إسرائيل تتصيد الفراغ .. أمريكا تسحب مئات الجنود وتغلق 3 من قواعدها بسوريا
عمان ــ السوسنة
ذكرت وكالة "أسوشيتد برس" نقلا عن مسؤول أمريكي الخميس أن الولايات المتحدة ستسحب حوالي 600 جندي من سوريا، مبقية على أقل من ألف جندي للعمل مع الحلفاء الأكراد لمكافحة تنظيم "داعش".
وأشارت الوكالة إلى أن المسؤول تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لكشفه تفاصيل لم يعلن عنها بعد علنا.
وحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب جميع القوات من سوريا خلال فترة ولايته الأولى، لكنه واجه معارضة من البنتاغون الذي كان ينظر إلى ذلك على أنه تخلي عن الحلفاء وأدى إلى استقالة وزير الدفاع السابق جيم ماتيس.
وسيؤدي رحيل 600 جندي إلى إعادة مستويات القوات إلى ما كانت عليه لسنوات، بعد أن شنت الولايات المتحدة وحلفاؤها حملة استمرت عدة سنوات لهزيمة "داعش".
وقد أبقت الولايات المتحدة على حوالي 900 جندي في سوريا لضمان عدم استعادة مقاتلي التنظيم موطئ قدم، ولكن أيضا كإجراء احترازي لمنع المسلحين المدعومين من إيران من تهريب الأسلحة عبر جنوب سوريا.
وكان عدد القوات الأمريكية في سوريا قد ارتفع إلى أكثر من ألفي جندي بعد هجمات "حماس" في إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، حيث استهدف مسلحون مدعومون من إيران القوات والمصالح الأمريكية في المنطقة ردا على قصف إسرائيل لغزة.
من جانبها، أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الولايات المتحدة بدأت الخميس سحب بعض قواتها المتواجدة في شمال شرق سوريا، لكنها قدمت أرقاما مختلفة.
وقالت الصحيفة نقلا عن اثنين من كبار المسؤولين الأمريكيين إن الجيش الأمريكي يغلق ثلاثا من قواعده التشغيلية الصغيرة الثماني في شمال شرق سوريا، مما يخفض مستويات القوات من 2000 فرد إلى حوالي 1400.
وحسب تقرير الصحيفة، فإن القواعد الثلاث هي "القرية الخضراء"، و"الفرات"، ومنشأة ثالثة أصغر بكثير.
وقال المسؤولان إنه بعد 60 يوما سيقيم القادة الأمريكيون ما إذا كانوا سيجرون تخفيضات إضافية، فيما ذكر أحد المسؤولين أن القادة أوصوا بإبقاء 500 جندي أمريكي على الأقل في سوريا.
ومع ذلك، أعرب ترامب عن شكوكه العميقة بشأن إبقاء أي قوات أمركية في البلاد.
وقال المسؤولان إن التخفيضات التي بدأت الخميس، تستند إلى توصيات القادة الميدانيين بإغلاق وتوحيد القواعد، ووافقت عليها وزارة الدفاع الأمريكية وقيادتها المركزية.
وحسب المسؤولين الأمريكيين، فإن القوات الأمريكية المتبقية في سوريا، والتي تشمل جنودا عاديين وقوات خاصة، ستواصل تقديم المساعدة في مجال مكافحة الإرهاب لقوات سوريا الديمقراطية، كما ستساعد في إدارة عدة السجون التي تحتضن ما بين 9 إلى 10 آلاف من مقاتلي "داعش" بالإضافة إلى حوالي 39 ألفا من أفراد عائلاتهم محتجزين في شمال شرق سوريا.
إسرائيل تتصيّد الفرصة لملء الفراغ
وعلى الرغم من الخدمات الجليلة التي يقدمها الوجود العسكري الأمريكي في شمال شرق البلاد إلى إسرائيل ولا يزال فإن الواقع يشي بوجود رغبة إسرائيلية في استثمار هذا الانسحاب المنتظر المزعوم على نحو يضمن هيمنة إسرائيل على سوريا بحجة مكافحة الفراغ الناتج عنه وإعلان تل أبيب صراحة عن عدم ثقتها بحكومة الرئيس الشرع التي وصفتها بالإرهابية المتطرفة رغم إرسال هذه الأخيرة الكثير من رسائل الاطمئنان إلى إسرائيل.
ليبقى السؤال الملح: كيف سيكون عليه الحال إذا ما انسحبت القوات الأمريكية من سوريا؟ وما هو السيناريو الذي ستلعبه إسرائيل في ضوء المخاطر المزعومة على أمنها والمتأتية من وجود حكومة دينية في سوريا؟
ويؤكد المحلل السياسي السوري ابراهيم العلي أن "تركيز الإعلام الإسرائيلي على انسحاب أمريكي وشيك من سوريا لم يأت من فراغ وهو يشكل تمهيدا إعلاميا ونفسيا لمشروع اسرائيلي مبيت يهدف إلى السيطرة على سوريا بعد خلق الذريعة بحجة أن البديل عن الوجود الأمريكي في سوريا سيكون الفراغ أو حكومة إسلامية متطرفة لا تعترف بها واشنطن حتى الآن ولم تتردد تل أبيب في وصفها بالإرهابية ما يجعل السلوك الإسرائيلي المبيت مندرجا في خانة محاربة الإرهاب الدولي الذي تصر إسرائيل على أنها رأس حربة فيه".
ولفت العلي إلى أن "الإعلام الإسرائيلي بدا كمن يحتفي ضمنيا بقرار الانسحاب الأمريكي الوشيك من سوريا والذي لم تتبنه واشنطن حتى الآن بل وضعته في سياق الترجيح، مشيرا إلى أن ذلك يضع تل أبيب أمام فرصة رسم خطوط حمراء جديدة في سوريا سواء في وجه حكومة الرئيس الشرع أو في وجه حليفته أنقرة التي تبادلت إسرائيل وإياها الاتهامات بشأن المطامع المتبادلة في سوريا".
وأضاف أن "التركيز الإسرائيلي في المرحلة الحالية منصب على الفصائل المؤتلفة ضمن إطار هيئة تحرير الشام وعلى العناصر الجهادية الأجنبية بكثرة داخلها و بالرغم من إعلانها الصريح عن حل نفسها والانطواء ضمن قوات الأمن والجيش فإن الخطوة الإسرائيلية يراد من خلالها الإشارة إلى أن هذه الفصائل وإن كانت قد تركت القرار السياسي لحكومة الرئيس الشرع فإنها لا تزال مسيطرة على الأرض وتملك هامش التنصل من أوامر الحكومة حين ترغب في ذلك مشيراً إلى أن ذلك لا يعفي الحكومة السورية الحالية من اتهامات التشدد والإرهاب بمزاعم إسرائيل التي تصم أذنيها عن كل رسائل الاطمئنان التي ترسلها هذه الحكومة الساعية في سبيل ترسيخ وجودها إلى عدم الصدام مع إسرائيل رغم مسلسل الاستفزازات المتواصلة التي تقوم بها هذه الأخيرة بحق الأراضي والأجواء السورية".
وشدد المحلل السياسي في حديثه لموقعنا على أن "إسرائيل تريد أن تبني على الانسحاب الأمريكي المنتظر من سوريا عبر رسم سيناريو يقول بأن الفصائل الجهادية المسلحة ستصبح في وضع يسمح لها بتهديد أمن إسرائيل مستغلة حالة الفوضى الناجمة عن الفراغ الذي سيشكله غياب الأمريكي فضلاً عن تردي الواقع الأمني والاقتصادي في سوريا رغم الزيارات الكثيرة التي قام بها الشرع إلى دول الخليج العربية وقدوم وفود عربية وأجنبية إلى سوريا وحضور المؤتمرات الدولية والإقليمية والتي لم تنعكس حتى الآن بشكل إيجابي على دخل المواطن السوري في ظل غياب الخدمات الأساسية التي يحتاجها والتي جعلته في واقع صعب لا يحسد عليه بسبب العقوبات الغربية المفروضة على بلاده والبطء في تنفيذ الوعود الحكومية إلى واقع بعد مضي قرابة خمسة أشهر على سقوط نظام الرئيس بشار الأسد ووصول الحكومة السورية الجديدة إلى السلطة".
ولفت العلي إلى "أن هذا الأمر يتسق إلى حد كبير مع كلام مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس والتي أكدت فيه "عدم وجود تقدم كاف من الإدارة السورية الجديدة في دمشق يدفع إلى تعليق المزيد من العقوبات" مشيرة إلى أن" مستقبل سوريا لا يزال هشا لكنه يحمل بعض الأمل".
وأشار المحلل السياسي إلى أن "كل هذه الظروف مجتمعة بشقيها الداخلي والخارجي وآثارها السياسية والاقتصادية والميدانية على الداخل السوري والمحيط الإقليمي ستعزز السردية الإسرائيلية عن تحول سوريا المحتوم إلى "دولة فاشلة" تهدد جيرانها الأمر الذي يستدعي وجوب تحرك ذاتي إسرائيلي لضرب "الخطر الإرهابي" قبل استفحاله وسيفسح المجال أمام تدخل إسرائيلي أكبر في سوريا يضع المزيد من الخطوط الحمراء أمام الحكومة السورية الوليدة ومساعيها الحثيثة للانفتاح على العالم واستجلاب الاستثمارات ويقطع الطريق على وجود نفوذ معاد لإسرائيل من جانب دول إقليمية محكومة بصراع التنافس على المصالح والامتيازات في هذا البلد".
شركات طيران تستأنف رحلاتها إلى عمّان وأخرى تمدد التعليق
عربيات: الظروف الإقليمية أثرت على السياحة
بورصات الشرق الأوسط ترتفع رغم الضربة الأميركية لإيران
زين الأردن تطلق ذراعها التأميني "زين إنشور” بالتعاون مع مجموعة الخليج للتأمين – الأردن
الحرب تُعطّل التسوق الإلكتروني وخيار الأردنيين محلي
هيئة الطيران المدني: الأجواء الأردنية آمنة وتُدار بأعلى المعايير الدولية
عراقجي: طهران لم تغادر طاولة التفاوض أصلًا
وفيات وإصابات بعدة حوادث سير خلال 24 ساعة في الأردن
طوقان: لا أخطار إشعاعية على الأردن وتفعيل الرصد على مدار الساعة
بيان هيئة الرقابة النووية المصرية بعد الضربة الأمريكية لإيران
ردود فعل دولية على الضربات الأميركية على إيران
بعد هجومه على إيران .. الكونغرس يتهم ترامب بخرق الدستور
نظام جديد يمنع إغلاق الأجواء الأردنية .. تعّرف
إلغاء وتعليق رحلات إلى الأردن والمنطقة .. تفاصيل
شابة إسرائيلية تتعرى بالطريق احتجاجاً على الحرب .. فيديو
الليمون يسجل أعلى سعر في السوق المركزي الإثنين
المجالي إلى التقاعد والخصاونة أميناً عاماً للدستورية
إذا ضُرب ديمونا .. كيف سيتأثر الأردن
انخفاض أسعار الذهب في السوق المحلي الأردني
أردنيون يتلقون رسائل تحذيرية على هواتفهم من الجبهة الإسرائيلية
ساكب تُفجَع بوفاة الشاب محمد أبو ستة في أميركا .. تفاصيل
وظائف شاغرة ومقابلات شخصية .. أسماء وتفاصيل
ليلى عبد اللطيف: اختفاء منطقة عن الخارطة ومشاهد مفزعة
الإدارية النيابية توصي بإلغاء الشروط التقديرية وتعزيز الكفاءة