لعنة الكحول والكوكايين

mainThumb

03-09-2022 06:33 PM

يبدو أنني لن أضجر يوماً من التحذير من مخاطر (سمّ) يدعى المخدرات، فقد شاهدت إدمانه يدمر المواهب الكبيرة باكراً. ذكرني بذلك أنني في رحلتي الأخيرة إلى لوس انجليس الأمريكية حجزت لي صديقة تعمل في شركة الطيران الفرنسية غرفة في فندق يدعى «بفرلي هيلتون»، ولم يخطر لي يوماً أن مبدعة كبيرة هي ويتني هيوستن ستنتحر فيه، وربما في الغرفة التي أقمت فيها ليلتين! ولعلها لم تكن تنوي الموت ولكن الكحول التي شربتها مع الكوكايين قتلاها! من هي الرائعة ويتني هيوستن؟ أظن أن الجيل الجديد لا يعرفها إلا إذا كان قد شاهد فيلمها القديم «الحارس الشخصي» من بطولتها والممثل «كيفن كوستنر» الذي يلعب دور الحارس الشخصي لها الذي يغرم بها كما تغرم به.

إنقاذ الموهبة من المخدرات

نجحت ويتني هيوستن نجاحاً عالمياً لا محلياً أمريكياً فحسب، ونالت الكثير من الجوائز على فيلمها الأول (والأخير؟) واسمه «الحارس الشخصي»، وقيل إنها كانت أول (سوداء البشرة) تنشر صورتها على أغلفة المجلات. وشاهدنا صورها في بدايات نجاحها محاطة بوالدها ووالدتها، لكن الشيطان يتسلل دائماً من الداخل. ولأن شقيقها مايكل كان مدمناً على الكوكايين، علمها أن تخطو خطواتها الأولى في درب الاعتياد على المخدرات.. (المؤسف أن شقيقها بدأ الخطوة الأولى لتدميرها) ولكن ويتني هيوستن صارت نجمة عالمية، ودعيت إلى فرنسا، وقدمها للمشاهدين مقدم البرامج الفرنسية الشهير ميشيل دروكر في برنامج حواري له أفسده (النجم الفرنسي) سيرج غينسبرغ، الذي كان أحد من عاش علاقة حب مع بريجيت باردو وسواها، ثم تزوج ورزق بابنة تعمل اليوم كممثلة فرنسية نصف جميلة نصف ناجحة.

أريد أن (….)!

في ذلك البرنامج الشهير كان سيرج (ثملاً كعادته) وقال ببذاءة لويتني وهو ثمل.. «أريد أن أضاجعك»، ولحسن الحظ لم تكن تفهم الفرنسية. مقدم البرامج ميشيل دروكر (ما زال يعمل حتى اليوم) كذب عليها في الترجمة، وكانت تجهل اللغة الفرنسية، وحين سألته ماذا يقول، أجابها يقول إنك جميلة. لكن سيرج أصر على وقاحته وقلة تهذيبه وكرر لها من جديد أنه يريد أن (….) وهكذا انسحبت ويتني هيوستن من البرنامج (على الهواء) فهي لا تفهم الفرنسية، لكنها ليست غبية!

حرية البذاءة

الموهوب سيرج غينسبرغ كان يشرب الكحول بدل الماء. (نطالب في عالمنا العربي، باستمرار، بحرية القول وليس بحرية البذاءة التي ظل يمارسها سيرج غينسبرغ). كان باستمرار ثملاً ويدخن الحشيش في سجائر. وبالتالي، فهو حين أساء ببذاءته إلى ويتني، إساء إلى نفسه؛ فقد كان في معظم مقابلاته التلفزيونية ثملاً.

شقيقها أدخل السم إلى نجاحها!

نعود إلى ويتني هيوستن. لقد كان أول من عودها على تناول الكوكايين هو للأسف، شقيقها مايكل! ثم أحبت مغنياً وراقصاً محلياً أمريكياً شهيراً وتزوجت منه، كأنها تزوجت من الكحول والكوكايين.. فقد كان زوجها مدمناً كبيراً على (السموم).
وهكذا فإن تلك النجمة ويتني هيوستن التي كانت تمضي إلى ذروة النجاح، سقطت تحت وطأة تناول المخدرات والكحول.. ودمرت نفسها بنفسها بفضل استسلامها لسموم الكحول ومخدر الكوكايين وسواه. وذات حفل لها في برلين، عجزت عن إتمام أغنيتها، وكان عليها أن تصمت وترتاح لدقائق قبل إكمال أغنيتها؛ أي أنها انهارت أمام الناس جميعاً.. وانتهت كمبدعة بعد تلك الفضيحة الفنية. ولذا، لن أضجر يوماً من تحذير البسطاء والمشاهير من لعنة الكحول والمخدرات، وأعتقد أن شرب الماء هو الدواء!

نجوم قتلهم الصحو

المغني الفرنسي الشهير رغم انقضاء ثلاثة عقود ونيف على موته في حادث سقوط طائرة الهليكوبتر بعد عطل سيارته! قتله صحوه، وبالتالي حبه لخدمة فقراء أفريقيا الذين لا يجدون ماء للشرب، واكتشف ذلك حين اشترك في سباق باريس/داكار وتعرف إلى بعض الإفريقيين.
وإذا كانت المخدرات والكحول قتلت ويتني هيوستن، فقد حدث العكس للمغني الشهير في فرنسا دانييل بالافوان، الذي قتله الصحو.. في طائرة هليكوبتر قرب داكار. في مقابلة تلفزيونية مع المرشح عن الحزب الاشتراكي الفرنسي وصار فيما بعد رئيساً للجمهورية الفرنسية مرتين الرئيس ميتران، تمت دعوة «بالافوان» للمشاركة في حوار متلفز، وحين تم إهماله نهض بكل كبرياء وغادر الاستوديو. وطلب الرئيس (فيما بعد) ميتران من أحد معاونيه مناداته وإعادته إلى الاستوديو وهكذا كان. وهنا قال دانييل صدقه، وقال إنه كممثل لجيل الشباب، يجد أن المرشحين للرئاسة لا يهتمون بجيله ويدفعون بهم بالتالي إلى المخدرات وسواها.. وأعجب به ميتران كممثل للجيل الجديد، وصار يرغب في اصطحابه في جولاته الانتخابية للرئاسة! وهكذا أثبت المغني دانييل بالافوان أنه نجح بسبب صحوه وليس تخديره.

«لذيذة»: احترام الشعوب الأخرى

البعض يقودهم الإبداع إلى الصحو..
وسواهم يقودهم إلى تدمير أنفسهم وموهبتهم..
ودانييل بالافوان قاده الصحو إلى احترام الشعوب والنساء العربيات كما في أغنيته عن سيدة تدعى «لذيذة» حيث يغني: أريدك إذا كنت تريدين.. بي. ولا يهمني الإقامة عندك أو عندي..
وكانت تلك من الأغاني التي تبشر بعدم التعجرف الغربي على العربي، بل حبهم واحترامهم والتودد لهم.

عمرها 81 سنة وبطلة للركض

شاهدت صورة وجه شبه شاب، شعر أبيض هو وجه السيدة الفرنسية ميشلين بيلي، إنها بطلة ركض 100 متر بأسرع من بقية الفرنسيات. نسيت أن أذكر لكم عمرها: 81 سنة! أتساءل ما الذي يدفع امرأة في مثل سنها للتدريب اليومي حتى الحصول على بطولة رياضية؟ أهي الرغبة في تحدي الزمن؟
يا عزيزتي البطلة الرياضية، الذين تجاوزوا 80 سنة من العمر، الزمن سيهزمهم كلهم مهما فعلوا.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد