السوسنة – تعود جذور قصة الفتاة السعودية رهف القنون المثيرة للجدل إلى تاريخ 7 كانون الثاني (يناير) 2019 ، عندما فتحت حسابًا لها على موقع Weibo على موقع Twitter وطلبت المساعدة من نشطاء حقوق الإنسان وغيرهم من الفاعلين في المجتمع المدني. وبحسب المحتوى الذي نشرته رهف نفسها ، فقد رفضت ركوب الطائرة من العاصمة بانكوك إلى الكويت وحجزت نفسها في غرفة الفندق بالمطار حيث كانت تقيم ، ومنعت أي شخص من الدخول.
ودعت رهف الجميع لإنقاذها ، خاصة أنها ارتدت عن الإسلام ، لذا فهي معرضة للقتل إذا عادت للسعودية. خلال هذه الفترة ، ظهرت المدافعة المصرية عن حقوق الإنسان منى الطحاوي ، التي قبلت نداء رهف ، وساعدتها بعد التواصل معها ، والتواصل مع منظمات حقوق الإنسان الدولية الأخرى بما في ذلك الأمم المتحدة صوتها.
وقد لاقت قصة رهف القنون تفاعلا عالميا، على مستويات عالية في بعض الدول والامم المتحدة، التي تبنت قضيتها، وفي تطور لافت قررت كندا منح حق اللجوء السياسي للمواطنة السعودية الفارة من بلادها والمرتدة عن الاسلام، واعلن في شهر كانون الاول من عام 2019 رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودر قبول الحكومة الكندية طلب اللجوء ومنحه لـ رهف القنون ، وقال في كلمة مصورة :" ان كندا تقف مع قضايا حقوق الانسان، والمرأة في العالم ومن هذا المنطلق وافقنا على الطلب..".
وقد احتفت كندا بقصة رهف، وفور وصولها الى مطار تورنتو قام باستقبالها وزير الخارجية في اشارة رمزية كبيرة لوقوف كندا الى جانب المعنفين في العالم وفق الثقافة الغربية .
وبعد ان استقرت رهف القنون في كندا وحصلت على الجنسية ، بدأت تنشط في السوشل ميديا، وتعيش الحياة الغربية على أصولها دون مقدمات او تدرج ، حيث بدأت بمسلسل العري وابراز التاتو على مناطق حساسة في جسدها، مما لاقى رواجا كبيرا في بلادها ، وحققت شهرة واسعة .
ورغم ان رهف القنون في نظر الكثيرين تعتبر مرتدة و"كافرة" الا انها الكثير من السعوديين يتابعون نشاطها شبه اليومي، وما تنشره على مواقع السوشل ميديا، وما زالت تحدث الجدل والصخب حتى اللحظة .
وبدأت رهف تطل على جمهور بصور اقرب الى الفاضحة سواء في حفلات ماجنة او في البانيو او بجلسة مع صديق ، وقد اشعلت رهف القنون نارا في مواقع التواصل الاجتماعي خاصة في بلادها السعودية التي هربت منها بحجة الاضطهاد، عندما نشرت صورا وهي تبرز مؤخرتها وعليها تاتو مثير وجذاب على حد وصف رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين انهالوا عليها بالتعليقات ما بين مؤيد لها ، والاغلب رافض وشان عليها حملة قاسية تطالب بالقصاص منها وتنفيذ حكم الله فيها خاصة بعد ارتدادها عن الاسلام ، والاساءة للشريعة الاسلامية على حد وصف بعض المغردين.
وقد ظهرت رهف القنون في اطلالة حمراء مرتدية فستاناً شفافاً لا يكاد يستر جسدها الموشوم بالرسومات ، مبرزة مفاتنها في اشارة واضحة للتمرد على العادات الشرقية والاسلامية .
ونشير هنا الى ان رهف القنون ولدت في المملكة العربية السعودية عام 2000 وعاشت هناك حتى بلغت التاسعة عشرة من عمرها. كان والدها محافظ السليمى بمنطقة حايل ولديها تسعة أشقاء. وبحسب رهف ، منعها أهلها من دخول الجامعة التي أرادت الالتحاق بها لأن شقيقها سجنها بمساعدة والدتها بعد قص شعرها ، بل وتعرضت للإيذاء الجسدي والنفسي.
وتلقت تهديدات بالقتل لارتدادها عن الإسلام. والجدير بالذكر هنا أن الردة تعتبر جريمة في المملكة العربية السعودية ويعاقب عليها بالإعدام في الشريعة الإسلامية.