لبنان يحذر حزب الله من الانتحار السياسي

mainThumb

04-08-2025 12:44 AM

وكالات - السوسنة

حذر وزير العدل اللبناني، عادل نصار، الأحد، من أن "حزب الله" سيقود نفسه إلى "الانتحار" في حال واصل رفضه تسليم سلاحه، مؤكداً أن الدولة لن تسمح له بجر لبنان نحو هذا المصير، وذلك في ظل تصاعد الجدل السياسي قبل يومين من جلسة مرتقبة لمجلس الوزراء تهدف إلى مناقشة قضية حصر السلاح بيد الدولة.

وقال نصار، في منشور على منصة "إكس"، إن "إذا اختار حزب الله الانتحار برفض تسليم سلاحه، فلن يُسمح له بأن يجر لبنان وشعبه معه"، بحسب ما أوردته الوكالة الوطنية للإعلام. ولم يفصح الوزير عن طبيعة الإجراءات أو المواقف التي ستُتخذ في حال رفض الحزب التجاوب مع هذه المطالب.

وفي مؤتمر صحفي عقده الجمعة الماضية، شدد نصار على أن "لا قيام لدولة فعلية بوجود سلاح خارج إطار الشرعية"، واصفًا السلاح غير الخاضع للدولة بأنه "عبء يهدّد الاستقرار الداخلي ويفتح الباب أمام كوارث أمنية واقتصادية ودبلوماسية يدفع اللبنانيون جميعًا ثمنها".

يأتي هذا التصعيد الكلامي في ظل توجه حكومي واضح لحسم ملف السلاح غير الشرعي، إذ أعلن رئيس الحكومة نواف سلام، الأسبوع الماضي، أن جلسة مجلس الوزراء المقبلة ستستكمل بحث "بسط سيادة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية حصراً"، في إشارة مباشرة إلى نزع سلاح "حزب الله".

لكن بالمقابل، ردّ نائب الأمين العام لـ"حزب الله"، الشيخ نعيم قاسم، يوم الأربعاء، قائلاً: "لن نسلم السلاح من أجل إسرائيل... الأولوية الآن للإعمار ووقف العدوان"، معتبراً أن المطالبة بتسليم السلاح يجب أن تُسبق بمطالبة إسرائيل بإنهاء احتلالها للأراضي اللبنانية.

وفي موقف مشابه، كان قاسم قد صرّح في الرابع من يوليو/تموز الماضي: "من يطالب المقاومة بتسليم سلاحها، فليطالب أولاً بانتهاء العدوان الإسرائيلي"، مشيراً إلى ازدواجية في الخطاب الرسمي الذي يتجاهل الاحتلال ويركز فقط على سلاح المقاومة.

مقترحات أميركية وتنسيق عسكري

من جهته، كشف قائد الجيش اللبناني، العماد جوزيف عون، الخميس، أن واشنطن قدّمت مجموعة من المقترحات المتعلقة بحصرية السلاح بيد الدولة، مشيرًا إلى أن القيادة اللبنانية أجرت عليها تعديلات جوهرية وستعرضها قريبًا على مجلس الوزراء.

وأضاف عون أن لبنان طالب بوقف فوري للاعتداءات الإسرائيلية، وانسحاب قوات الاحتلال من الأراضي اللبنانية المحتلة، إلى جانب سحب سلاح كل القوى المسلحة وتسليمه إلى الجيش اللبناني، بما في ذلك "حزب الله".

بدوره، اعتبر قائد الجيش، العماد رودولف هيكل، الجمعة، أن استمرار وجود القوات الإسرائيلية في الجنوب يشكل العائق الرئيسي أمام استكمال انتشار الجيش اللبناني في المنطقة.

الوضع الميداني: خروقات إسرائيلية واحتلال مستمر

التوتر السياسي تزامن مع تصعيد ميداني مستمر في جنوب البلاد، حيث تواصل إسرائيل خرق اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، والذي أنهى الحرب الأخيرة بين الطرفين. وقد سجل الجانب اللبناني أكثر من 3 آلاف خرق إسرائيلي للاتفاق، ما أدى إلى مقتل 262 شخصاً وجرح 563 آخرين، وفق إحصائيات رسمية.

وتشير التقارير إلى أن الجيش الإسرائيلي ما زال يحتل خمس تلال استراتيجية سيطر عليها خلال الحرب التي اندلعت في أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتوسعت في سبتمبر/أيلول 2024، وأسفرت عن أكثر من 4 آلاف قتيل وقرابة 17 ألف جريح.

ويواجه لبنان اليوم مفترق طرق سياسياً وأمنياً، مع استمرار الانقسام حول سلاح "حزب الله"، وغياب توافق داخلي بشأن الأولويات الوطنية، بينما تتزايد الضغوط الدولية والداخلية لتكريس سلطة الدولة على كامل أراضيها .       

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد