إصلاح محتوى الذكاء الاصطناعي يتحول إلى مهنة

mainThumb

01-09-2025 01:45 PM

السوسنة - تحولت التكنولوجيا التي كانت تهدد مستقبل مصممة الجرافيك ليزا كارستنز إلى مصدر رئيسي لانشغالها المهني، إذ تقضي جزءًا كبيرًا من يومها في إسبانيا بإصلاح تصاميم شعارات فاشلة أنشأها عملاؤها باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.

وتواجه كارستنز، التي تعمل بشكل مستقل منذ سنوات، تحديات يومية في التعامل مع رسومات غير واضحة ونصوص بلا معنى، تبدو كفوضى من البكسلات عند تكبيرها، وفقًا لتقرير نشرته "NBC News".

وتقول إن بعض العملاء يدركون محدودية الذكاء الاصطناعي، بينما يأتي آخرون غاضبين بعد فشلهم في إنجاز التصميم بأنفسهم، ما يتطلب منها تعاطفًا ومهارة لإصلاح الأخطاء دون إحراجهم.

وتُعد هذه المهام جزءًا من فئة جديدة من الوظائف المؤقتة التي نشأت نتيجة الطفرة في استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، والتي هددت بإزاحة الوظائف الإبداعية من مختلف القطاعات.

فبينما بات بإمكان أي شخص إنتاج محتوى باستخدام رسائل نصية، فإن النتائج غالبًا ما تكون غير مرضية وتتطلب تدخلًا بشريًا لتحسينها.

وقد غيّرت هذه الظاهرة سوق العمل، إذ وجد العديد من المستقلين فرصًا جديدة نتيجة عدم كفاءة الذكاء الاصطناعي.

فالكُتّاب يُطلب منهم تحسين نصوص مكتوبة بواسطة أدوات مثل "شات جي بي تي"، ويُوظّف الفنانون لإصلاح الصور غير المتقنة، كما يُكلف مطورو البرامج بإصلاح تطبيقات مليئة بالأخطاء.

وكشف تقرير حديث لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن الذكاء الاصطناعي استبدل العمال المتعاقدين أكثر من الموظفين الدائمين، لكنه أشار أيضًا إلى أن 95% من الشركات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي لا تحقق عائدًا على الاستثمار.

وأوضح التقرير أن العائق الأساسي أمام التوسع لا يكمن في البنية التحتية أو التنظيم، بل في التعلم، إذ لا تستوعب الأنظمة الملاحظات ولا تتكيف مع السياق أو تتحسن بمرور الوقت.

وبالنسبة لكارستنز، فإن بعض التصاميم تكون جيدة بما يكفي لتعديلها، بينما يتطلب بعضها الآخر إعادة رسم كاملة، وهو ما يستغرق وقتًا أطول من ابتكار التصميم من البداية.

ويؤكد العديد من العاملين المستقلين أن إصلاح أخطاء الذكاء الاصطناعي ليس المجال المثالي، إذ غالبًا ما يكون أقل أجرًا، لكنه يساهم في تغطية نفقاتهم.

اقرأ ايضاً:



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد