صحيفة السوسنة الأردنية

السوسنة - أعلنت إسرائيل عن السماح بإدخال مساعدات إنسانية محدودة إلى قطاع غزة، حيث دخلت تسع شاحنات فقط محملة بالإمدادات الإغاثية إلى القطاع المحاصر، الذي يواجه أزمة إنسانية خانقة منذ أكثر من شهرين ونصف، وفقاً لمصادر محلية وتقارير إخبارية.

القرار الإسرائيلي، الذي جاء بعد ضغوط دولية متزايدة، أثار استياء سكان غزة الذين اعتبروه غير كافٍ لتلبية احتياجاتهم الأساسية، حيث يقدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن القطاع يحتاج إلى ما لا يقل عن 500 شاحنة مساعدات يوميًا، تشمل الغذاء والدواء والوقود لتشغيل المستشفيات والمخابز ومحطات ضخ المياه.

أحمد شاكر، أحد سكان وسط قطاع غزة، أعرب عن استغرابه من كمية المساعدات، قائلاً: "ما بتكفي اشي، وين بدهم يوزعوا التسع شاحنات؟"، موضحًا أن عائلته اضطرت إلى طحن المعكرونة والعدس لإعداد الخبز بسبب انقطاع الطحين.

وفي سوق مخيم النصيرات، أكدت إيمان، سيدة نازحة تبلغ من العمر 45 عامًا، أن عائلتها تعيش على كميات قليلة من الخبز والبقوليات المعلبة، مضيفة أن الأطفال هم الأكثر تضررًا من الجوع.

من جانبه، أشار المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إلى أن "المجاعة والانهيار الإنساني يتفاقمان بوتيرة مرعبة، مهددين حياة أكثر من 2.4 مليون مدني في القطاع"، مطالبًا المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لفتح المعابر وإدخال المساعدات الإغاثية والطبية بشكل كافٍ.

وفي رد على الانتقادات الدولية، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن "إنشاء آلية جديدة لتوزيع المساعدات عبر نقاط يحميها الجيش"، بمشاركة شركة أمريكية لتأمين عملية التوزيع، ما اعتبره مراقبون محاولة لتخفيف الضغط الدولي المتزايد بسبب تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة.

لكن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموترتش، هدد بالانسحاب من الحكومة إذا وصلت "ذرة معونات واحدة إلى حماس"، بينما اعتبر وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أن القرار كان "خطأ فادحًا".

تزامنت هذه التطورات مع مفاوضات غير مباشرة بين حركة حماس وإسرائيل في العاصمة القطرية الدوحة، والتي أحيطت بالسرية التامة، حيث لم يتم الكشف عن أي تقدم ملحوظ، في ظل استمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي في القطاع.

في المقابل، أكد القيادي في حركة حماس سامي أبو زهري أن "إسرائيل تحاول إرباك الساحة بأخبار مزيفة للضغط على المقاومة"، نافيًا موافقة الحركة على أي صفقة لتبادل الأسرى مقابل هدنة مؤقتة، ومشدداً على أن الحركة لن تسلم الأسرى الإسرائيليين ما دام العدوان مستمرًا.

الأزمة الإنسانية في غزة تتفاقم، والمجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي للتحرك الفوري لإنقاذ حياة الملايين في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي الخانق، وسط انتقادات متزايدة لمحدودية المساعدات التي سُمح بإدخالها إلى القطاع.

أقرأ أيضًا:

• الأردن يدين قصف الاحتلال لمستشفى حمد في غزة
• نتنياهو: حصار غزة قد يفقد إسرائيل دعم أقرب حلفائها
• الصفدي: العالم مسؤول عن إنهاء الجوع في غزة
• كتائب القسام تنفذ كمينًا ضد الاحتلال شمال غزة
• نتنياهو يعد بتدمير الباقي من غزة