فهل من يسمع .. ؟

mainThumb

16-05-2024 10:25 PM

ليس دفاعا عن التيار الإسلامي وقناه اليرموك التابعة له ، وهو ليس في موقع اتهام بل العكس هذا التيار لم يكن في يوم على صواب كما هو اليوم، واخص الموقف المبدئي من العدوان الإجرامي وحرب الابادة الذي يتعرض له قطاع غزة الصامد فهو اليوم الوحيد الذي يتحرك على الساحة ، اللهم لو استثنينا حزب الوحدة الشعبية ذات الاتجاه الوطني اليساري .والتيار الإسلامي اليوم يضع الجميع أمام مرآة الضمير فيما يخص الموقف من فلسطين .
رغم أن المقاومة في فلسطين وغزة بشكل خاص بكل ألوانها هي خط الدفاع الأول عن الأمة العربية وعن كل قطر عربي والعدو المجرم هو عدو الأمة التاريخي ، وقطاع غزة وحرب الإبادة الذي يتعرض له هذا القطاع الصامد الصابر ورغم عمق الجرح الغزاوي والمأساة التي يتعرض لها ما يقارب مليوني إنسان ، لم نسمع أن قيادة القطاع ممثلة بحركة حماس وفصائل المقاومة الأخرى شككت أو أدانت أي موقف عربي رسمي ، رغم أن بعضها وصل للتواطؤ مع جرائم العدوالصهيوني.
لذلك فأن إغلاق قناة اليرموك بذريعة عدم الترخيص، والقناة كما يعلم كل مهتم تبث من مده طويلة وإغلاقها اليوم ليس له إلا عنوان واحد قمع الحريات العامة، وكل من يغرد خارج السرب .
والقناة تبث منذ مده طويلة ولم يتعرض لها احد، ولماذا اليوم في ظل حرب الإبادة وتغطيتها الموضوعية للحرب على قطاع غزه بشكل خاص ، وهو صوره مصغرة عن كل فلسطين التاريخية من البحر للنهر وأهله من اللاجئين والنازحين من كل الوطن الفلسطيني .
وبالتالي الحرب الذي يتعرض له القطاع الصامد لم يتوقف منذ النكبة الكبرى التي نحن على موعد مع ذكراها المؤلمة ، وكل ذنب قناة اليرموك نقل حرب الابادة على غزه كما هي بدون دبلوماسية ومحاولة تخفيف مأساة من حرب الابادة الجماعية الذي يتعرض لها القطاع والذي أفاق كل جرائم التاريخ الإنساني بما في ذلك ما قيل عن جرائم النازية والفاشية التي تدعي اليهودية الصهيونية ، إنها ضحيتها الوحيدة رغم أن بلدا مثل الاتحاد السوفيتي السابق قدم أكثر من عشربن مليون إنسان.
لكنها الأكاذيب الصهيونية التي لم تعد تنطلي على كل أحرار وحرائر العالم، حيث أي نقد سياسي مهما كان متواضع رغم الإجرام الصهيوني يصور صهيونيا انه ضد السامية ، وكأنهم هم الساميون لوحدهم وباقي أمم الأرض مجرد عبيد للصهاينة .
أليس هذا منطق ضد حركة التاريخ وحقائق الأشياء وخروفات لا يقبلها عقل بشري سليم ، ولذلك نذكر الذين أغلقوا قناة اليرموك ، ما ورد في مذكرات المجرم الصهيوني بنيامين نتنياهو بخصوص الاردن في كتابه المعروف ، (مكان تحت الشمس ) وما تحدث عنه كل قادة الصهاينة في مذكراتهم ، لا فرق بين يمين ولا يسار وليس آخرهم ما يسمى بوزير المالية الصهيوني سيموترش في باريس بمؤتمر صهيوني الذي لا يعترف في الأردن كدولة ، بل وصفه بأرض ما أسماه بإسرائيل في شرقي النهر .
نحن اليوم في الأردن أحوج ما نكون للوحدة الوطنية الحقيقية ، وأحوج ما نريد للتفكير بصوت عال ، فلا تزال هناك جهات تحاول خلق فتن إقليمية ، ودينية ، ووطنية ، وللأسف بعض تلك الجهات تعمل في وضح النهار ، ولكن حكومة اللون الواحد والصوت الواحد ، لا ترى تهديد للوطن إلا من المسيرات المؤيدة لفلسطين والداعية لوقف الإجرام وحرب الإبادة الذي يتعرض له قطاع غزة.
لذلك ارفعوا أيديكم عن قناة اليرموك وعن كل إعلام جاد ملتزم ، ولا ننسى أن حكومة اللون الواحد ، و كل الحكومات المتعاقبة كذلك كانت السبب بطريقة أو بأخرى في توقف جريدة المجد الناصرية التي اجمع على احترامها وتوازن طرحها كل المهتمين بالشأن بما في ذلك المختلفين معها , نعم ارفعوا أيديكم الثقيلة عن الإعلام الجاد الذي أمتنا وشعبنا هي أمس الحاجة إليه .
وبعد يقول الزعيم الصيني العظيم ماو سي تونج( دعو مئة زهرة تتفتح ومائة مدرسة فكرية تتبارى )
فهل من يسمع في وطني .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد