كيف تستعد عائلتك منزلياً لمواجهة تسرب إشعاعي محتمل

mainThumb

23-06-2025 10:54 AM

السوسنة

في وقت تتصاعد فيه التوترات الإقليمية والعالمية، وتزداد التحذيرات من احتمالية وقوع طوارئ نووية أو حوادث تسرب إشعاعي، تتجه أنظار كثيرين إلى سؤال جوهري: هل نحن مستعدون منزليًا لمثل هذه الكوارث؟

ربما تبدو الفكرة بعيدة عن الواقع اليومي، لكنها في ضوء الأحداث الأخيرة لم تعد احتمالاً مستبعدًا. خبراء السلامة والأمن النووي يؤكدون أن الجاهزية المسبقة داخل المنزل يمكن أن تُحدث فارقًا كبيرًا في حماية الأرواح وتقليل الأضرار في حال وقوع أي طارئ إشعاعي.

حقيبة الطوارئ تبدأ من المطبخ

من أولى الخطوات التي ينصح بها، توفير مخزون كافٍ من مياه الشرب المعبأة، فالمياه العادية قد تتعرض للتلوث بفعل تسرب إشعاعي مفاجئ. كما يجب تجهيز مؤونة غذائية طويلة الأمد، كالمعلبات والأطعمة المجففة التي لا تحتاج لتبريد، لتجنب الحاجة للخروج أثناء الأزمة.

بين الكمامات والستائر الثقيلة: الحماية من الهواء الملوث

توصي الجهات المختصة باستخدام كمامات طبية عالية الجودة، من نوع N95 أو ما يعادلها، لتقليل خطر استنشاق الغبار المشع. كما يُنصح بتأمين مواد لإغلاق النوافذ والأبواب بإحكام، مثل الأشرطة اللاصقة والستائر الثقيلة، لعزل المنزل عن التلوث الخارجي.

ماذا تفعل إذا انقطعت الكهرباء؟

تجهيز مصادر إضاءة بديلة مثل المصابيح اليدوية والشموع يعدّ ضرورة، خاصة في حال تعطل شبكة الكهرباء، وهو أمر شائع في أوقات الأزمات. إلى جانب ذلك، يجب أن تحتوي كل بيت على عدة إسعافات أولية مكتملة لعلاج أي إصابات بسيطة دون الحاجة لمغادرة المنزل.

اتصال مستمر بالمعلومة... مفتاح النجاة

امتلاك راديو يعمل بالبطارية أو تحميل تطبيقات الطوارئ الرسمية على الهواتف الذكية، يضمن الاطلاع الدائم على التوجيهات الحكومية في وقت الأزمات، خاصة في حال تعطلت شبكة الإنترنت أو الهواتف.

اللباس الواقي قد يكون خط الدفاع الأخير

الاستعداد يشمل أيضًا تجهيز ملابس واقية تغطي كامل الجسم، بما في ذلك القفازات والأحذية المغلقة، للحد من التعرض المباشر لأي ملوثات إشعاعية.

التخطيط العائلي... عنصر حاسم

في حالات الطوارئ، لا بد من وجود خطة طوارئ عائلية واضحة، تتضمن نقاط تجمع بديلة ووسائل تواصل في حال تعطل الهواتف، إضافة إلى توزيع الأدوار داخل العائلة.

وأخيرًا: لا شيء أهم من الانضباط

الالتزام بالتعليمات الرسمية والابتعاد عن الشائعات أو السلوكيات العشوائية هو الركن الأساسي في أي خطة مواجهة، وتشمل هذه التعليمات البقاء داخل المنزل، إغلاق فتحات التهوية، غسل اليدين باستمرار، وتجنب تناول الطعام المكشوف أو المياه غير المعبأة.

في النهاية، لا أحد يتمنى أن تتحول هذه الاحتياطات إلى ضرورة واقعية، لكنها تبقى درع الوقاية الأول في عالم يزداد اضطرابًا. الاستعداد ليس دعوة للذعر، بل خطوة عقلانية نحو حماية نفسك ومن تحب في وقت باتت فيه الطوارئ المفاجئة جزءًا من المشهد العالمي .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد