لعبة قاتلة تدفع طفلًا للانتحار وتثير الذعر الرقمي

mainThumb
تعبيرية

24-09-2025 01:04 PM

السوسنة - في مشهد مأساوي يعكس خطورة الألعاب الإلكترونية المظلمة، أنهى طالب في الصف الثاني الإعدادي بمصر حياته شنقًا داخل غرفته، بعد انغماسه في تحديات لعبة "الحوت الأزرق" القاتلة، التي تعود مجددًا لتفرض نفسها كظاهرة مرعبة في العالم الرقمي، مستهدفة المراهقين في واحدة من أخطر صور "الإرهاب الإلكتروني".

وقال الدكتور محمد محسن رمضان، رئيس وحدة الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني بمركز العرب للأبحاث والدراسات، إن اللعبة ظهرت أول مرة عام 2013 في روسيا، وانتشرت بشكل أوسع بعد عام 2016، وارتبطت بسلسلة من حوادث الانتحار بين المراهقين الروس. مبتكرها، فيليب بوديكين، أُدين بالتحريض على الانتحار وسُجن رسميًا.

وأوضح أن خطورة اللعبة تكمن في كونها شبكة تحديات تُدار عبر مجموعات مغلقة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يفرض المشرفون سيطرتهم النفسية على المراهقين باستغلال اضطراباتهم العاطفية، مستخدمين ما يُعرف في علم النفس بـ"الرباعي المظلم": السادية، النرجسية، الميكيافيلية، والاعتلال النفسي.

وتبدأ اللعبة بتكليف المراهق بمهام بسيطة مثل رسم حوت على جسده باستخدام أداة حادة، ثم تتصاعد المهام تدريجيًا لتشمل مشاهدة أفلام رعب، الاستيقاظ في ساعات متأخرة، والعزلة عن الأصدقاء والعائلة، وصولًا إلى المهمة الأخيرة وهي الانتحار، كإثبات للولاء للتحدي.

وتُدار اللعبة عبر مجموعات مغلقة، حيث يتواصل "المشرف" مع المشاركين بشكل فردي أو جماعي، مستغلًا حاجتهم للانتماء أو رغبتهم في التحدي، وتتكون من 50 مهمة تُنفذ على مدار 50 يومًا.

من جانبه، قال اللواء أبوبكر عبدالكريم، مساعد أول وزير الداخلية المصري الأسبق، إن الفئة العمرية بين 12 و16 عامًا هي الأكثر قابلية للتأثر النفسي، وتبحث عن المختلف والمثير، ما يجعلها بيئة مثالية للاستغلال من قبل المشرفين.

وأشار إلى أن ضعف الوعي الرقمي يجعل المراهق فريسة سهلة لأي محتوى مُضلل.

وأكد أن عودة "الحوت الأزرق" تطرح أسئلة خطيرة أمام المجتمع، أبرزها كيفية حماية الأبناء من هذه المصائد الرقمية، وكيفية الموازنة بين الحرية الرقمية والرقابة الواعية.

ويرى أن الحل يكمن في أربعة محاور: الرقابة الأسرية الذكية، التثقيف الرقمي عبر المناهج المدرسية، التشريعات الرادعة لتجريم نشر هذه التحديات، والمسؤولية المجتمعية التي تشمل الإعلام والدين والمؤسسات التربوية.

واعتبر أن انتحار طالب في عمر الزهور ليس حادثًا فرديًا، بل ناقوس خطر يذكّر بأن الأمن السيبراني بات قضية حياة أو موت للأجيال الجديدة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد