اغتيال الاستعارة
ناغازاكي كانت الإشارة الأولى في دخول العالم في الرعب النووي. بينما تلعب إسرائيل دور المؤشر على زمن نووي جديد قد يدخله العالم في أي لحظة.
الغريب أن الضحية اليابانية تستدعي القاتل للاحتفاء معها وهي تحتفي به كقوة لا ترد.
المسألة تثير حيرتي! هل بلغ الحقد العنصري على العرب والمسلمين حد التفاخر بصداقة إسرائيل التي تروج كل يوم لإمكانياتها النووية الكبيرة؟
السؤال هو معنى الذاكرة، فلقد شهدنا في كثير من المناطق كيف تضمحل الذاكرة لمصلحة الأفكار الفاشية والوحشية في العالم.
ناغازاكي وهيروشيما هما مثالان لهذا الانحلال، وهو انحلال أخلاقي أولاً. إذ إن إدانة الوحشية اليابانية خلال الحرب لم تكن تستدعي هذا الرد النووي الأمريكي.
المقارنة المستمرة بين الإبادة في غزة والحرب النووية على اليابان لا تقود إلى مكان. فنحن في غزة تجاوزنا الاربعين ألف شهيد من دون أن نضرب بالنووي. وضربنا بما هو أبشع من النووي في مجزرة الفجر منذ أيام، حين كان المصلون يحترقون بالنار التي كانت تنصب عليهم. وصار التقاط الجثث أشبه بالمستحيل.
وهذا يعيدنا إلى المقارنة بالمحرقة النازية وهي مقارنة لا تمت إلى الواقع بصلة. فالذي يجري في غزة هو إبادة شعب وتصفية وطن وملاحقة الفلسطيني أينما كان. كما تقفز المقارنة بين المعتقلات النازية والإسرائيلية أمام عيوننا لتقول لنا إنها رغم كونها حقائق لكنها تداخلت بفظائعها حيث ضاع الفرق بين الجلاد والضحية.
كما ترون، نستطيع أن نستكشف هذا التداخل في الأزمنة والأمكنة والأشخاص الذي هو سمة عصرنا.
المشكلة التي يطرحها مثل هذا التداخل هي متى تبدأ ومتى تنتهي؟ هل البداية هي انفصال عن الماضي أم هي إعادة تدوير له؟ وما معنى إعادة تدوير الماضي؟
هنا نكتشف التداخل بين عناصر نعتقد أنها متنافرة، كالماضي والحاضر والجلاد والضحية، لأن الواقع الذي نعيشه يقول ذلك.
في الحقيقة، لا ينقسم العالم إلى قسمين كما نعتقد، بل ينقسم إلى أنصاف لا تحصى وهذا ما علّمنا إياه رئيس الوزراء الصيني الأسبق، تشوان لاي، عندما سئل عن الثبات وعدم التغير بعد انتصار الثورة الصينية، فأجاب: «لا يوجد ثبات، التغيير هو عنوان الحياة، انظروا إلى القمر، إنه في تغير دائم، مرة في الشهر يكون بدراً وفي كل الأطوار الأخرى يكون إما ناقصاً أو زائداً».
هذا هو درس البلاغة الصيني الذي نراه في كل مكان.
الرئيس الصيني رسم لنا استعارة قبل أن تفقد الاستعارات معانيها. فهو من جهة على حق حين وصف العالم بكونه باباً مفتوحاً على التغيير، لا يثبت على شيء.
لكن التاريخ أتى لينصف كلام تشوان لاي بشكل قاسٍ جداً خلال الثورة الثقافية الصينية حين تمرمغت القيم بالتراب ثم جاءت الإصلاحات لتلغي مفاعيل الثورة الثقافية.
جيل واحد اختبر الشيء وضده وتعلم منهما درس الاستعارة التي لا تقود إلا إلى الوهم.
هذا المثال المتطرف لسقوط الاستعارات، فتح الباب أمام السقوط الشامل للاستعارة في بلادنا.
أنت لم تعد تستطيع أن تروي من دون أن تصطدم بجبل من الاستعارات الذي يتصدى لك ويحاول اغتيالك.
وهذا ما أشار إليه شاعرنا محمود درويش في قصيدته «اغتيال»:
«يغتالني النقاد أحيانا:
يريدون القصيدة ذاتها
والاستعارة ذاتها..
…
يغتالني النقاد أحيانا
وأنجو من قراءتهم،
وأشكرهم على سوء التفاهم
ثم أبحث عن قصيدتي الجديدة!»
الآن أشهد كيف تغتال أداة الاغتيال نفسها وتقتل معناها.
هكذا أيها السيدات والسادة تم اغتيال الاستعارة. والكتابة من دون استعارات تصير عارية وتفقد دلالاتها واحتمالاتها.
مراكز شبابية تنفذ أنشطة متنوعة
12,500 طفل بغزة بحاجة لعلاج طبي
تنفيذ مشاريع تنموية وأنشطة في عدد من المحافظات
الكشف عن خطة لعملية برية تستهدف قادة حماس بقطر
الأمير فيصل يشارك بفعالية سباق المرح
انطلاق الدورة الـ37 لمهرجان الفيلم الأوروبي بعمّان
عشيش يحرز الميدالية البرونزية ببطولة العالم للملاكمة
600 ألف دينار لاستحداث 4 بيوت تراثية بالمفرق
روبيو: استهداف قطر لن يؤثر على علاقتنا مع إسرائيل
الزيارات الميدانية بين وهم الحل وحقيقة التغيير
منصة الحقيقة: صوت الأردن في وجه حملات التضليل
العقبة تستضيف بطولة آسيا للترايثلون
مدير المعهد المروري: هذه المخالفة تستوجب العقوبة القانونية
وظائف شاغرة وامتحانات تنافسية .. أسماء
نتائج فرز طلبات وظائف التعليم التقني BTEC .. رابط
أسعار الذهب والليرات الذهبية في الأردن الأحد
ارتفاع جديد في أسعار الذهب محلياً اليوم
خبر سار للمكلفين المترتبة عليهم التزامات مالية للضريبة
أسرار حجز تذاكر طيران بأسعار مخفضة
عمل إربد تعلن عن وظائف وإجراء مقابلات بشركة اتصال
الخضير أمينا عاما للسياحة واللواما للمجلس الطبي وسمارة لرئاسة الوزراء
قيادات حماس التي استهدفتها إسرائيل في الدوحة .. أسماء
هل مشاهدة خسوف القمر مضر للعين
الأعيان يوقع اتفاقية لمصنع الأدوية النووية