بوش يعلن الخميس قراره بشأن تخفيض القوات في العراق

mainThumb

12-09-2007 12:00 AM

من المتوقع ان يعلن الرئيس الاميركي جورج بوش مساء الخميس للاميركيين عن قراره حول امكانية سحب قسم من القوات الاميركية المنتشرة في العراق ويحدد بصورة خاصة تاريخ وحجم عملية تخفيض القوات المقررة.وسيكشف بوش في خطاب متلفز يلقيه في الساعة 00،21 (الجمعة الساعة 00،1 تغ) ويستمر اكثر من ربع ساعة بقليل، ما اذا كان سيسحب بحلول تموز/يوليو 2008 التعزيزات التي ارسلت الى العراق عام 2007 وقوامها ثلاثون الف جندي، في وقت يبدو ان حصيلة ولايته الرئاسية برمتها تتوقف على ما ستؤول اليه حرب تلقى معارضة متزايدة لدى الرأي العام الاميركي.
وفي حال اتخذ بوش مثل هذا القرار وهو الذي اكد دوما انه يعتمد في قرارات كهذه على رأي المسؤولين الميدانيين، فسوف يكون التزم بتوصيات قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس.واذا ما اعتمد حرفيا هذه التوصيات التي وصفت مسبقا بانها حاسمة، فسوف يترك مسألة الوجود الاميركي في العراق بعد تموز/يوليو 2008 عالقة علما انه لن يبقى من ولايته بحلول هذا التاريخ سوى ستة اشهر.
ويرى الاميركيون بعد مضي اكثر من اربع سنوات على اجتياح العراق ان هذا البلد الذي يشهد موجة عنف وتفشي الطائفية والفساد بعيد جدا عن النموذج الذي وعد به بوش للشرق الاوسط، وقد كلفتهم الحرب حتى الان اكثر من 3700 قتيلا ومئات مليارات الدولارات.
واظهرت استطلاعات للرأي اجريت في ايلول/سبتمبر ان حوالى 60% من الاميركيين يعتبرون ان الحرب كانت خطأ او لم يكن يجدر شنها. وتبين من تحقيق اجري لحساب شبكة ايه بي سي نيوز وصحيفة واشنطن بوست ان 55% من الاميركيين يودون عودة القوات القتالية الى البلاد بحلول الربيع.
وفي حال لم يتم تبديل التعزيزات التي ارسلت الى العراق عام 2007 وعديدها ثلاثون الف جندي، فسيكون بوش خفض القوات في هذا البلد الى المستوى الذي كانت عليه في كانون الثاني/يناير الماضي حين اعلن عن استراتيجيته الجديدة.واكد الجنرال بترايوس لدى ادلائه بشهادته امام الكونغرس حيث انتقلت الغالبية الى الديموقراطيين المعارضين لبوش، ان تخفيض القوات سيتواصل بعد تموز/يوليو 2008 محذرا في الوقت نفسه من انه "من المبكر" قطع تعهد بهذا الصدد قبل اذار/مارس.
وندد الديموقراطيون بتوصيات بترايوس ادراكا منهم لتاثير رأيه على بوش وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي لبوش "لدي انطباع بان الجنرال بترايوس قدم خطة لوجود اميركي قوي لمدة عشر سنوات على الاقل في العراق"واكدت ان الديموقراطيين "سيكافحون" من اجل "اخراج قواتنا القتالية من هذه الحرب الاهلية".ومن المرجح ان يرد بوش الخميس كما يفعل منذ اشهر بان اي انسحاب سابق لاوانه ستترتب عنه عواقب كارثية وان القاعدة ستجد عندها "ملاذا" في العراق وان موقف ايران سيتعزز فيما تفقد الولايات المتحدة اعتبارها في المنطقة.ومن المرجح ايضا ان يقر بانه ان كان التقدم العسكري الذي احرز في العراق يسمح بتخفيض القوات، فان التقدم السياسي غير كاف ومن الضروري اقرار اصلاحات لاحلال الاستقرار في البلاد والمصالحة بين مختلف الطوائف.
ويرى الخبراء ان بوش الذي يؤكد باستمرار ان قراراته مبنية على المبادئ وليس على استطلاعات الرأي، سيتصرف بحسب قناعاته لا سيما وانه في موقع القوة.ويتوقع ان يستأنف الكونغرس في الايام المقبلة المناقشات حول الاستراتيجية في العراق وقد تتواصل في اطار المناقشات حول تمويل الحرب.
وفشل الديموقراطيون عام 2007 في فرض رأيهم على بوش وبالرغم من ان القلق ازاء كلفة الحرب الباهظة امتد الى اصدقاء الرئيس الجمهوريين، الا ان الديموقراطيين لم يتمكنوا حتى الان من اقناع عدد كاف منهم بالانضمام اليهم من اجل التغلب على الفيتو الرئاسي.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد