قصة واقعية تكشف الترهل الإداري

mainThumb

10-08-2025 11:06 PM

إربد – السوسنة - في مشهد يجسد حجم الترهل الإداري وتعقيد الإجراءات في بعض مؤسسات الدولة، يروي أحد المواطنين تجربته المريرة مع بلدية إيدون التابعة لبلدية بني عبيد، أثناء محاولته إنجاز معاملة بسيطة لإصدار إذن أشغال بهدف تركيب ساعة مياه.

يقول المواطن بسام مقدادي إنه بدأ رحلته صباح السبت 26 تموز 2025، حيث قدم المعاملة وأتم جميع الإجراءات المطلوبة، ليُطلب منه وضعها على مكتب المسّاح. إلا أن المفاجأة كانت أن المسّاح في إجازة، فنصحه أحد الموظفين بتركها على الطاولة حتى عودته.

مرت الأيام، وعاد المواطن يوم الاثنين 28 تموز، ليكتشف أن المسّاح لا يزال في إجازة، وأن المعاملة ما زالت مكانها دون أي تقدم. وعندما عاد مجددًا صباح الخميس 30 تموز، وجدها على طاولة أخرى في المكتب نفسه، من دون أي تغيير.

محاولات المواطن للاستفسار قادته إلى مديرة المنطقة، التي أكدت أن التأخير ليس من مكتبها وإنما من بلدية بني عبيد، واعدةً بإنجاز المعاملة بحلول الخميس 7 آب. لكن حتى في ذلك التاريخ، فوجئ بأن شيئًا لم يتغير، والسبب هذه المرة – وفق المديرة – هو استقالة رئيس بلدية بني عبيد.

المواطن تساءل: "حتى لو استقال الرئيس، هناك نائب رئيس يمكنه متابعة الأمور، فلماذا تتوقف معاملات الناس لشهر كامل وهي لا تحتاج أكثر من أسبوع؟"

المفارقة الأكبر، كما يروي، أن أحد المواطنين قدم معاملة مماثلة بعده، لكنها أنجزت خلال 48 ساعة فقط، الأمر الذي يفتح الباب واسعًا أمام التساؤلات حول دور الواسطة والمحسوبية في تسريع معاملات البعض على حساب الآخرين.

هذه الحادثة ليست مجرد قصة فردية، بل نموذج متكرر لمعاناة الكثير من المواطنين، الذين يجدون أنفسهم رهائن لإجراءات بيروقراطية معقدة، يمكن تبسيطها وتقصير مدتها لو توفرت الإدارة الفعالة والرقابة الحقيقية على أداء الموظفين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد