صحيفة السوسنة الأردنية

وكالات - السوسنة

في مشهد إنساني مؤلم يعكس عمق الكارثة المتفاقمة في قطاع غزة، اندفع آلاف المدنيين، الذين يعانون من حصار وتجويع دام أكثر من 90 يومًا، نحو المناطق التي حددها الاحتلال الإسرائيلي لتوزيع المساعدات الغذائية، في محاولة يائسة للحصول على ما يسد الرمق.

وبحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن هذا المشروع الذي أطلقته سلطات الاحتلال تحت مسمى "المناطق العازلة" لتوزيع المساعدات، قد فشل فشلًا ذريعًا، بعدما تحول إلى مسرح للفوضى والجوع والرصاص. فقد اقتحم الجوعى مراكز التوزيع واستولوا على الطعام تحت وطأة الحاجة الماسة، ما دفع قوات الاحتلال لإطلاق النار، ما أدى إلى إصابة عدد من المدنيين.

وأكد البيان أن ما جرى يعكس الانهيار الكامل للمسار الإنساني الذي يزعمه الاحتلال، ويشكّل دليلًا واضحًا على فشله في معالجة الأوضاع الكارثية التي تسبّب بها عمدًا بسياسات الحصار والتجويع والقصف، والتي ترقى إلى جريمة إبادة جماعية وفقًا للقانون الدولي.

وأضاف البيان أن إقامة مناطق محاطة بالمخاطر لتوزيع مساعدات محدودة لا تمثل حلًا إنسانيًا حقيقيًا، بل تكشف عن هندسة سياسية تهدف إلى تفكيك المجتمع الفلسطيني وتعميق معاناته، تحت غطاء ما يسمى بـ"المعالجة الإنسانية".

وفي هذا السياق، حمّلت السلطات في غزة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية القانونية والإنسانية الكاملة عن الانهيار الغذائي الذي يهدد حياة أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع، مدينةً استخدامه للمساعدات كسلاح في الحرب ووسيلة للابتزاز السياسي.

ودعا البيان الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى التحرك العاجل لفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية دون شروط، وتمكين المنظمات الدولية من أداء واجبها بعيدًا عن تدخلات الاحتلال.

كما طالب بإرسال لجان تحقيق دولية مستقلة لتوثيق ما وصفه بـ"جريمة التجويع الممنهجة"، ومحاسبة المسؤولين عنها، بما في ذلك قادة الاحتلال.

وختم البيان بمناشدة عاجلة للدول العربية والإسلامية والدول الحرة في العالم، لتفعيل ممرات إنسانية آمنة ومستقلة، تكسر الحصار، وتمنع الاحتلال من استخدام الغذاء كوسيلة للقتل البطيء، مشددًا على رفض أي حلول تعتمد مناطق عازلة أو ممرات بإشراف الاحتلال، الذي يتحمل وحده مسؤولية ما يجري في غزة.