شعور بالهزيمة يخيّم على 11 سبتمبر بأمريكا لانسحابها من أفغانستان

mainThumb

12-09-2021 06:16 AM

السوسنة - أحيت الولايات المتحدة أمس الذكرى الـ20 لاعتداءات 11 سبتمبر، على وقع انسحاب قواتها من أفغانستان الذي تخللته الفوضى وعودة طالبان إلى السلطة.

وأقيمت المراسم المؤثرة في كل من المواقع الثلاثة التي صدم فيها 19 خاطفا من تنظيم القاعدة، طائرات ركاب أميركية، في ضربة لرموز الولايات المتحدة الثقافية والمالية والسياسية بدلت شكل العالم إلى الأبد.

وانطلقت مراسم احياء الذكرى في نيويورك في ظل إجراءات أمنية مشددة، فيما يتفاقم الخلاف حول الانسحاب من افغانستان ما يشير الى انه لم يتم طي الصفحة نهائيا.

وحضر الرئيس الأميركي جو بايدن وقرينته جيل المراسم ووقف إلى جانبه رؤساء سابقون بينهم باراك أوباما وبيل كلينتون وزوجتيهما. وبدأت المراسم بالوقوف 6 دقائق صمت في «غراوند زيرو» وهو الزمن الذي استغرقه ضرب برجي مركز التجارة العالمي، في الساعة 8:46 صباحا، وبعد عشرين عاما بالضبط على صدم أول طائرة البرج الشمالي، ثم بدأ أقارب الضحايا، العديد منهم وهم يذرفون الدموع، بتلاوة أسماء من قتلوا في الهجمات

وقالت مونيكا إكين-مورفي التي فقدت زوجها البالغ 37 عاما مايكل إكين في مركز التجارة العالمي، إن الذكرى هذه المرة «أكثر صعوبة» من العادة بالنسبة للعديد من الأميركيين.

وبالنسبة إليها، على غرار العديد من الناجين، فإن حدة الألم لم تخف رغم مرور عقدين.

وقال فرانك سيلر الذي قضى شقيقه الإطفائي ستيفن في مركز التجارة العالمي، «ما حصل أشبه ببيرل هاربر».

وأضاف «أميركا لم تنس قط بيرل هاربر ولن تنسى 11 سبتمبر».

وأكد بايدن أهمية «الوحدة الوطنية» معتبرا إياها «أعظم قوة لأميركا وانها الشيء الوحيد الذي يجب ألا ينكسر أبدا».

وأكد بايدن في مقطع مصور (فيديو) نشره البيت الأبيض عشية حلول ذكرى الهجمات التي أودت بحياة 2977 شخصا أهمية الشعور بالوحدة الوطنية الذي ساد في أعقاب تلك الهجمات قائلا «لقد رأينا (روح) البطولة في كل مكان».

وأضاف «رأينا أيضا شيئا نادرا للغاية.. إحساسا حقيقيا بالوحدة الوطنية.. الوحدة والمرونة والقدرة على التعافي والإصلاح في مواجهة الصدمات، الاتحاد في العمل، جيل 11 سبتمبر يتقدم للخدمة والحماية في مواجهة الإرهاب لتحميل هؤلاء الإرهابيين المسؤولية لإظهار لكل من يسعى لإلحاق الأذى بأميركا بأننا سنطاردك ونجعلك تدفع الثمن وأن هذا لن يمنع اليوم وغدا من حماية أميركا أبدا».

وذكر الرئيس الأميركي أن هناك «دوافع أكثر قتامة تلعب دورها» مضيفا «شهدنا القوى المظلمة للطبيعة البشرية.. الخوف والغضب والاستياء والعنف ضد الأميركيين المسلمين الأتباع الحقيقيين والمخلصين لدين سلام».

وقال «لقد رأينا أن الوحدة شيء يجب ألا ينكسر أبدا» مؤكدا أن «الوحدة هي ما تجعلنا ما نحن عليه وان أميركا في أفضل حالاتها».

وتابع «بالنسبة لي هذا هو الدرس الرئيسي في 11 سبتمبر إنه في أكثر حالات ضعفنا في الدفع والجذب لكل ما يجعلنا بشرا في المعركة من أجل روح أميركا الوحدة هي أعظم قوة لنا» مشيرا إلى أن «الوحدة لا تعني أن علينا أن نؤمن بالشيء نفسه بل يجب أن يكون لدينا إيمان أساسي ببعضنا البعض».

وخطط الرئيس ليكون هذا اليوم مفصليا في ولايته الرئاسية التي بدأت منذ نحو ثمانية أشهر.

لكنه بدلا من الإشراف على لحظات تعكس الوحدة، سافر بايدن في أنحاء بلد يشعر بالامتعاض من عملية الإجلاء من كابول التي اتسمت بالفوضوية، وقتل خلالها 13 جنديا أميركيا بتفجير انتحاري وسط إدراك واسع بالفشل والهزيمة التي لحقت بالولايات المتحدة.

وبعد نيويورك توجه بايدن إلى شانكسفيل في بنسلفانيا حيث تحطمت الرحلة 93 التابعة للخطوط الجوية المتحدة (يونايتد إيرلاينز) في حقل بعد تغلب الركاب على الخاطفين ومنعهم من الاصطدام بهدف آخر.

ثم عاد إلى واشنطن لزيارة مقر وزارة الدفاع «الپنتاغون»، رمز القوة العسكرية الأميركية والذي تعرض لهجوم بطائرات أخرى استخدمت كصواريخ في ذلك اليوم.

وعلق عدد من زعماء العالم على الذكرى، وقالت الملكة اليزابيث ملكة بريطانيا إنها مازالت تصلي من أجل الضحايا والناجين واشادت بالمجتمعات التي تكاتفت لإعادة البناء بعد الدمار.

وقالت في رسالة إلى الرئيس الأميركي جو بايدن إن «مشاعري وصلواتي مازالت مع الضحايا والناجين والأسر المتضررة بالإضافة إلى العاملين في الاسعاف والإنقاذ الذين تم استدعاؤهم للواجب». وأضافت «مازالت زيارتي للموقع تذكرني أنه مع تكريمنا لمن قضوا نحبهم من العديد من الدول والديانات والانتماءات نشيد أيضا بمرونة وتصميم المجتمعات التي تكاتفت لإعادة البناء».

وكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تغريدة على تويتر أرفقها بشريط فيديو لعلم أميركي عند مدخل قصر الإليزيه في باريس، «لن ننسى أبدا. سنقاتل دائما من أجل الحرية».

وفي بروكسل، استذكرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ضحايا الهجمات، وقالت عبر تويتر «في 11 سبتمبر، نتذكر من فقدوا حياتهم ونكرم من خاطروا بكل شيء لمساعدتهم. حتى في أحلك الأوقات وأكثرها صعوبة، يمكن أن يبرز أفضل ما في الطبيعة البشرية. يقف الاتحاد الأوروبي إلى جانب الولايات المتحدة للدفاع عن الحرية والتعاون ضد الكراهية».

واستذكر رئيس الوزراء الاسترالي سكوت موريسون «2977 شخصا فقدوا حياتهم في ذلك اليوم».

وقال في رسالة قدم فيها «تعازيه الصادقة» إلى «كل الشعب الأميركي»، إن «الحادي عشر من سبتمبر يذكرنا بأنه لا يمكننا أبدا أن نعتبر سلامنا وحريتنا وأسلوب حياتنا أمورا مفروغا منها».

 

 

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد