عودة لمبدأ الضرر
ومقتضى هذا الكلام أنه يتوجب علينا – قبل منح الحرية لعامة الناس – أن نضع القوانين والسياسات التي تعالج ما سوف يترتب عليها من مشكلات. والمقصود بالقوانين هنا هو تحديد المجالات التي يسمح أو لا يسمح بممارسة الحرية ضمن حدودها.
بعبارة أخرى، فإنَّ الخائفين من الحرية، وهم في العادة الفريق التقليدي في المجتمع، يتفقون مع دعاتها في أن حرية التعبير خصوصاً، يجب ألا تقود إلى الإضرار بشخص آخر أو أشخاص آخرين. بعبارة أخرى، فإنهم يعطونك الحق في ممارسة حريتك في التعبير، لكن ليس إلى حد الإضرار بغيرك، كما أن لغيرك نفس الحق مشروطاً بألا يضرك.
كنت قد أشرت في كتابة سابقة إلى أن هذي المسألة تحديداً كانت محل جدل في أوروبا في منتصف القرن التاسع عشر. وعلى خلفية هذا الجدل نشر الفيلسوف الإنجليزي جون ستيوارت ميل رسالته الشهيرة «حول الحرية = On Liberty» في 1859. وقد أدى نشرها إلى توسيع الجدل وتعميقه، لكنها في نهاية المطاف ساهمت في إرساء نقاط استناد أو محددات للنقاش في الموضوع. ومن أبرز تلك النقاط أولوية الحرية على غيرها من القيم، واعتبارها حقاً شخصياً لكل فرد، لا يجوز للمجتمع تقييده إلا إذا أدت ممارستها للإضرار بالآخرين، ضرراً موصوفاً ومعرفاً في إطار القانون.
وقد أثارت هذه القاعدة نقاشاً كثيراً. وأُطلق عليها اسم «مبدأ ميل» أو «مبدأ الضرر» (Harm Principle). في إطار هذا المبدأ، صنف ميل الأفعال/التعبيرات المضرة إلى قسمين: فعل تقتصر أضراره على نفس الفاعل، مثل التدين أو الإلحاد، العمل أو البطالة، التدخين أو عدمه. فهذه التعبيرات/الأفعال وأمثالها، قد تزعج الناس، لكن ضررها المادي لا يطال أحداً سوى فاعلها. أما القسم الثاني فهو ضار بالآخرين ضرراً ملحوظاً، مثل الكلام المؤدي لإثارة الكراهية ضد الملونين أو أتباع الأديان الأخرى، أو مثل الإشارات النابية التي تنطوي على إيذاء نفسي أو إقصاء اجتماعي، مما يصنف تحت عنوان التنمر أو التحرش. وقد قرر ميل أن القسم الأول من الأفعال لا يبرر للمجتمع ردع الفاعل أو تقييد حريته، حتى لو كان فعله متعارضاً مع أعراف الجماعة أو تقاليدها. أما النوع الثاني فينبغي تحديده في قواعد قانونية، تسمح بتقييده، لكن دون أن يصل التقييد إلى حد التضحية بحق الفرد في أن يفكر بحرية أو يختار نمط العيش الذي يناسبه.
يخشى ميل بشكل جدي، من أن يؤدي التوسع في تقييد حرية التعبير إلى إشاعة النفاق والتملق، والقضاء على التلقائية التي هي سمة المجتمعات النشطة والناهضة. كلما كثرت القيود في المجتمع تقلصت سوق الأفكار، وتباطأت الحركة، وضعفت – تبعاً لذلك – الرغبة في التقدم. الحرية ليست قيمة بسيطة كي نتساهل في تقييدها لأي سبب؛ فهي أول القيم وأعلاها، وهي أكثرها ضرورة لحياة الإنسان.
الاحتلال يشن غارات جوية على شمال وجنوب وشرق لبنان
الحوثيون: أجبرنا طائرات الاحتلال على التراجع باستخدام صواريخ محلية
ترامب يصف تأسيس ماسك لحزب سياسي جديد بالسخيف
منتخب السيدات تحت 23 عاما يخسر أمام تونس
ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات في تكساس الأميركية
288 شهيداً خلال 100 ساعة في غزة
ترامب: قريبون جداً من صفقة بشأن غزة
«الخادمة» .. التي خدمها الجميع
هل تتحطم أحلام غزة على صخرة أهداف نتنياهو
إشارات ضعيفة على إطلاق وساطة جديدة في السودان
هل تخلت إدارة ترامب عن حل الدولتين
توقعات بالتوصل إلى اتفاق بشأن غزة خلال 24 ساعة
حبس وغرامة تصل لـ 500 دينار لمرتكب هذه المخالفة
مطالبون بتسديد أموال مترتبة عليهم لخزينة الدولة .. أسماء
مرشحون للتقدم للإختبار التنافسي لإشغال وظيفة معلم
تعيين أول سيدة برتبة متصرف في الداخلية .. من هي
الأشغال تدعو مرشحين للإمتحان التنافسي .. تفاصيل
الحكومة ترفع أسعار المحروقات بنوعيه البنزين والديزل .. تفاصيل
توحيد فتحة عداد التكسي في الأردن .. تفاصيل
المفرق: بوابة الأردن الشرقية ومطار المستقبل
انسحاب منتخب الأردن يثير غضب الإعلام العبري .. تفاصيل
1039 قطعة أرض للمعلمين في سبع محافظات
مهم بشأن ارتفاع أسعار اللحوم والزيوت ومنتجات الألبان
غدًا .. تشغيل خطي نقل عمّان إربد وجرش رسمياً
بيان عاجل من السفارة الأميركية في عمّان