هل يزعجك صوت المضغ؟ .. دراسة تكشف أسرارا جينية

mainThumb

05-06-2025 04:28 PM

السوسنة - كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من المركز الطبي بجامعة أمستردام عن ارتباط جيني واضح بين اضطراب "الميسوفونيا" وعدة حالات نفسية وعصبية، في خطوة توصف بأنها الأعمق لفهم هذا الاضطراب الغامض الذي يجعل المصابين به ينفعلون بشدة عند سماع أصوات يومية عادية مثل مضغ الطعام أو نقر الأقلام.

وبحسب الدراسة، التي شملت بيانات أكثر من 80 ألف شخص، تبين أن الميسوفونيا – المعروفة أيضا بمتلازمة حساسية الصوت الانتقائية – ترتبط جينياً بكل من اضطراب ما بعد الصدمة، والاكتئاب الحاد، والقلق، وخصوصًا طنين الأذن المزمن. كما أظهرت علاقة قوية بين هذا الاضطراب و"سمة الشخصية التهيجية"، التي تعتبر من أبرز صفات المصابين.

ويشير الأستاذ المساعد ديرك سميت، قائد الفريق البحثي، إلى أن المصابين بالميسوفونيا يعانون من نوبات غضب حادة عند سماع أصوات محفزة، يليها شعور بالذنب وسلوكيات تجنبية، ما ينعكس سلباً على حياتهم اليومية وتفاعلاتهم الاجتماعية.

ومن أبرز المفارقات التي رصدتها الدراسة، وجود ارتباط سلبي غير متوقع بين الميسوفونيا واضطراب طيف التوحد، رغم أن التوحد غالباً ما يرتبط بفرط الحساسية السمعية، ما اعتبره الباحثون "لغزاً علمياً يحتاج لتفسير أعمق".

واعتمد الباحثون في تحليلاتهم على 44 سمة ومرضاً مختلفاً، منها الجينية والنفسية والسمعية، وحددوا موضعًا جينيًا يدعى rs2937573 بالقرب من جين TENM2 المسؤول عن تطور الدماغ، باعتباره مرتبطًا بالحساسية المفرطة تجاه أصوات المضغ.

ورغم نتائجها المثيرة، حذرت الدراسة من بعض القيود، منها الاعتماد على تشخيص المشاركين لأنفسهم دون تقييم طبي دقيق، وغياب التركيز على بعض الأعراض مثل القلق والاشمئزاز، التي قد تكون مصاحبة للغضب.

وتفتح هذه النتائج باب الأمل لفهم أعمق للاضطراب وتحسين أدوات تشخيصه وعلاجه، خصوصاً أنه ما يزال ظاهرة غير مبلّغ عنها بشكل كاف، رغم معاناة عدد كبير من الناس من تأثيراته التي تعكر صفو الحياة اليومية.

أقرأ أيضًا:



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد