حمّى الفيلق مرض مائي يهدد الصحة العامة

mainThumb
تعبيرية

06-08-2025 05:28 PM

السوسنة - يُعد داء الفيالقة أحد الأمراض التنفسية المرتبطة بالتلوث المائي، ويمثل تهديداً صحياً قد يؤدي إلى الوفاة في حال عدم اكتشافه ومعالجته بشكل مبكر.

ويتميّز هذا المرض، المعروف أيضاً باسم حمى الفيلق، بارتباطه الوثيق بالمياه الدافئة والركود والرذاذ، حيث ينتقل عبر استنشاق قطرات مائية ملوّثة ببكتيريا "ليجيونيلا" دون أن يحدث انتقال مباشر بين الأشخاص، على خلاف معظم الأمراض المعدية.

تعيش بكتيريا الليجيونيلا وتتضاعف في بيئات مائية راكدة، وتُرصد غالباً في رؤوس الدش والمغاسل التي لا تُستخدم بانتظام، أو في أحواض الاستحمام الساخنة، والنوافير الزخرفية، ومرافق السباكة المعقّدة، إضافة إلى أبراج تبريد أنظمة التكييف، وحتى في خزانات سائل تنظيف الزجاج الأمامي للسيارات التي يُستخدم فيها الماء العادي بدل المنظف الخاص.

وتحدث الإصابة غالباً من خلال استنشاق بخار مائي ملوّث، كما قد تطرأ حالات أقل شيوعًا يدخل فيها الماء الملوّث إلى الرئتين بطريقة غير متوقعة، مثل ابتلاع كمية صغيرة من الماء خلال الاستحمام أو تنظيف الأسنان. وتُسبّب الليجيونيلا كذلك حالة صحية أقل خطورة تعرف باسم "حمى بونتياك"، التي تشبه الإنفلونزا وتختفي دون مضاعفات.

ويتسم هذا المرض بخطورة كامنة في تأخر ظهور الأعراض، إذ قد لا تبدأ العلامات إلا بعد فترة تتراوح بين 10 إلى 14 يومًا من التعرض للبكتيريا، وتشمل الأعراض الشائعة السعال المتكرر، الحمى، الصداع، آلام عضلية، وضيق في التنفس.

ويمكن التعامل مع المرض في حال تشخيصه مبكرًا باستخدام المضادات الحيوية الفعالة، مما يُسهم في تقليل احتمالية حدوث مضاعفات.

وتُعتبر بعض الفئات أكثر عرضة للإصابة بداء الفيالقة، من بينها المدخنون، والأشخاص الذين تجاوزوا سن الخمسين، ومرضى الأمراض المزمنة كأمراض الرئة، والكلى، والكبد، والسرطان، إلى جانب الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة نتيجة تناول أدوية مثبطة أو أمراض مناعية.

وتشير التقديرات إلى أن واحداً من كل عشرة مصابين قد يواجه مضاعفات تؤدي إلى الوفاة في حال تأخرت المعالجة.

وتكمن الوقاية من هذا المرض في المحافظة على نظافة أنظمة المياه بشكل منتظم، بما في ذلك تنظيف رؤوس الدش والصنابير غير المستخدمة، ومتابعة صيانة أحواض الجاكوزي والنوافير وفق تعليمات الشركات المصنّعة، فضلاً عن تطبيق أنظمة رقابة صارمة لضمان جودة المياه في أبراج التبريد ومرافق السباكة ضمن المباني العامة والخاصة.

اقرأ ايضاً:

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد