كلمة رثاء

mainThumb

05-07-2011 03:54 PM

 بسم

الله الرحمن الرحيم

 كلمة رثاء بمناسبة مرور عام على وفاة الوالد الحاج محمد عبد الله الخرابشة (ابو فائق)

 بقلم د.عمر محمد الخرابشة

 قال تعالى : "يا أيتها النفس المطمئنة، ارجعي إلى ربك راضيةً مرضية، فادخلي في عبادي، وادخلي جنتي" صدق الله العظيم (الفجر 27-30) . نعلم أن الموت حق، ونعلم أن لا راد لإرادة رب العالمين، ولكن الفراق صعب، قبل عام فارقتنا من هذه الدنيا الزائلة إلى الآخرة الدائمة، تركتنا ونحن أحوج ما نكون إليك، فقد كنت لنا دوما السند، والمرشد، والناصح، والموجه، نستذكر في يوم فراقك نقاشاتنا في الموضوعات المُختلفة، وندرك أنك كنت أبعد منا نظرا، تعلمتَ من الحياة أكثر مما علمتنا المدارس والجامعات، تنصحنا ونجد أنك كنت ناصحا أمينا، تملك من خبرات الحياة ما لا يملكه كثيرون من حولك، ونذكر أنك كنت الملاذ إذا ما ادلهمت الخطوب، وبحث المرء عمن يجد لديه الرأي السديد، والنصح الصادق، فكان دوما موجودا لديك. في أيام مرضك القصيرة، ومغادرتك الأسرع، كنت حريصا على أن نقوم بأعمالنا اليومية، وترفض أن نتركها للبقاء لجانبك، وكأنك تعطينا درسا في الإخلاص، والوفاء لوطننا الذي أحببته، فكنت أعطي محاضراتي في الجامعة، وأغادر قاعة الدرس إلى سيارتي متوجها إلى المستشفى لأكون بجانبك، أقوم على خدمتك، وكيف كان أخوتي يتسابقون من ينام معك في المستشفى، ومن يبقى معك فترة أطول، وكأن القدر يقول لنا أن إقامتك بيننا لن تطول. أذكر دعاءك لي يا والدي قبل وفاتك بساعتين عندما حضرت لزيارتك، ولم أكن أدري أنني أحضر لوداعك، عندما سلمت عليك، وقبَّلت يديك الطاهرتين عندها قلت لي "الله يوفقك يابه" لا زال هذا الدعاء يرن في أذني منذ ذلك اليوم الأسود من أيام تموز.

كنت تفضل أن تناديني (أبو محمد) وكانت أمنيتك أن تراه لكن إرادة رب العالمين شاءت أن تغادر الدنيا قبل مولده بأربعة شهور، وأسميته محمدا ليحمل أسمك، أتدري يا والدي أن عيناه زرقاوان كلون عينيك، لُيذكرني كلما أنظر إليه أو أقبِّله بك، فقدره أن لا يراك، ولكنني أراك فيه، وأدعو الله دوما أن يحفظه، ليحمل اسمك إلى جانب أختيه رونق وليان، رونق إبنة الأربع سنوات كلما رأت صورتك تقول جدوه، فقد افتقدت حملك لها، ومداعبتك، وأغانيك لها عندما كنت ترفعها بين يديك، إذ كنتَ عندما أحضر لزيارتك، والوالدة اطال الله في عمرها، تسألني: "وين صويصة جدو؟" فأقول لك بأنها لم تحضر اليوم، ولكنني سأحضرها غدا، وكأنك كنت تدري أن إقامتك بيننا لن تطول، وكان من الصعب جدا علينا أن نفكر في هذا الأمر، لأن مجرد التفكير به أمر صعب على كل من عرفك وأحبك. عزاؤنا أنك تركت معينا لا ينضب من الحب، والود، والإخلاص، والوفاء، وعهدنا أن نكون كما أردتنا دوما، متحابين، متحدين، متعاونين، حريصين على أداء واجباتنا الدينية، ونعاهدك أن لا نعمل إلا ما يرضيك، وستكون الوالدة الغالية في حدقات عيوننا، نرعاها كما رعيتمونا صغارا، وندعو الله لها بالصحة، وطول العمر، ونستمطر شآبيب الرحمة على روحك الطاهرة، وندعو لك بالجنة في سجودنا وقيامنا، رحمك الله رحمة واسعة، وجعل مثواك جنة الرضوان بإذن الله.

  dr_omar965@hotmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد