عويدي : دمروا الأردن بحجة إعماره

mainThumb

28-10-2011 04:14 PM

وهكذا غابت عن الأنظار والأذهان صورة الثورة الأردنية التي انطلقت من معان الكرامة والاباء والشرف ,  وتم العمل على اجهاضها , وبدأ الشعب يلهث وراء معاقبة الفساد والفاسدين فقط ، وليس له أي مطلب وطني آخر،فقد اختفت المطالبة بالتغيير والاصلاح والعدالة والحرية وتكافؤ الفرص ومشاركة الشعب بالحكم , والانعتاق من الكابوس الجاثم على صدور الناس .

واذا بالشعب  يلهث وراء سراب باحدى القيعتين المذكورتين اعلاه , الرئيس المكحوش ط1 والمكحوش ط2 . وهرب الجاني الحقيقي  لواذا بين ثنايا الظلام , ثم تحول الى مالك الحزين او نمر من ورق في مواقع المسؤلية . وخسر المواطن والوطن .


     واستطاعت قيعة الرئيس القائم ط2 أن تحصر القضية والثورة والفساد والعقوية الوهمية برمتها في قيعة الرئيس المكحوش ط1. وأن تنأى بنفسها عن أي فساد أو مفسد آخر لتبدو وبماركة من شارها الوزارة انها حمامة عفيفة شريفة وانها تقطر نقاء ونزاهة . وبذلك تمخض جمل الفساد فولد فأرا  , وتحولت الأمور كلها إلى قضية سخيفة جداً، وهي موضوع طريق الجفر , التي تدل الوثائق على مسؤولية القيعتين السياسيتين المتصارعتين عنها ، ومسؤولية مجلس النواب الحادي عشر الذي يريد المحاسبة على الفساد، ثم تحولت إلى عدم إتهام وأسدل الستار عليها، وعلى جميع قضايا الفساد، وتم حل مجلس النواب , وتم إجهاض ثورة معان  والحركة الوطنية الأردنية. وكان الرابح الوحيد هما  القيعتان  السياسيتان فقط : قيعة الرئيس المحكوش ط1  وقيعة الرئيس القائم المعين ط2 , وتم اختصار الاردن واهله فيهما  دونما نيل من المجرم الحقيقي.

وهكذا انتهى موضوع الثورة  الأردنية المعانية والديمقراطية والحرية ومحاربة الفساد، ومحاربة المرتزقة والمقاطيع، إلى قضية كئيبة فاشلة، ولكن بعد أربع سنوات من المجاهدة والمكابدة، والطخ وكسر المخ السياسي ضد الفساد، وضد قيعة الرئيس المكحوش ط1 .

وأخيراً قبع الرئيس المكحوش ط1 في بيته، وأصبح من يزوره متهماً بالفساد والخيانة وتخريب الأردن وضد المجتمع الأردني ، وضد قيعة الرئيس القائم ط2 , الذي تحول حقيقة إلى  مركز استقطاب , يقويه في ذلك وفاؤه لأزلامه وتلاميذ قيعته السياسية , والأخذ بأيديهم للمناصب والغنى الفاحش , وجمع المال من مصادر مجهولة (على أنه ليس فساداً ؟!؟) فضلا عن الوكالات التجارية وما إلى ذلك.


أما الرئيس المكحوش ط2 فقد تنكر  له الجميع، لأن نمط قيعته وعقليته ونفسيته  تختلف تماماً، فالرئيس القائم ط2 يدعم أبناء المسحوقين والنكرات  فيصبحون أقوياء وذوات , وهم أوفياء معه وهو معهم وفي ، أما الرئيس المكحوش ط2 فلا يدعم أبناء البورجوازيين والذين يكرهون الأردن ويحتقرون  الأردنيين وينهبونه جهارا نهارا دونما استتار , فضلا عن دعمه للفاسدين والذين يهمهم أنفسهم، وهم جميعا مكروهون لما سببوا من البلاوي للبلاد والعباد , وهم  يتبعون مصالحهم، وقليل منهم الوفي، بل وقليل جداً , لان الوفاء ليس من طبع الرئيس المكحوش ط2 ولا من قيعته  إلا لحفنة معينة ومحدودة من أبناء البورجوازيين فقط , أما أبناء المسحوقين فهم محرومون من وفائه لهم، مهما قدموا له من خدمات أو تضحيات،أو صدق وإخلاص بالتعامل , لان ذلك ليس في قيعته ولا في طبيعته إلا إذا كان بحاجة هذا أو ذاك  ,  بعكس ما هي عليه قيعة الرئيس  القائم ط2 تماماً .

وإذا تعامل الرئيس المكحوش ط1  مع أبناء الطبقات المسحوقة فإنه ( اي الرئيس المكحوش ط1 ) يتعامل معهم ضمن سياسة أداء المهمات لمصلحته المغلفة بابتسامة وتواضع مصطنع , أي لاستخدامهم في أداء مهمات معينة فقط، مع ما يصدر عنه من لطف وكلام ظاهري معسول لهم, بطريقة التقية الباطنية , وهو في اعماقه يحتقرهم وينظر اليهم بفوقية تغطيها ابتسامة معسولة لكنها صفراء .  أما المنافع والوفاء، فهو لرفاقه من أبناء الطبقة البورجوازية، حتى الذين غدروه منهم  وتخلوا عنه في الملمات واللحظات الحرجة  من البرجوازيين، نجده يعود ليحتضنهم، ويتخلى عن أبناء الطبقات المسحوقة من الرجال الذين  قاموا بالدفاع عنه وحمايته. في أصعب الظروف التي كان على وشك أن يقع بها في اتون نارها ودمارها إلى الأبد  وان يقف خلف القضبان كالجمل الهرم في السنين العجاف وايام الجفاف .

 وبالمقابل  نجد أن أبناء قيعة الرئيس القائم ط2  لم يتخلوا عن أستاذهم، وكبيرهم الذي علمهم ما علمهم ومنحهم مامنحهم من مال وجاه لم يحلموا به يوما لانهم نكرات جاء بهم من رحم المجهول ليكون ولي نعمتهم , وكذلك كان  , ولم يتخلى عنهم ,  بينما تفرق أبناء قيعة المكحوش  ط1 ومناصروهم , وانقلبوا عليه إذا كانوا من المسحوقين، وظل البورجوازيون يمارسون مهمة الطفيليات عليه حتى أهلكوه وهو بهم راضي وسعيد .


وعندما تسلم الرئيس القائم  ط2 في نهاية 1989، كان مدعوماً، من بثقة  الملك، ومن صديقه ورفيقه المرحوم رئيس مجلس النواب , ومن الأخوان المسلمين، ومن الاعلام بأنه المنقذ , ومن نواب العربان الذين يثقون بكل حكومة وكل رئيس حتى ولو كان صنما من التمر يأكلوه إذا جاعوا ، ولا يفرقون بين قيعة وقيعة أبداً لما هم عليه من عمى الألوان ولان مصالحهم الخاصة تسير حيث يريدون مقابل مواقفهم هذه .

كان الرئيس القائم ط2 يتميز  بقدرته على التحمل والجدال، والتباكي على الأردن  والشعب المسكين , ويذرف دموع التمساح وهو يلتهم البققرة الحلوب لارملة جاءت بها لتسقيها من النهر فابتلعها التمساح وبكى وشفقت عليه الارملة رغم كل ماحل بها وحمدت الله على سلامة نفسها وهي تقول : بالمال ولا بالحال والعيال , وبتالي فان المكحوش ط2 كان قادرا على خداع  من يسمعه بجدارة هائلة وبطريقة مقنعة يعجز عنا الرئيس المكحوش ط1  .

    كان الرئيس القائم ط2 يتحدث بهدوء أحيانا إذا ما تناول أقراصا من الدواء تحت القبة وهو امر كنت الاحظه باستمرار رغم انه يتناولها خلسة ,  وكان محترفا في التركيز على نقطة سخيفة من جملة النقاط التي يطرحها من يحاوره أو يخاصمه , فيزيد الرئيس في حجمها وخرقها إذا كان ذلك يخدم  حجته فتضيع القضية الأساس التي يريدها خصمه في تضخيم القضية السخيفة التي ازلق فيها ذلك الخصم , ويتحول الخصم من دائرة الهجوم على الرئيس إلى دائرة الدفاع عن النفس  إلى دائرة التلاشي , لكنه عجز عن استخدام ذلك معي لأنني عرفت طريقته قبل غيري وتعاملت معه بالطريقة التي تجعلني دائما صاحب اليد العليا عليه أو الندية  له وذلك اضعف الإيمان .ومن يعود إلى مساجلات المجلس يجد دقة ما أقول .وقد ضحكت ذات مرة عندما القى احد النواب اليساريين خطابا صاخبا ضد الرئيس لانه / اي الرئيس يتعامل مع الامريكان وعندما انتهى النائب اليساري من خطابه بدا ينظر حوله كالطاووس المنفوش على انه اصاب الرئيس مقتلا , وهنا رفع الرئيس يده العوجاء بهدوء ومسكنة ليطلب الكلام فاعطاه رئيس المجلس الكلام , وهنا انقض الرئيس ط2 على النائب اليساري العتيد وقال له استغرب كيف ان سعادة النائب المحترم يعيب على الحكومة التواصل والتعامل مع امريكا وهو قد عاد توا من رحلته فيها : اليس الاجدر بالنائب المحترم ان ينظر الى مافعله قبل ان ينتقد الحكومة ؟ . وهنا اقولها للتاريخ انني مارايت ذلك النائب اليساري صغيرا كما رايته في تلك اللحظة , لقد غار في مقعده وصار وجهه بالالوان جميعا وانبهر النواب وصار اليساري يتمنى لو لم تلده امه عندما كان السفر الى امريكا في حرب الخليج الاولى يعتبر خيانة . واما انا فقد شفقت عليه وضحكت لان شر البلية مايضحك .

كنت أعرف وادرك ذلك كله، وكنت أتظاهر أنني لا أعرف شيئاً، ولا بد من القول هنا، أن عالم السياسة والسياسيين شيء مختلف عن العوالم الأخرى... فنحن في السياسة نعانق الأعداء والأصدقاء، ونتبسم لهم ونجاملهم بمودة , ولا يستطيع البعيد أن يعرف من هو العدو من الصديق , ولا العداوة من الصداقة بين أطراف النزاع الحقيقي، ولكن عند العمل، فإن الأمور مختلفة تمام الاختلاف.وان الجاهل بالسياسة والمكر والدهاء يضيع بين الساسة الذين هم قيعان سرابية أيضا يحسبها الضمآن ماء
في ضوء وفاء تلاميذ قيعة الرئيس القائم ط2 ، وتنكّر تلاميذ  قيعة الرئيس المكحوش ط1 ، استطاع الرئيس القائم  أن يوجه المعركة لخدمته واظهاره انه رمز الطهر والعفة , وان يوجهها نحو الفساد والفاسدين من غير قيعته على ان عشه لا يفرخ الا الحمام الطاعر الفاخر ، على أنه وقيعته أنقياء كحمائم مكة المكرمة. وأنه وأزلامه وقيعته رمز الفقر الشريف. وبذلك استطاع ان أن يؤذي الرئيس المكحوش ط1 أذى لا يتصوره العقل، الذي تم استبعاده من عضوية مجلس الأعيان لتلك الدورة.

أما أنا فقد كنت أنظر إلى شمولية الفساد، وأن القيعتين كلاهما مسؤولتان وشريكتان بالجريمة ضد وطني وشعبي ، وان اختلفوا على الغنيمة ,  وأنه لا يوجد في معادلتهما :  ملائكة وشياطين، ولا طهر هنا او عهر هناك , بل أن النهب والسلب جرى زمن القيعتين والرئيسين معاً اثناء ترؤسهما للحكومات بشكل متعاقب عدة سنوات لكل منهما ,  ومن قبلهما وبعدهما , وأنه يجب اطلاق مشروع وطني يركز على شمولية المساءلة والمسؤولين والعقاب، وألا نحصر الفساد برمته وتشعباته في قضية كئيبة ليس عليها دليل.او في رئيس واحد . فالفساد بالنسبة لي  ولمفهومي كان ولا زال مؤسسة معششة وصار نمطا من القانون السياسي الذي يعانيه الاردن بإرادة سياسية وقرار سياسي .

أنا مع الأردن , ولم أكن مع الرئيس المكحوش ط1، ولم أكن مع الرئيس القائم ط2 ، فأنا مواطن مسحوق جئت من رحم المعاناة كما وصفت من قبل , اعتز أنني حراث ابن حراث , وأنا أرى واشعر  أن الرئيسين المكحوش والقائم ينظران كلاهما إلىّ بنظرة واحدة، نظرة الاحتقار والكره والحقد والانتقام , وأن اختلفت التعبيرات بين كشرة  الرئيس القائم ط2, وابتسامة الرئيس المكحوش المعسولة ط1 . وكل من الكشرة والابتسامة تخفيان خلفهما السم الناقع الزعاف لي ولوطني وللاردنيين ، وكلاهما لا يريدني ولا يحبني. فهناك تنافر وصراع علني وخفي بين مشروعي ومنهجي السياسي, وذاك الذي لديهم.


كنت ولا زلت أحسّ في أعماقي، ومن خلال بريق أعينهما، ولمسة أيديهما عند المصافحة , أن كلاهما ينظران إلى فكري السياسي أنه فكر إقليمي عنصري متخلف، رغم انه فكر وطني , وكلاهما لا يريدني في أي موقع سياسي , وكلاهما يعتبر انني شخص متخلف، عنصر ي، أحمق، أهوج، لا يمكن التنبؤ بما سيصدر عني Unpredictable ,  إقليمي , ولا يريد اي منهم أن يراني، وهكذا كنت ولا زلت أحسّ ولكن الفارق أن الرئيس القائم ط2 واضح في رأيه من خلال قسمات وجهه ,  بينما الرئيس المكحوش ط1 يغطي ذلك بابتسامة لاتنطلي عليّ . اي  أن الأول تبديها كشرته، والثاني تخفيها ابتسامته، ولو كنت من أبناء البورجوازيين لما توانى  المكحوش  ط1 عن دعمي لعضوية الأعيان والسفارات والوزارات. ولو كنت من القيعة الاخرى ط1 ، لأخذت موقعاً وزارياً في أول تعديل وربما من أول تشكيل.ولكنني زهدت في هذا كله وآثرت الناي بنفسي عنهما وعن الانضواء تحت عباءة أي منهما  عنهما , لان الاقتراب منهما لن يكون محمودا في التاريخ  الذي لايرحم أصلا , وان كان مفيدا على المدى المنظور  . وانا اخاف كثيرا من التاريخ . فالله يغفر ويرحم ولكن التاريخ لايرحم ولا يغفر .

لم تسمح لي نفسي أن أكون من أي من القيعتين لأنني من مدرسة الحركة الوطنية الأردنية/ مدرسة وصفي التل رحمه الله ,  التي لا مكان لأي منهما فيها ولا مكان لها عندهما  , فنحن مدرسة سياسية وطنية أردنية محترمة ، ولسنا قيعة تجمع الماء في الشتاء، والوحل في الربيع , والغبار في الصيف والزوابع في الخريف .، ولكنني ورغم الخصومة السياسية السلبية مع الرئيس القائم ط2، ورغم أنه في لقاءاته اللاحقة مع الملك الراحل قد أساء إليّ وحرض الملك علي أكثر من مرة ، إلا أنني لم أخذ ما قاله إلا ضمن شيء واحد، وهو أنه لم يفهمني بعد رغم انني فهمته ، وأن ذلك برهان على قصور فهمه لي وعميق فهمي له ,  وأن شخصيتي مستعصية على فهمه وفهم الرئيس المكحوش ط1 كليهما على حدّ سواء.

أنا أردني أبيّ، صاحب أنفة وعفة وحسّاس، وأفهم كل شيء من حولي، سواء من خلال الكلمات أو التعبيرات أو القسمات، وقادر على إخفاء ما عندي، وقادر على إعطاء قسمات وجهي بعكس ما في نفسي، وهذا الذي دوّخ أصحاب الدولة والمعالي والعطوفة والسعادة  والقيعتين  والأجهزة الامنية ومن يعلوهم أو يدنوهم او يأمرهم أو يتآمر معهم .

ورغم أن الرئيس المكحوش ط1  ظلمني وأحالني على التقاعد يوم الجمعة  في 20/3/1987عندما كان رئيساً للوزراء ، وكنت عقيد دكتور في السياسة ,  مثلما أشرنا سابقاً , ورغم أنه لم يحفل بجوعي وشقائي واطفالي قبل النيابة وبعدها، ورغم أنه كان قادراً على دفع الظلم عني  ولم يفعل،بل أمر وساهم في زيادة الظلم والاضطهاد السياسي والأمني والتجويع , إلا أنني كنت أميناً مع نفسي بالدرجة الأولى عندما عُرضت قضية فساده  على المجلس، وكان موقفي هو موقف العدالة الوطني، وليس الانضواء ضمن القيعة القائمة ط2 أو العداء للقيعة الاخرى ط1، كنت منسجماً مع ضميري وذاتي واجتهادي بغض النظر عن اتفاقه أو خلافه مع الآخرين.وبغض النظر عما الحقه بي من اذى وحال دون وصول حقي الي , كما سنرى في حينه إن شاء الله .

كنت أحزن أن يقبل أبناء العشائر العريقة في أن يكونوا أعضاء في أي من القعيتين وتحت عباءة أي من الرئيسين , إذ  كيف تقبل ذرى الشم العوالي أن تكون تحت وطء أقدام من هم في القاع بين ماء اسن ملوث وطين وغبار يحجب الرؤيا ويحول دون المسير ؟ . وكنت أعرف أن كل واحد من الرئيسين  ط1 و ط2 يستخدم أولاد العشائر لأداء مهمات معينة لخدمة الرئيس نفسه ، وتحقيق أغراض محددة، ولم أكن من الذين يؤدون أياً من هذه المهمات , وهذه الاغراض , ولن أكون .

        كنت أتمنى على الأردنيين من نواب وغير نواب ومن نخب سياسية وعلمية وعشائرية , وجميعهم من أبناء العشائر , وبخاصة أبناء العشائر القوية عدداً وعدة وسياسة وأهمية, أن تكون لهم مدرستهم السياسية بدل الخضوع لأية قيعة سياسية ,  وكنت أدرك أن تقسيم السياسة إلى قيعة هنا ط1 وأخرى هناك ط2 ، هو الإعلان عن وفاة وجود المدرسة الأردنية أو مدرسة الحركة الوطنية الأردنية التي كان أخرها حتى الآن دولة المغفور له السيد وصفي التل رحمه الله مثلاً أعلى يحتذي .

, وللحديث بقية في الحلقة الخامسة  والعشرين ان شاء الله


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد