علماء يكتشفون آلية طبيعية لتجميد الشيخوخة في الدبور

mainThumb
الدبور الجوهري

04-08-2025 07:17 PM

السوسنة - كشفت دراسة علمية حديثة أجراها باحثون في جامعة ليستر البريطانية عن اكتشاف نوع نادر من الدبابير يتمتع بقدرات فريدة قد تسهم في التقدم العلمي بمجال مكافحة الشيخوخة البيولوجية.

وبينت الدراسة أن هذا النوع، المعروف باسم "الدبور الجوهري" أو "الدبور اللامع"، يتميز بجسم معدني اللون وسلوك مفترس، حيث يضع بيضه داخل أجسام حشرات أخرى، ما يسمح ليرقاته بالتغذي عليها من الداخل.

إلا أن ما أثار اهتمام فريق الباحثين لم يكن السلوك الهجومي للدبور، بل ما تم اكتشافه من قدرة اليرقات على الدخول في حالة شبيهة بالسبات البيولوجي في ظروف معينة، مثل التعرض للبرد والظلام، مما يؤدي إلى توقف نموها مؤقتًا وتجميد الزمن البيولوجي لديها.

وأوضح البروفيسور إيمون مالون، المشرف على الدراسة والمتخصص في علم الأحياء التطوري، أن هذا النوع من الدبابير يمتلك نظامًا متطورًا لتعديل التعبير الجيني يُعرف باسم "مثيلة الحمض النووي"، وهو آلية مسؤولة عن تنظيم وظائف الخلايا، ويشبه النظام الموجود لدى الإنسان بدرجة كبيرة. وأشار إلى أن هذه القدرة الفريدة تمثل تحولاً علميًا يمكن الاستفادة منه في تطوير أبحاث طبية تستهدف إبطاء الشيخوخة البيولوجية لدى البشر.

ولاحظ الباحثون أن اليرقات التي خضعت لحالة السبات البيولوجي نمت لاحقًا بصورة طبيعية، إلا أنها عاشت لفترات أطول بنسبة تجاوزت 30 بالمئة مقارنة بأقرانها، كما تراجعت مؤشرات الشيخوخة البيولوجية لديها بنسبة بلغت 29 بالمئة.

ويرى فريق البحث أن هذا التوقف المؤقت في النشاط الحيوي أشبه بـ"تخزين الوقت" لدى الكائن، ما يفتح آفاقًا واسعة لفهم آليات الشيخوخة ومحاولة التحكم بها.

ويؤكد البروفيسور مالون أن نتائج الدراسة تمثل أول دليل علمي على إمكانية تعديل الشيخوخة البيولوجية لدى كائن لا فقاري، مشددًا على أن هذا الاكتشاف قد يشكل نقطة انطلاق نحو ابتكار تدخلات طبية مستقبلية تهدف إلى التحكم في تقدم العمر على المستوى الجزيئي.

وأعرب مالون عن تفاؤله بأن هذه الدراسة تفتح أبوابًا جديدة في علم الحشرات والطب الحيوي، وقال: "هذا الدبور الصغير قد يبدو تافهًا، لكن تأثيره العلمي المحتمل كبير، وقد يحمل مفاتيح مهمة لإبطاء الزمن البيولوجي."

وتعد هذه النتائج خطوة متقدمة في مجال البحث عن حلول مبتكرة للحد من آثار الشيخوخة، وتشكل مسارًا علميًا جديدًا يعتمد على تقنيات بيولوجية مستلهمة من الطبيعة ذاتها.

اقرأ ايضاً:

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد