الاردن : اقبال كبير على مهنة التجميل وسط مطالب بتفعيل الرقابة

mainThumb

13-10-2022 12:22 PM

عمان – السوسنة - فريال الشحام - انتشرت في الآونة الاخيرة دورات تعليم المكياج وشهدت اقبالا ملحوظا، ودخل هذا المجال العديد من الأسماء حتى اختلط المحترف بالمجرب، فأصبح يدخل في هذا المجال مهارات جديدة خاصة في ظل تطور وسائل التواصل الاجتماعي.
وتشهد مهنة التجميل في الأردن إقبالاً نسائياً نحوها لإتقان مهاراتها، ليس فقط لإظهار جمالهن، إنما لاعتمادها كمصدر دخل خصوصاً أن آليات العمل تتنوع فيها وتعتبر مصدر جيد للدخل.
وزاد إقبال النساء على تعلم المكياج من أجل الابتعاد عن الصالونات، حيث أن توافر ورشات تعلم المكياج على الانترنت بشكل مجاني وتواجدها على شبكة الانتنرت، كاليوتيوب مثلاً أغنى عن دورات المكياج المكلفة التي تعقدها صالونات التجميل، في ذات الوقت لا يعتبر أخصائيو التجميل تلك الورشات مغنية عن التدريب والتجربة العملية.
وساهم تعلم النساء لمهنة التجميل من المنزل بايجاد فئة كبيرة نوعاً ما تستطيع العمل خارج الصالونات، خاصة لمن لا يتمكننَ من إيجاد وظيفة لهن في صالونات التجميل لقلة خبرتهن، لهذا السبب هناك فئة تعمل من المنزل متخذة من المكياج مهنة بعيداً عن أعين الرقابة معتمدين في تعلمهم على الانترنت.
خبيرة التجميل ولاء أحمد حسون
تقول خبيرة التجميل ولاء أحمد حسون لـــ " السوسنة " أن مهنة التجميل بالنسبة لها هواية مارستها منذ الصغر، وعملت على تطويرها لتبدأ بها مشروعها الخاص وهو صالون التجميل الخاص بها.
وقالت أن الفترة الأخيرة شهدت تزايداً كبيراً من الفتيات على مهنة التجميل، حيث أصبح هناك تداخل بين الفتيات اللواتي تعلمن مهنة التجميل من خلال دورات وأكاديميات، وبذلن الجهد والمال للحصول على مزاولة مهنة التجميل، وبين من قامن فقط بتعلم التجميل من خلال الفيديوهات على الانترنت، مضيفةً " مش كل بنت بتعرف تعمل ايلاينر صارت خبيرة تجميل" .
وتمنت حسون أن تزداد الرقابة على مثل هذا الأمر من قبل نقابة أصحاب صالونات التجميل، فمهنة التجميل يجب أن يجتمع فيها الممارسة والخبرة والحب معاً، كما أنها تعتبر مهنة حساسة وتحتاج لمسؤولية كبيرة، خاصةً في التعامل مع الزبائن.
خبيرة التجميل لجين زكارنة
وبينت خبيرة التجميل لجين زكارنة لــ " السوسنة " أن اتجاه الفتيات لمهنة التجميل بشكل كبير خلط بين الكُفء وقليلي المهارة والخبرة، ما يؤدي إلى عدم توافر الفرص الجيدة لخبيرات التجميل الكُفء، كما أن مواقع التواصل الاجتماعي أسهمت في انتشار الفتيات اللواتي يعملن في مهنة التجميل من المنزل دون خبرة أو موهبة، خاصة عبر خاصية نشر الصور على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي في أغلب الأحيان تحمل صور لا تمت للواقع بصلة. ووضحت زكارنة أن موهبتها بالرسم ساعدتها على ممارسة مهنة التجميل وتطويرها والعمل بها.
خبيرة التجميل إسراء أبو كويك
وأكدت خبيرة التجميل إسراء أبو كويك لـــ " السوسنة " على أهمية وجود الخبرة للتمكن من إثبات الذات في سوق مهنة التجميل، حيث أن الخبرة تُحدث فارقاً كبيراً خاصة في أساليب التعامل مع المكياج، وأنواع البشرة وما يناسب كل نوع.
واجمع كل من خبيرتي التجميل إسراء أبو أحمد ورزان أبوكويك على اعتمادهن مهنة التجميل كمصدر دخل، كما أكدتا على تفضيلهما للعمل الخاص من المنزل كونه يعتبر بالنسبة لهما أكثر راحة، ويعود عليهما بعائد مادي أفضل.
نقيب أصحاب صالونات التجميل سامي بوشة
وإلى ذلك, قال نقيب أصحاب صالونات التجميل سامي بوشة لــ " السوسنة " ان المهنة تشهد حالياً إقبالاً كبيراً على تعلمها وممارستها من جانب الإناث والذكور ويعود ذلك لعدد من الأسباب أهمها، أن مهنة التجميل مهنة تؤمن لمن يزاولها دخلاً مناسباً يعينه على سد متطلبات الحياة الكريمة بجهده وتعبه وتميزه في مهارات المهنة المختلفة من قص وتمشيط، وصبغة، ومكياج، وتمليس وتمويج، وعناية بالبشرة، وإلى غير ذلك من مهارات المهنة المختلفة، على الرغم مما مرت به المهنة من أوضاع حرجة خلال جائحة كورونا وتداعياتها، بالإضافة إلى أن تعلم مهنة التجميل يتم خلال وقت لا يعتبر طويلاً بالمقارنة مع بعض المهن الأخرى، فيكفي لمن يريد الاشتغال بهذه المهنة أن يحصل على دورة تدريبية مدتها ستة أشهر أو سنة في إحدى الأكاديميات أو في أحد مراكز مؤسسة التدريب المهني، بالإضافة إلى الحصول على خبرة عملية بالعمل موظفاً متدرباً في أحد صالونات التجميل لمدة سنتين ليمتلك كافة المهارات المهنية التي تمكنه من الحصول على راتب مناسب إذا رغب في العمل في أحد الصالونات القائمة، أو بالحصول على دخل مناسب إذا رغب بفتح صالونه الخاص به، ولا سيما إذا وضع جل اهتمامه في التعلم واكتساب الخبرة والاطلاع على كل جديد في المهنة على المستوى العالمي.
وأضاف أن مهنة التجميل مهنة جميلة ونظيفة وليس فيها خطورة على من يزاولها، وإن تطور المجتمعات وتغير منظومة الأعراف والتقاليد التي أصبحت أكثر انفتاحاً وتطوراً ساهمت في تحول النظرة إلى المهنة لتصبح نظرة اعتزاز وتميز لمن يعملون بها، بعد أن كان المجتمع ينظر إليها قديماً بأنها مهنة غير مناسبة للعمل، وهذه النظرة المتقدمة للمهنة دفعت الكثيرين إلى اختيارها لتكون مهنتهم ومورد عملهم.
وأشار بوشة إلى أن إقبال الفتيات على تعلم المهنة وممارستها يأتي من أنها مهنة جميلة وغير شاقة وتستطيع الفتاة أن تحقق ذاتها واستقلاليتها المادية من خلال مزاولتها سواء كموظفة في الصالون، أو كصاحبة صالون، ولا سيما إذا أبدعت وطورت نفسها، وواكبت مستجدات المهنة.
وختم حديثه بالقول أن النقابة تنظر إلى مهنة التجميل على أنها مهنة شريفة ونظيفة وقابلة للتعلم والإبداع، وأنها تحرك فيمن يمارسها الكوامن الفنية الموجودة بداخل كل إنسان ليبدع فيها، والمكياج هو واحد من مهارات هذه المهنة ويحتاج مزاول المهنة إلى تعلم أصول المكياج العلمية، وأن يضيف على هذه الأصول العلمية بعضاً من فنه ومهاراته الشخصية ليصل إلى مرحلة التفوق والإبداع.
احصائية
وبحسب الإحصاءات الصادرة عن النقابة العامّة لأصحاب صالونات التجميل، فإنّ عدد صالونات التجميل في المملكة يبلغ 15 ألف صالون، كما ويصل عدد العاملين في هذه الصالونات إلى 40 ألف عامل، صالونات النسائية 5 آلاف صالونًا، أمّا صالونات العناية فيصل عددها إلى 3 آلاف صالونًا.

 

اقرأ ايضا :



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد