صحيفة السوسنة الأردنية

عمان – السوسنة - عبدالله يوسف الجراح


يعتمد الأردن إلى حد كبير في رفد خزينة الدولة على الدخل السياحي الذي يجنيه من السياحة الوافدة العربية وغيرها، وعلى وجه التحديد المجموعات السياحية الأوروبية وتلك القادمة من أستراليا وأمريكا.

ووفق بيانات هيئة تنشيط قطاع السياحة؛ فإن السياحة تشكل ما نسبته 16% من الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد الأردني.

ووفقًا للعاملين في القطاع السياحي، فإن القطاع سريع التأثر بسهولة في الأحداث التي تقع في الإقليم، بالرغم من عدم تأثر الأردن بشكل مباشرًا في تلك الأحداث، وكذلك فإن من الأسباب التي تقف وراء تراجع السياحة هي عدم إلمام السياح الكامل بالتفاصيل الجغرافية للمنطقة، بحسب  عدد من الأدلاء السياحيين المرتبطين بمكاتب سياحية في الخارج كانوا قد زودوهم بمثل هذه المعلومات.

وأظهرت البيانات الصادرة عن اللجنة المالية في مجلس النواب، أن قطاع السياحة تأثر مؤخرًا جراء الحرب على غزة، وقد وصلت خسائر القطاع إلى 850 مليون دينار، فلم تقتصر الأضرار على مكاتب السياحة والمرافق السياحية، كالفنادق والمطاعم والمتاجر الموجودة داخل المرافق السياحية وحسب، بل إن الأمر تعدى ذلك إلى تأثر الأسواق العامة ومحلات الحرف اليدوية التي كان يقصدها السياح لشراء بعض القطع التي تُعبر عن تراث حقبة زمنية ما.

وبحسب أرقام وزارة السياحة، فحتى المقاهي والسوبرماركتات الموجودة على سجلات بعض الشركات الواقعة على مقربة من مناطق السياحة لحقها نصيبٌ من الضرر، وكذلك طلبة كليات السياحة الذين كانت توفدهم جامعاتهم للتدريب في بعض الفنادق المحلية قد فقدوا فرصتهم في التدريب؛ بسبب انخفاض الأسعار في بعض الفنادق إلى 14%، وقد وصلت نسبة الإشغال إلى 0%، خاصةً الواقعة في البتراء والعقبة والبحر الميت، حيث أن الفنادق الواقعة في البحر الميت لم تشهد هذا مثل هذه النسب المنخفضة في الإشغال منذ 2018 في أعقاب انحسار الأزمة السورية.

ويعزو بعض الأدلاء السياحيين والناشطين في القطاع هذا الوضع إلى عدم الاهتمام الرسمي الكافي بقطاع السياحة، انطلاقًا من التقصير في الترويج إلى السياحة وعدم العمل على توصيل صورة واضحة بأن الأردن بعيد عن تلك التوترات التي تبعد عنه مئات الكيلومترات، حتى إن كانت في نفس الإقليم.