عمان – السوسنة - ضُحى محمد الدقامسة - من الإعاقة اتخذت قوة، ورسمت ابتسامتها لتحارب الحياة بكلِ عزمٍ واصرار، سارت على سلم النجاح حتى باتت مثالًا يُحتذى به، ومن المصاعب والتحديات رسمت طريقًا مُكللًا بالنجاح؛ الشابة نهاية نوفل (22عامًا)، من مدينة الرصيفة، بدأت قصتها منذ ولادتها، فقد ولدت وهي تُعاني من تشوهات خَلقية؛ إلّا أنها قامت على مواجهتها بالإبتسامة؛ رفعت نهاية شعار "لا حياةَ مع اليأس ولا يأس مع الحياة" فكانت قدوةً لغيرها.
قالت نهاية نوفل أنها محبوبة جدًا لدى الكثيرين، فقد كوّنت صداقات من مختلف فئات المُجتمع ومن مُختلف الأعمار، لِما كانت تؤثّر بهم إيجابًا وتدفعهم نحو الأملِ والتفاؤل؛ فقد كانت روح المثابرة تُسيطر عليها مُنذ صغرها، ولكن واجهت الصعوبات بكافة أشكالها، فقد عانت عند ارتيادها للمدرسة من نظرة المدرسات لها على أنها تختلف عن قريناتها، مما دفعهن لعدم المساواة بينهن، ولم يكن الأمر بتلك السهولة عليها.
وأضافت نهاية بأنها استطاعت تخطي نظرة المُجتمع السلبية من خلال دعم والديها لها على الدوام، فقد كانوا المُحرّك الأساسي الذي يدفعُها نحو الأمام، ولولا هذا الدعم لَما كانَ لها القوة على تحمُل الصعاب والقدرة على اجتيازها وتحقيق ما هي عليهِ الآن، بالإضافة إلى تصالحها مع نفسها الذي زادَ من ثقتها، وجعلها شخصية مستقلة بذاتها وغير منشغلة برأي الآخرين، وهدفها أن تصبح رمزًا للقوة والإصرار وتحقيق ما تطمح إليه.
بدأت نهاية نوفل مسيرتها التعليمية داخل المدارس الحكومية كأي طفل طبيعي لا يُعاني من أي شيء، ولم تلتحق بأي مدرسة للأشخاص ذوي الإعاقة، ومن هُنا كانت لديها فكرة تعمل على ايصالها للمجتمع ككُل؛ أنّ الإعاقة هي " إعاقة التفكير وليست الإعاقة الخَلقية أو الجسدية"؛ عندما أصبح عُمرها (12 عامًا) تعرضت لظروف صحيّة تركت أثرًا على حركتها مما جعلها غير قادرة على المشي، الأمر الذي كان لنهاية كضربةٍ قاضية، إذ لم يكن السبب معروفًا لديها ولدى الأطباء؛ ولكنها تحدت وعاندت تلك الظروف للوصولِ إلى مُرادها؛ بالرغم من تعرضها للإحراج والتنمر.
وأشارت نوفل أنه أثناء تواجدها على مقاعد الدراسة تعرضت لوعكةٍ صحية مما اضطرها للخضوع لعملية القلب المفتوح، وكانت النتيجة بتوقفها عن دراستها لمُدة عامين متتاليين؛ ولكن اصرارها قادها إلى تحمّل كل تلك الصعاب لتثبت قوتها للمجتمع، وعند عودتها للمدرسة فقد تم رفضها بسبب اعاقتها ما حرمها من استكمال دراستها، إلّا أنها لم تتوقف عند تلك العقَبة، وتكللت خطواتها بالنجاح ودخولها "الفرع العلمي" لكن لصعوبة حركتها لم تتمكن من الإلتحاق بالجامعة لعدم توفر الإمكانيات التي تساعدها على سهولة الحركة.
أشارت نهاية بأنها من الأشخاص ذوي الهمم العالية، بدأت كاتبة ومُشاركة بعدة كُتب مختلفة، ومنها ( إلى أمي، ما تدونهُ أفكارنا، الصديق المفضل، العشق، الفُراق، شغف الحياة، مُهرتي) وكُل مشاركاتها كانت تعكس نظرتها للحياة من خلال لمساتها التي تُضيفها لتلك النصوص، ومن ثمّ مُدربة دولية بالتنمية البشرية، وناشطة اجتماعية، وامتلكت العديد من الدورات في عِدة مجالات ومنها، خبرة في برنامج اكسل، شهادة في الكتابة، شهادة في الدعم النفسي، شهادة في التفكير الإيجابي، بالإضافة إلى أنها مؤسسة مبادرة بصمة أمل في عالم مظلم، وعضو في حقوق ذوي الهمم، وعضو في محبرة حواء الأردن.
وها هي نهاية نوفل تواجه المجتمع بأكمله بقوة اصرارها وعزيمتها اللامتنهاية، وتحقيق أهدافها وتطلعاتها، وسعيها للوصول إلى أعلى القمم، وصعودها سلم النجاح من المصاعب والتحديات التي وقفت عائقًا أمامها بأحد الأيام، وكانت نهاية حديثها " لا تقل أنّي معاق، مُد لي كف الأخوة ستراني في السباق أعبُر الشوط بقوّة".