مأساة الخمور الفاسدة تهز الزرقاء وتثير الرأي العام

mainThumb
مشروبات كحولية

29-06-2025 07:53 PM

الزرقاء – السوسنة – مروة أبو الهيجاء - شهدت مدينة الزرقاء خلال الأيام القليلة الماضية مأساة إنسانية مروعة تمثلت بوفاة 7 مواطنين نتيجة تناول مشروبات كحولية مغشوشة، تبين لاحقًا أنها تحتوي على مادة الميثانول السامة، ما أدى إلى تفجر موجة غضب شعبي واسع في المحافظة وفي مختلف أنحاء المملكة.

التحقيقات الرسمية التي أجرتها مديرية الأمن العام بالتعاون مع المؤسسة العامة للغذاء والدواء كشفت أن مصدر المشروبات الكحولية القاتلة هو أحد المصانع المرخصة، حيث تم العثور على مادة الميثانول في خزانات الإنتاج، كما تم ضبط منتجات كحولية تحمل أسماء تجارية متعددة وُجد أنها تحتوي على نسب عالية من المادة السامة.

من جهته، قال مدير عام مؤسسة الغذاء والدواء الدكتور نزار مهيدات، إنه تم إغلاق 3 مصانع متورطة في تصنيع المادة الكحولية المخالفة، مشيراً إلى أن الميثانول – وهي مادة شديدة السمية – وُجدت في عينات أخذت من أجساد المتوفين وفي موقع الحادثة، كما أُخذت عينات من المصنع وأماكن بيع المشروبات الكحولية وأظهرت النتائج وجود الميثانول بوضوح.

وأوضح مهيدات أن مادة الميثانول قد تنتج أحياناً بنسب ضئيلة أثناء عملية التقطير الكحولي، لكن وجودها بهذه الكميات الكبيرة يشير إلى احتمال حدوث غش صناعي أو خلل جسيم في عمليات التصنيع.

وفي تصريحات متطابقة، أكد الناطق الإعلامي باسم الأمن العام أن فريق التحقيق تمكّن من تحديد مصدر المادة السامة، وأنه تم ضبط المسؤولين عن المصنع، والتحفظ على محتوياته، وبدء إجراءات قانونية بحقهم، مع مواصلة التحقيقات لحصر الكميات الموزعة والمباعة وسحبها من الأسواق بأسرع وقت ممكن.


أثارت هذه الحادثة المأساوية صدمة كبيرة في الشارع الأردني، وخصوصاً في مدينة الزرقاء التي فقدت سبعة من أبنائها. ودعا مواطنون إلى ضرورة تشديد الرقابة على مصانع الكحول ومتابعة مراحل الإنتاج والتوزيع بشكل صارم لمنع تكرار مثل هذه الكارثة.

وطالب آخرون بفرض قيود مشددة على بيع وتداول المشروبات الكحولية، وتنظيم السوق بطريقة مدروسة، فيما ارتفعت أصوات تطالب بـ حظر بيع الكحول نهائياً في المملكة باعتبارها تتعارض مع القيم الإسلامية، ولتجنب المخاطر الصحية والاجتماعية التي قد تنجم عن استهلاكها.

الجدل المتجدد بين مؤيدين لحرية بيع الكحول ضمن ضوابط قانونية، وبين من يطالبون بالحظر التام لأسباب دينية وأخلاقية، أعاد إلى الواجهة ملف الكحول في الأردن، وسط تساؤلات حول مدى كفاءة الرقابة الحالية، وأهمية المواءمة بين سلامة المجتمع والأنظمة التجارية التي ترعى صناعة وتوزيع الكحول.

في الوقت الذي تواصل فيه الجهات المختصة تحقيقاتها، تبقى مأساة الزرقاء جرس إنذار حقيقي يدعو إلى مراجعة شاملة لسياسات الرقابة على الكحول في الأردن، مع التأكيد على أولوية حماية أرواح المواطنين وفرض القانون بحزم على كل من يعبث بصحتهم من أجل الربح.

 

أقرأ أيضًا:



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد