الشرع: سوريا تحولت من بلد يعاني الأزمات إلى فرصة تاريخية للسلام والازدهار

mainThumb

24-09-2025 08:20 PM

السوسنة - قال الرئيس السوري، أحمد الشرع، الأربعاء، إنّ سوريا تحولت الآن من بلد يسطر الأزمات، إلى فرصة تاريخية لإحلال السلام والاستقرار والازدهار لسوريا والمنطقة بأسرها.
وأضاف الشرع خلال خطاب ألقاه في الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن "سوريا منذ 60 عاماً وقعت تحت وطأة نظام ظالم غاشم يجهل قيمة الأرض التي حكمها ويقهر الشعب الودود المسالم."

وتعهد، بتقديم كل من تلطخت يداه بدماء الأبرياء إلى العدالة.

نص الكلمة

الحكاية السورية حكاية تهيج فيها المشاعر ويختلط فيها الألم بالأمل، الحكاية السورية حكاية صراع بين الخير والشر، وبين الحق الضعيف الذي ليس له ناصر إلا الله، والباطل القوي الذي يملك كل أدوات القتل والتدمير، حكايتنا عبرة من عبر التاريخ وتمثيل حقيقي للمعاني الإنسانية النبيلة.

في هذه المعركة الأزلية بين الحق والباطل تروى الحكاية السورية لتحكي فصلاً جديداً من فصول هذا الصراع، فصلاً عظيماً ومشرقاً بالإبداع، زاخراً بالمواجهة والإصرار والصبر والعذاب والألم والتضحية والتمسك بالقيم النبيلة والإعداد الجاد والعمل الدؤوب ثم الاتكال على الله، كل ذلك أدوات تعين الحق على الباطل.

لقد جئتكم من دمشق عاصمة التاريخ ومهد الحضارات، تلك البلاد الجميلة التي علّمت الدنيا معنى الحضارة وقيمة الإنسان والتعايش السلمي، لتصبح منارة يقتدي بها العالم، غير أن سوريا منذ 60 عاماً وقعت تحت وطأة نظام ظالم غاشم يجهل قيمة الأرض التي حكمها ويقهر الشعب الودود المسالم.

لقد صبر شعبنا لسنين طويلة على الظلم والقهر والحرمان ثم ثار منادياً بحريته وكرامته، فقوبل بالقتل والتنكيل والحرق والاغتصاب والتهجير.

لقد استخدم النظام السابق في حربه على شعبنا أبشع أدوات التعذيب والقتل والبراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية والتعذيب في السجون والتهجير القسري وأثار الفتن الطائفية والعرقية واستخدم المخدرات سلاحاً ضد الشعب والعالم.

النظام السابق مزق بلادنا طولاً وعرضاً وهدّم أهم حواضر التاريخ فيها، واستقدم قوات أجنبية وعصابات وميليشيات من أصقاع الأرض، وارتهن بلادنا الجميلة، وقتل نحو مليون إنسان وعذب مئات الآلاف وهجّر نحو 14 مليون إنسان وهدّم ما يقرب من مليوني منزل فوق رؤوس ساكنيها.

لقد استُهدف الشعب الضعيف بالأسلحة الكيميائية بأكثر من 200 هجوم موثق، نعم لقد استنشق نساؤنا وأطفالنا وشبابنا الغازات السامة، لقد فعل النظام كل ذلك ليسكت صوت الحق، ومع كل هذا الإجرام أنهى أي لغة سياسية للحل رغم ما كان يعرض عليه.

ما كان أمام الشعب إلا أن ينظم صفوفه وأن يستعد للمواجهة التاريخية الكبرى في عمل عسكري خاطف، مواجهة أسقطت منظومة إجرام استمرت لـ 60 عاماً مع كل داعميه، عمل عسكري كان ملؤه الرحمة والخير وتغليب العفو والتسامح، معركة لم تتسبب بتهجير إنسان ولا قتل مدني، توّجت بنصر لا ثأر فيه ولا عداوات، واستعاد الشعب فيها حقه.

لقد انتصرنا في المعركة للمظلومين والمعذبين والمهجرين قسراً، لأمهات الشهداء والمفقودين، انتصرنا لكم جميعاً أيها العالم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد