علامات بناء فعل الأمر

mainThumb
فعل الامر

27-05-2025 02:33 AM

السوسنة - يعدّ فعل الأمر أحد أقسام الأفعال الثلاثة في اللغة العربية المتأثرة بتقسيم الزمن، ويُعرّف بأنّه: ما دلّ على حدث يطلب حصوله بعد زمان التكلّم، فخرج بهذا التعريف المضارع والماضي؛ لأنّهما لا يدلَّان على حدث يُطلب حصوله، كما أنّ المضارع متعلّق بالحاضر، والماضي متعلّق بما فات من أحداث وانقطع ، وللفعل الماضي عدّة صيغ تدلّ عليه أهمّها صيغة (افعل)، وهي الصيغة الأصليّة والأكثر استعمالًا. ويكون فعل الأمر مبنيًّا دائمًا وهو الأصل فيه، ولا يكون معرَبًا بأيّ حال من الأحوال، ولبناء فعل الأمر علامات أربعة، وهي:

السكون

يُعدّ السكون علامة بناء فعل الأمر الأصليّة، ويبنى فعل الأمر على السكون في حالتين:

  • إذا كان فعل الأمر صحيح الآخر ولم يتّصل بضمير: وذلك مثل قولنا: (اذهبْ إلى المسجد)، فبُني فعل الأمر (اذهبْ) على السكون؛ لأنّه فعل صحيح لم يتّصل بضمير، وإعرابه في هذه الجملة: فعل أمرٍ مبني على السكون، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره (أنت).
  • إذا اتّصل فعل الأمر بنون النّسوة: وذلك مثل قولنا: (يا فتياتُ اسمعْنَ)، فيُبني فعل الأمر (اسمعْ) على السكون؛ لأنّه اتصل بنون النسوة، وإعراب فعل الأمر في هذه الجملة: فعل أمرٍ مبنيّ على السكون، ونون النسوة ضمير متّصل مبنيّ في محل رفع فاعل.

الفتح

يُبنى فعل الأمر على الفتح إذا اتّصل بنون التوكيد الثقيلة (نَّ)، أو نون التوكيد الخفيفة (نْ)، ومثال ذلك قولنا: (يا محمّد ادرسَنْ الكتابَ)، ففعل الأمر (ادرسَ) قد بني على الفتح؛ لأنّه اتّصل بنون التوكيد الخفيفة (نْ)، ولو قلنا: (احفظَنَّ القصيدةَ)، ففعل الأمر (احفظَ) مبنيّ على الفتح؛ لأنّه اتّصل بنون التوكيد الثقيلة (نَّ)، ويعرب الفعل (ادرسَنْ): فعل أمرٍ مبنيّ على الفتح؛ لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة، ونون التوكيد الخفيفة: حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنت، ويعرب الفعل (احفظَنَّ): فعل أمرٍ مبنيّ على الفتح؛ لاتّصاله بنون التوكيد الثقيلة، ونون التوكيد الثقيلة: حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنت.

حذف حرف العلة

يُبنى فعل الأمر على حذف حرف العلة من آخره إذا كان معتلّ الآخر، وحروف العلة يُقصد بها الألف والواو والياء ويكون البناء على النحو الآتي:

  • معتلّ الآخر بالألف يُبنى فعل الأمر على حذف الألف من آخره، ومثال ذلك قولنا: (اسعَ إلى فعل الخير)، ففي هذا المثال بني فعل الأمر على حذف حرف العلة (الألف) إذ إنّ الأصل المفترض في الفعل هو (اسعى) بدليل مضارعه (يسعى)، وبقيت الفتحة لتدلّ على الألف المحذوفة، ويعرب الفعل (اسعَ) الوارد في الجملة على النحو الآتي: فعل أمرٍ مبنيّ على حذف حرف العلّة من آخره، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. 
  • معتلّ الآخر بالياء يبنى فعل الأمر على حذف الياء من آخره، ومثال ذلك قولنا: (اسقِ الأشجارَ)، ففي هذا المثال بُني فعل الأمر على حذف حرف العلة (الياء)، إذ إنّ الأصل المفترض في الفعل هو (اسقي) بدليل مضارعه (يسقي)، وبقيت الكسرة في الفعل لتدلّ على الياء المحذوفة، ويعرب الفعل (اسقِ) الوارد في الجملة على النحو الآتي: فعل أمرٍ مبنيّ على حذف حرف العلّة من آخره، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنت.
  • معتلّ الآخر بالواو يبنى فعل الأمر على حذف الواو من آخره، ومثال ذلك قولنا: (ادعُ إلى الله بالخلق الحسن)، ففي هذا المثال بني فعل الأمر على حذف حرف العلّة (الواو)، إذ إنّ الأصل المفترض في الفعل هو (ادعو) بدليل مضارعه (يدعو)، وبقيت الكسرة في الفعل لتدلّ على الواو المحذوفة، ويُعرب الفعل (ادعُ) الوارد في الجملة على النحو الآتي: فعل أمرٍ مبني على حذف حرف العلّة من آخره، والفاعل ضمير متّصل وجوبًا تقديره أنت. 

حذف النون

يُبنى فعلُ الأمرِ على حذف النون من آخره؛ لأنّه من الأفعال الخمسة على النحو الذي قُرّر في أصل اشتقاقه، وذلك أنّ فعل الأمر قد اشتق من الفعل المضارع، وتلحق واوُ الجماعة الألفَ الفارقة للتفريق بين واو الجمع اللاحقة للأسماء، وواو الجماعة اللاحقة للأفعال، كما تكون للفرق بين الأفعال معتلّة الواو، والأفعال المسندة إلى واو الجماعة.

اقرأ أيضاً:

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد