استشهاد أبو عبيدة ورفاقه في مذبحة الفجر الدامي .. آخر التطورات

mainThumb
لا تعليق

18-03-2025 04:13 PM

غزة – السوسنة - في مشهد يُجسّد وحشية لا حدود لها، ارتكب الكيان الصهيوني، فجر الثلاثاء، مجازر مروعة بحق أطفال ونساء وعائلات فلسطينية نائمة تحت قبّة السماء، مستخدماً صواريخه وقنابله ليفتك بأجسادٍ هزيلة لم تُدرِك أن حلم الصباح سينتزع منها بقسوة. سقط المئات من الشهداء، بينهم عشرات الأطفال والرضّع، تحت أنقاض منازلهم وخيام النازحين، التي حولتها طائرات الاحتلال إلى جحيم مشتعل، في جريمة حرب تُضاف إلى سجل إسرائيل الأسود، وسط صمت دولي وعربي يُشبه التواطؤ.
دماء تروي حكايات البطولة والألم:
كشفت مصادر فلسطينية عن استشهاد قيادات بارزة في حركة حماس، بينهم أبو عبيدة الجماصي عضو المكتب السياسي، والعميد بهجت أبو سلطان مسؤول العمليات الداخلية، وعصام الدعاليس، ومحمود أبو وطفة وكيل وزارة الداخلية، في غارات همجية طالت كل شبر بغزة. لكن الأكثر إيلاماً هو أن دماء هؤلاء القادة اختلطت بدماء مئات المدنيين الأبرياء، الذين لم يكن ذنبهم سوى البحث عن ملاذ آمن في مدارس أو خيام أو تحت أنقاض بيوتهم.
أرقام تكشف الجريمة.. وأطفال يدفعون الثمن:
ارتفعت حصيلة الشهداء إلى 419، بينهم أكثر من ٩٠ شهيداً في خانيونس وحدها، و٥٦٢ جريحاً، وفق وزارة الصحة بغزة، فيما لا يزال العشرات محتجزين تحت الركام، تئن أرواحهم بصمت، بينما تحاول فرق الإنقاذ المُنهكة انتشالهم بأيدٍ مرتعشة. لم يسلم حتى النازحون الذين احتموا بمدرسة التابعين في غزة، حيث سقط شهداء وجرحى بقصف مباشر، أو خيام مواصي خانيونس التي تحولت إلى أكفانٍ للعائلات.
من بيت الطبيب إلى خيمة النازح.. جرائم لا تُغتفر:
بدم بارد، قصفت طائرات الاحتلال منزل الدكتور أيمن أبو طير، مدير قسم التغذية في مجمع ناصر الطبي، فسُحق تحت الأنقاض مع عائلته، بينما انتُشلت جثث ١٠ شهداء، ولا يزال ٤ آخرون يُنادون من تحت الحطام. وفي مشهد يُذكّر بالمذابح التاريخية، استهدفت إسرائيل خياماً للنازحين في "مواصي خانيونس"، فسقط ١٤ شهيداً بينهم أطفالٌ كانوا يبحثون عن لقمة ترد جوعهم قبل أن ترديهم قذائف الاحتلال.
المستشفيات تشهد على الوحشية:
تحوّلت مستشفيات غزة إلى مقابر جماعية، حيث وصل ١٧ شهيداً من النساء والأطفال إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، و٩ شهداء إلى مستشفى الكويت التخصصي، فيما امتلأت ثلاجات الشهداء في مستشفى ناصر بخانيونس بجثث ٣٢ شهيداً، كلّهم من ضحايا الغارات التي لا تميز بين مقاتل وطفل يلعب.
١٠٠ طائرة حربية.. وخطة إبادة "مُفاجئة":
بكل وقاحة، اعترف مسؤول إسرائيلي لموقع "أكسيوس" بأن جيش الاحتلال خطط لهذه المجازر بسرية، مستخدماً ١٠٠ طائرة حربية لضرب غزة في عمليات متزامنة، متجاهلاً كل الاتفاقيات والأعراف الدولية. بل وادعى كذباً أن حماس كانت تستعد لهجمات، بينما الوحيد الذي استعد هنا هو الطفل الذي نام بجوار أمه، غير مدرك أن القصف سيفصل رأسه عن جسده.
العالم يغرق في صمته.. وغزة تكتب تاريخها بدماء أبنائها:
رغم ضخامة الجريمة، لم تتحرك الضمائر الدولية، بل تواطأت بغيابها، بينما تقف الأنظمة العربية موقف المتفرج، وكأن دماء الفلسطينيين ليست سوى حبراً على ورق سياساتهم الفارغة. حتى اللحظة، لم يُدين أحدٌ هذه الإبادة، ولم يُطالب بمحاكمة قادة الاحتلال الذين حوّلوا غزة إلى ساحة للقتل العلني.
كلمات من قلب الكارثة:
قال محمود بصل، الناطق باسم الدفاع المدني بغزة، بصوته المبحوح: "طواقمنا تواجه جحيماً حقيقياً، الاستهدافات متلاحقة، والأطفال يُسحلون من تحت الركام، ولا نستطيع الوصول للجميع". بينما أكدت مصادر طبية أن مستشفى المعمداني استقبل ٨ شهداء، بينهم ٥ أطفال، و٥٠ جريحاً، في مشاهد لا تُحتمل.
السؤال الأبدي: إلى متى؟
غزة، التي أنهكها ١٨ شهراً من الحرب، تُسقط دموعها الأخيرة، تتساءل: كم طفلاً يجب أن يُباد؟ كم قلباً أمّاً يجب أن يُثقب؟ كم بيتاً يجب أن يتحول إلى قبرٍ جماعي، قبل أن يفيق العالم من غيبوبته؟ الجواب لا يزال يكتبه الاحتلال بمدافعيه، بينما التاريخ سيسجل: هنا عاش أشرف الناس، وقُتِلوا بأبشع الأسلحة، أمام عينٍ عالمية عمياء.



أبو عبيدة ..





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد