صحيفة السوسنة الأردنية

ولدي الحبيب، أرقد بسلام، لروحك الطاهرة عبق وريحان، سامحني لعجزي، حولي دمار ورماد ودخان … لا وردة في حوزتي أزين فيها التراب الذي احتواك، لكن أنا الجريحة في روحي أحمل لك. أرق مشاعري ومحبتي، هذه ثروتي، أرسلها لك عبر الأثير، ستصلك يا ولدي غير منقوصة، يد الاحتلال لا تصل إليها. رغم إفقارنا المادي، ودمارنا إلا أننا أثرياء في أحاسيسنا، قلوبنا عامرة بالمحبة، وعشق الحياة … آه سلبوا حياتك يا ولدي، لكن روحك تحوم حولي نسائم لطف، لا أصدق أنك غادرت، أرى أشلاءك أمامي ولا أصدق أنك انتهيت، نعم … قلبك ينبض، أسمع وجيبه فيستجيب قلبي لندائك، وأتحدى الكون أنك تعيش في داخلي أبد الدهر، أستغفر الله الذي لا راد لقضائه. أنت حي في ذاكرتي فقط … أنا أمك أحيا، ولا أدري إلى متى سأبقى على قيد الحياة، بين لحظة وأخرى تُكتب لنا الشهادة أو النجاة، لكني سأبكيك يا ولدي ما دمت باقية على هذه الأرض التي نعشقها. جمعت أشلاءك أو بعضها، دلني عليها فؤادي ، وبعض أسمال مما كنت ترتدي يا حبيبي، جمعتها، ودفنتها هنا بلا شاهد قبر، ولا كفن، الأكفان شحيحة يا ولدي، ولكن دم الشهيد هو الثمن، مسك دمك ينعش روحي فأشعر بالقوة، لن أنهار يا ولدي، إطمئن، سأقاوم، سأقاوم ما دمت أحيا، سأقاوم، وداعا يا ولدي، سأقاوم، سأقاوم.