه الدول التي طبعت مؤخرا بنظري خرجت بسواد الوجه .

 

فالعالم بأغلبه يرى أن الحق للفلسطيني وهم يستجدون المحتل !!هذا المحتل الذي قال  القرأن الكريم  عنهم أنهم قتلة الأنبياء وأكلي أموال  الناس بالباطل وناشرين للفساد أما جبنهم فحدث  ولا حرج قال تعالى (و لتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة ) وهم من قالوا لسيدنا موسى  عليه السلام (أذهب أنت وربك فاقاتلا إنا هاهنا قاعدون ) صفات قبيحة تماما كسلوكهم .شعبنا الفلسطيني الابي سيبقى و سيحمي الحمى لو طال الزمن أو قصر وفي الختام نسأل الله أن يديم المقاومة ويقويها وييسر لها كل عسير أنه ولي ذلك و القادر عليه .