الإعصار نورو شديد القوة يضرب الفيليبين

mainThumb

26-09-2022 08:39 AM

السوسنة - ضرب الإعصار نورو الشديد القوة الأحد جزيرة لوزون الفيليبينية ذات الكثافة السكانية مصحوبا برياح عاتية وأمطار غزيرة ما أجبر آلافا من السكان على إخلاء منازلهم.

والإعصار "نورو" محمّل برياح عاتية تصل سرعتها إلى 195 كيلومترا في الساعة، و"ازدادت شدّته بشكل كبير" وغير مسبوق، وفق مرصد الأحوال الجوية الحكومي.

و"نورو" أقوى عاصفة تضرب الفيليبين هذا العام، وقد عصف قرابة الساعة 17,30 (09,30 ت غ) ببلدة بورديوس في جزر بوليو الواقعة ضمن نطاق منطقة كويزون.

وأظهرت لقطات مصورة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وتحققت منها وكالة فرانس برس الأشجار تتمايل بقوة بسبب الرياح الشديدة التي تعصف بالجزيرة.

وأصدر مكتب الأرصاد الجوية تحذيرات في وقت متأخر الأحد من احتمال حدوث "فيضانات خطرة" في العاصمة مانيلا والأقاليم المجاورة مع هطول أمطار غزيرة.

وجاء في بيان للقائد العام للشرطة الوطنية الفيليبينية رودولفو أزورين "نطلب من السكان المقيمين في مناطق خطرة التقيّد بأوامر الإخلاء حينما تقتضي الضرورة".

وعادة ما تتعرّض الفيليبين لعواصف يحذّر علماء من أن شدّتها تزداد مع الاحترار العالمي الناجم عن التغيّر المناخي.

وقال إرنستو بورتيو البالغ 30 عاما والذي يعمل طاهيا في بلدة إنفانتا الساحلية في منطقة كويزون "كانت الرياح عنيفة هذا الصباح".

وتابع "نحن قلقون بعض الشيء... لقد وضعنا مقتنياتنا في مكان آمن واشترينا بعض المواد الغذائية" تحسبا للإعصار.

وانخفض تصنيف نورو من إعصار شديد القوة الى إعصار مع اجتيازه وسط لوزون. ومن المتوقع أن يدخل الى بحر الصين الجنوبي الاثنين ويتجه نحو فيتنام.

وقال خبير الأرصاد الجوية روب غايل إن "الأعاصير أشبه بالمحركات، هي تحتاج إلى وقود وإلى عادم لكي تعمل".

ومستخدما التسمية المحلية للإعصار، اضاف غايل "في حالة (الإعصار) كاردينغ، لديه كمية جيدة من الوقود لوجود كميات كافية من المياه الدافئة على مساره كما هناك عادم جيد عند المستوى الأعلى من الغلاف الجوي، لذا إنها مكونات مؤاتية لتزداد شدّته بشكل كبير".

وضرب الإعصار منطقة تقع على بعد حوالى مئة كيلومتر إلى شمال شرق مانيلا حيث يتهيّأ عناصر الإغاثة لرياح عاتية محتملة وأمطار غزيرة قد تضرب المدينة التي يتخطى عدد سكانها 13 مليون نسمة.

ونفّذت عمليات إجلاء قسرية لسكان المناطق "الأكثر عرضة للخطر" في نطاق العاصمة، وفق ما أعلن مسؤولون، بينهم سكان الأحياء العشوائية على ضفاف الأنهار.

غلوريا بيريز البالغة 68 عاما كانت ضمن مجموعة تحتمي في خيام نصبت داخل ملعب رياضي. قالت لوكالة فرانس برس "أخليت المنزل الذي أقيم فيه لأنني شعرت بالخوف، فالفيضانات هناك تكون مرتفعة جدا".

وأضافت "لا أريد أن يتكرر ما حدث لي من قبل".

وقال رومولو كابانتاك المدير الإقليمي لجهاز الدفاع المدني إن منطقة العاصمة "مستعدة. نحن ننتظر ونأمل ألا يضربنا" الإعصار.

- هدوء ما قبل العاصفة -
يأتي الإعصار نورو بعد تسعة أشهر على إعصار شديد القوة دمّر أنحاء من البلاد وأسفر عن مقتل أكثر من 400 شخص وشرّد مئات الآلاف.

وفر أكثر من 8,300 شخص من منازلهم قبل أن تضرب العاصفة الأخيرة، بينهم سكان بلديات عدة في منطقة كويزون، وفق المكتب الإقليمي لإدارة الكوارث.

وفي منطقة أورورا المجاورة، صدرت أوامر إخلاء لسكان بلدة دينغالان.

وقال ريا تان (54 عاما) الذي يدير مطعما في دينغالان إن "المقيمين قرب الساحل أُبلغوا بضرورة الإخلاء. نحن نقيم بعيدا من الساحل لذا بقينا حيث نحن في الوقت الراهن. نحن قلقون أكثر من المياه (التي قد تأتي) من الجبال".

وأوضح تان أن السكان يعمدون الى تدعيم أسطح منازلهم ونقل قواربهم بعيدا من الشاطئ مستغلّين فترة الهدوء الحالية.

وتابع "يزداد قلقنا إذا بقي الطقس كثير الهدوء لأنه عادة مؤشر لإعصار شديد القوة سيضرب اليابسة".

ويتوقّع أن تتراجع شدّة الإعصار نورو عندما يضرب وسط منطقة لوزون قبل توجّهه نحو بحر جنوب الصين الإثنين ومن ثم نحو فيتنام.

وحذّر مكتب الأرصاد الجوية من ارتفاع الأمواج بأكثر من ثلاثة أمتار عند سواحل أورورا وكويزون، بما في ذلك جزر بوليو، ومن فيضانات واسعة النطاق وانزلاقات تربة بسبب الأمطار الغزيرة.

ويمكن أن يتسبب الإعصار باقتلاع أشجار جوز الهند والمانغو وبخسائر فادحة في محاصيل الأرز والذرة وبفيضانات في القرى.

وأفاد جهاز خفر السواحل بأن أكثر من 2500 شخص عالقون بعدما ألغيت رحلات العبارات . كذلك ألغيت عشرات الرحلات الجوية من مانيلا وإليها.

وتقرر إغلاق المدارس والخدمات الحكومية غير الأساسية الإثنين.

وتعد الفيليبين من أكثر دول العالم عرضة لتداعيات التغيّر المناخي، وتشهد كل عام ما معدّله 20 عاصفة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد