مدرسة الفريق الذهبي مشهور حديثة الجازي
في السادس من نوفمبر الجاري، مرّت الذكرى الرابعة والعشرون لرحيل الفارس الأردني العظيم مشهور حديثة الجازي، رحمه الله، الذي يعد أحد أبرز نجوم ورموز العسكرية العربية، والأردنية بشكل خاص، توأم فلسطين ورفيقة المصير المشترك معها.
مرت ذكرى رحيل الفريق الذهبي، صانع أول نصر عربي رسمي على الكيان الصهيوني في تاريخ العرب الحديث. فكما أعاد جيش مصر العظيم في عهد عبد الناصر، بقيادة الفريق أول محمد فوزي رحمه الله، ورئيس أركانه الفريق الشهيد الحي عبد المنعم رياض الذي استشهد في ميدان الشرف بين جنوده وبتوجيه وإشراف من الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، بناء القوات المسلحة المصرية من الصفر بعد العدوان الصهيو–أميركي الغادر في الخامس من حزيران/يونيو 1967م، كذلك كان الأردنيون يستعدون لمعركة إثبات أن الهزيمة لم تكن قدرًا.
بدأ الجيش المصري الباسل حرب الاستنزاف، وكان أول إنجازاتها العظيمة معركة رأس العش بعد شهر واحد من عدوان حزيران الأليم، وهُزم فيها جيش العدو الصهيوني شر هزيمة، لتكون فاتحة حرب الاستنزاف أو حرب الثلاثة أعوام كما أسماها قائدها الفريق أول محمد فوزي. لكن العدو، الذي انتفخ غرورًا بعد عدوان يونيو الأميركي–الصهيوني الجبان، لم يدرك أن روح الجيوش العربية لم تنكسر.
وكان هناك مئات الآلاف من الضباط والجنود العرب الذين ظلمتهم حرب حزيران الاليمة الغادرة، وكانوا يحترقون شوقًا للقاء قطعان جيش العدو ليعرفوه حجمه الحقيقي. ومن بين هؤلاء الضباط كان الفريق الذهبي مشهور حديثة الجازي، الذي كان ينتظر اليوم الذي يثبت فيه للعالم أجمع أن عدوان حزيران الغادر كان استثناءً وليس قاعدة، وأن خسارة معركة لا تعني خسارة حرب التحرير والوجود الطويلة.
درب الفريق الذهبي مشهور حديثة جنوده بحرفية عالية، وأقام أفضل العلاقات مع الإخوة الفدائيين إيمانًا منه بقومية المعركة، وأن العرب جميعًا في قارب نجاة واحد. فاطماع العدو الصهيوني لا تقف عند حدود معينة، وليس لهذا الكيان اللقيط — حتى باعتراف قادته — حدود، وهو مسكون بخرافة تسمى "أرض الميعاد من الفرات إلى النيل".
وفي الحادي والعشرين من آذار/مارس عام 1968، جاءت الفرصة الذهبية للفريق الذهبي مشهور حديثة الجازي ليحقق حلمه ويُلقّن العدو الصهيوني درسًا لا يُنسى. فقد اجتاز أحد أبرز ألوية جيش العدو بقيادة الجنرال موشيه ديان، الذي لفرط غروره، ودعوته لوسائل الإعلام الصهيونية لمشاهدة "نزهة عسكرية" كما سماها، ظنًّا منه أنه سيقضي على الفدائيين الأبطال في بلدة الكرامة الأردنية ويجلب من يستسلم منهم أسرى.
لكن المفاجأة كانت مدوية: المدفعية الأردنية تزمجر فوق رؤوسهم، وتدمّر العشرات من دبابات جيشهم بمجرد دخولهم الأرض الأردنية، وبسالة الجيش الأردني البطل والفدائيين الفلسطينيين الشجعان تُبدّد غرور ديان. وما هي إلا ساعات حتى صرخ ديان لقادته في تل الربيع المحتلة طالبًا وقف القتال فورًا.
وأقسم الفريق الذهبي مشهور حديثة الجازي، قائد الجيش الأردني المغوار، ومعه أشقاؤه من الفدائيين الأبطال، أنه لن يتم وقف إطلاق النار حتى ينسحب آخر جندي من قطعان جيش العدو، وهكذا كان.
نتذكر اليوم الفريق الذهبي مشهور حديثة الجازي، الذي ورث البطولة والشجاعة والإقدام أكابرًا عن أكابر. وقد استشهد عمّه — إذا لم تخنّي الذاكرة — عام 1948 وكان هدفًا للعدو نظراً لشجاعته وتأثيره. فهذا الفارس المقدام سليل الدوحة الكريمة من آل الجازي الحويطات، الذين عُرفوا ببطولاتهم دفاعًا عن ثرى الأردن وأمته العربية.
نتذكر الفريق الذهبي مشهور حديثة الجازي في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها أمتنا العربية، والكيان الصهيوني الذي أصبح يصول ويجول ولا يرى أحدًا. نستذكره لنستلهم من سيرته ومن جنوده والفدائيين الفلسطينيين روح التضحية والفداء.
نتذكر الفريق الذهبي مشهور حديثة الجازي وأمثاله من قادة الأمة العربية؛ كالفريق الشهيد عبد المنعم رياض، والفريق أول محمد فوزي، والفريق سعد الدين الشاذلي، والمشير محمد عبد الغني الجمصي، وغيرهم من أبطال وشهداء الأمة العربية رحمهم الله جميعًا — لا للبكاء على الأطلال، بل لأن وطننا وأمتنا ستبقى ولّادة، وهؤلاء الرموز سيبقون أحياء في كل حس وطني عروبي حر يرفض الذل والهوان وعربدة قطعان جيش العدو الصهيوني، التي لولا أميركا لسقطت يوم السابع من أكتوبر أمام بضعة مجاهدين من حركة حماس.
سيبقى الفريق الذهبي مشهور حديثة الجازي وأمثاله في أمتنا العربية رموزًا ومدارس ما بقي الليل والنهار. وأتمنى أن نرى أبناءنا وأحفادنا غدًا يدرسون في مدارس تحمل اسم الفريق الذهبي مشهور حديثة الجازي وغيره من الرموز الخالدة في وطننا وأمتنا.
نقابة الصحفيين تدرس مقاضاة موظفة حكومية
الملك يشدد على أهمية التزام جميع الأطراف باتفاق إنهاء الحرب في غزة
الاقتصاد الرقمي تبحث وشركات سنغافورية الاستثمارات التقنية
الملك يلتقي رئيس الوزراء الباكستاني في إسلام آباد
الأونروا: الاحتلال يقيّد المساعدات لغزة في مخالفة للقانون الدولي
جامعة الحسين تفجع بوفاة الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الطواها
الترخيص المتنقل في الرصيفة من الأحد إلى الخميس
ممداني بين الاحتفاء العالمي والتحديات المحلية
الأردنيون في قطر يوحّدون الصفوف قبيل انطلاق كأس العرب .. صور
خرفان: تطور ملموس في خدمات المخيمات
الأمير فيصل يتوج الفائزين في سباق أيلة للدراجات الهوائية
مدرسة الفريق الذهبي مشهور حديثة الجازي
جيش الاحتلال يصيب فلسطينيين اثنين في الضفة
مدعوون لاجراء الامتحان التنافسي .. تفاصيل
ما هو غاز الأمونيا وما مخاطره الصحية
تعيينات جديدة في وزارة التربية والتعليم - اسماء
مي عز الدين تعلن زواجها وتفاجئ الجمهور
قانون إعدام الأسرى الفلسطينيين .. وصمة عار في جبين الإنسانية
وصفة الدجاج بالعسل والثوم والحامض
مدعوون لإجراء المقابلات الشخصية في الأمانة .. أسماء
حماية المجتمع الأردني بالأرقام ..
معدل التضخم سيبقى عند مستواه ..
ارتفاع أسعار الذهب محلياً في التسعيرة الثانية اليوم
أول حالة طلاق في الأردن بسبب حفل هيفاء وهبي
150 قرشًا للّيمون .. ارتفاع بأسعار الخضار في السوق المركزي الأحد

