نهاية كل من يختار خيانة شعبه

نهاية كل من يختار خيانة شعبه
ابو شباب

04-12-2025 05:00 PM

تُجمع دروس التاريخ على حقيقة ثابتة لا تتبدل: كل من يختار خيانة وطنه والارتماء في أحضان المحتل، إنما يكتب نهايته بيده. فالخيانة ليست مجرد موقف سياسي، بل سقوط أخلاقي يخلع صاحبه من جذوره، ويجعله في مواجهة شعبه وتاريخه وقيمه.

وفي سياق ما يجري في قطاع غزة، تتوالى الأخبار عن سقوط شخصيات تعاونت مع الكيان الإرهابي ضد أهلها، وقد كان آخرها مقتل ياسر أبو شباب، الذي لمع اسمه في الأشهر الماضية بعد انكشاف دوره في دعم عمليات الاحتلال، وتسهيل تحركاته، والمشاركة في رصد المقاومة واستهداف المدنيين.

لقد كشفت المصادر الإعلامية عن تضارب في تفاصيل مقتله، لكن الثابت أن اسمه ارتبط بمجموعة كانت تعمل – وفق مصادر في المقاومة الفلسطينية – بصورة مباشرة مع قوات الاحتلال داخل مدينة رفح. وقد نسبت التقارير لهذه المجموعة أدواراً في تمشيط المناطق الحدودية، واقتحام منازل الآمنين، ورصد المقاومين، بل وحتى نهب المساعدات الإنسانية الموجهة لأهالي القطاع.

وهو سلوك يعكس انحداراً أخلاقياً عميقاً، إذ لا يمكن لإنسان يحمل الحدّ الأدنى من الانتماء لبلده أن يقف في صفّ قوة ارتكبت جرائم مروعة، من قتل للأطفال والنساء والشيوخ، إلى تدمير البيوت والمستشفيات والمدارس، وتهجير العائلات واقتلاع مدن بأكملها من جذورها.

التجارب كلها تؤكد أن الخائن لا يجد بين المحتل احتراماً، ولا بين أبناء شعبه غفراناً. فالمحتل يستخدمه لبرهة، ثم يلقيه جانباً حين تنتهي وظيفته، بينما يسجّله الشعب في ذاكرة العار التي لا تُمحى.

إن من يقف ضد شعبه في لحظة مواجهة وجودية، ويعطي المحتل مفاتيح استهدافه، لا يربح شيئاً سوى اسمه في خانة الخيانة. فالأوطان لا تنسى، والتاريخ لا يرحم، والشعوب – مهما طال الوقت – تستعيد قوتها، وتبقى وفية لمن ضحّى من أجلها، وصارمة مع من خانها.

وفي المقابل، يبقى الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة مثالاً للصمود والثبات، وقدرة الإنسان على الدفاع عن أرضه وكرامته مهما اشتدت المحن. فبين الخيانة والوفاء، يختار الأحرار طريقهم، ويختار التاريخ أبطاله.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد