واشنطن بوست: سياسات ترامب تحرم أمريكا من العقول

mainThumb
صورة تعبيرية

30-03-2025 08:34 PM

السوسنة- حذرت صحيفة "واشنطن بوست" من أن نهج الرئيس دونالد ترامب العدائي تجاه الزوار الأجانب يضر بمصلحة الولايات المتحدة.

وأشارت الصحيفة إلى أن سياسات الإدارة الحالية تضعف جاذبية البلاد أمام أفضل العقول الراغبة في الدراسة هناك.

وسلطت الضوء على حادثة اعتقال طالبة الدكتوراه في جامعة تافتس، روميسا أوزتيرك، التي اختُطفت من الشارع في بوسطن على يد عملاء فدراليين ملثمين، قبل نقلها إلى معتقل في لويزيانا، محذرةً من أنها لن تكون الحالة الأخيرة التي تواجه مثل هذا المصير.

كما لفتت الصحيفة إلى تصريحات وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي أعلن إلغاء أكثر من 300 تأشيرة لطلاب أجانب بسبب مشاركتهم في أنشطة داعمة للفلسطينيين أثناء دراستهم.

 

وقال للصحافيين يوم الخميس مخاطبا الطلاب: “لقد منحناكم تأشيرة للدراسة والحصول على شهادة جامعية، وليس لتصبحوا ناشطين اجتماعيين يمزقون حرم جامعاتنا”. وفي العام الماضي، شاركت أوزتيرك في كتابة مقال افتتاحي لصحيفة طلابية انتقدت فيه جامعة تافتس لرفضها قرار مجلس الطلاب الذي وصف ما يجري في غزة بالإبادة.

وكتب ثلاثة طلاب آخرين أسماءهم على الافتتاحية فيما صادق عليها 32 طالبا. وهو ما دفع في جزء منه وزارة الأمن الداخلي لتبرير اعتقال أوزتيرك بأنها كانت “متورطة في نشاطات داعمة لحماس”، بدون أن تقدم أية تفاصيل. وقد اختطفت أوزتيرك يوم الثلاثاء عندما كانت ذاهبة للإفطار، وتكشف كاميرات المراقبة ما بدا أنه لحظة صادمة لها عندما دفعها عملاء بملابس مدنية نحو سيارة كانت بالانتظار. ولا يوجد ما يشي أن لها تاريخا في العنف، فلماذا لم ترسل وزارة الأمن الداخلي رسالة لها تخبرها بأن تأشيرتها قد ألغيت وأن أمامها 30 يوما لمغادرة البلاد؟ والهدف كما يبدو هو زرع الخوف، كما تقول الصحيفة.

وتضيف أن الإدارة، بهذا الإجراء تضعف جاذبية أمريكا لدى العديد من أفضل وألمع الشباب في العالم الراغبين بزيارة الولايات المتحدة أو الدراسة فيها وربما يرغبون في عيش الحلم الأمريكي أو تذوق نكهة الصلصة الأمريكية السرية ليعودوا إلى ديارهم. وربما سيستخدمون خبراتهم للثراء أو لدعم المجتمع المدني في بلدانهم الأصلية. وبسحق هذه الطموحات، يضعف ترامب القيادة العالمية لأمريكا.

وتقدم الصحيفة مقارنة بين اعتقال أوزتيرك وما يجري في بلدها تركيا من ميل نحو الاستبداد، بعد اعتقال عمدة إسطنبول، أكرم إمام أوغلو والتظاهرات التي خرجت دعما له. وهو ما تراه “واشنطن بوست” مفارقة مثيرة للإحباط. وأشارت إلى ترحيل مراسل هيئة الإذاعة البريطانية، بي بي سي، من تركيا بداعي أنه يمثل “تهديدا للنظام العام”. وعليه، فلم تعد الولايات المتحدة قادرة على شجب ترحيل المراسل البريطاني لأنها فقدت الأخلاقية، فهي نفسها تقوم بالتحرش بزوارها.

وقالت إن أوزتيرك هي طالبة حاصلة على منحة فولبرايت وتقوم بإعداد بحث للحصول على درجة الدكتوراه في دراسات الطفل والتنمية البشرية.

وبإمكانها، بالطبع، متابعة دراستها في العديد من الأماكن الأخرى القريبة من موطنها. وتعلق الصحيفة أن ما يجعل الدراسة في الولايات المتحدة مرغوبة هي فرصة الانغماس في ثقافتها الغنية التي تشمل تاريخا نابضا بالحياة من الاحتجاجات في الحرم الجامعي وحرية التعبير.

وقد تكون آراء أوزتيرك بشأن الشرق الأوسط غير صحيحة، لكن من حقها التعبير عنها دون خوف من فقدان فرصة دراستها في الولايات المتحدة. وفي تصريحاته للصحافيين قال روبيو إن الولايات المتحدة لن تعطي تأشيرات للطلاب الذي يريدون “إثارة الشغب”، وبالتأكيد لا أحد يرغب في دخول المتطرفين العنيفين أو الإرهابيين إلى البلاد، ولكن هناك فرقا بين القول والفعل.

فلم يحرض المقال الذي شاركت أوزتيرك في كتابته على العنف. إلا أن اعتقالها يعتبر جزءا من نمط متسارع وتتزايد التقارير عن تعرض الزوار الأجانب للمضايقات عند موانئ الدخول الأمريكية. ويطالب موظفو الجمارك وحماية الحدود بفحص هواتف الأفراد المحمولة قبل السماح لهم بدخول البلاد. كما ويخضع جميع المسافرين للتفتيش. مع أن هذه الصلاحية لم تستخدم دائما بهذه الوتيرة.

في العام الماضي، خضعت أقل من 0.01% من المسافرين الدوليين الوافدين للتفتيش. ويبدو أن هذه النسبة آخذة في الارتفاع الآن.

وهناك نوعان من عمليات التفتيش التي يمكن لضابط الحدود إجراؤها على الأجهزة الإلكترونية: في التفتيش الأساسي، يقوم الضابط بمسح هاتف الشخص يدويا بحثا عن أي علامات تحذير محتملة. وفي التفتيش المتقدم، يتم تنزيل محتويات الهاتف ووضعها في قاعدة بيانات قابلة للبحث. ولتبرير النوع الثاني، يشترط أن يكون لدى الضباط أسباب معقولة للاشتباه في انتهاك قانون، وموافقة من مديريهم. ويجب على للولايات المتحدة ألا تحاول تنفير الزوار. وبالتأكيد، ليس كل السياح والطلاب مثاليين، وفي الغالب، فإن احتكاكهم بالمجتمع الأمريكي يجعلنا وهم في وضع أفضل.



اقرأ المزيد عن:





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد