تقنية جديدة تقلب موازين زراعة الكلى

mainThumb

19-10-2025 01:59 PM

السوسنة - في إنجاز علمي غير مسبوق، نجح فريق من العلماء في كندا والصين في تطوير ما يُعرف بـ"الكلية العالمية"، وهي كلية قابلة للزرع في أي مريض بغض النظر عن فصيلة دمه، ما يُعدّ خطوة ثورية في مجال زراعة الأعضاء.

وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة Nature Biomedical Engineering، استخدم الباحثون إنزيمات خاصة لإزالة الجزيئات السكرية المسؤولة عن تحديد فصيلة الدم، ما سمح بتحويل كلية من فصيلة A إلى فصيلة O، وهي الفصيلة الأكثر طلبًا في عمليات الزرع.

ويُشبّه البروفيسور ستيفن ويذرز من جامعة كولومبيا البريطانية هذا التحول بأنه أشبه بإزالة الطلاء الأحمر من السيارة لتظهر بلون محايد، ما يمنع الجهاز المناعي من التعرف على العضو كجسم غريب.

وقد تم اختبار التقنية على كلية بشرية زُرعت في جسد مريض متوفى دماغيًا، وعملت بشكل طبيعي لعدة أيام دون رفض مناعي فوري، رغم ظهور بعض علامات فصيلة A بعد اليوم الثالث. ويُعد هذا التحول الإنزيمي لفصيلة الدم إنجازًا واعدًا، خاصة أن مرضى فصيلة O يواجهون فترات انتظار طويلة، إذ يموت نحو 11 شخصًا يوميًا في الولايات المتحدة أثناء انتظارهم لزراعة كلية، وأكثر من نصفهم من هذه الفصيلة.

ورغم أن التجربة ما زالت في مراحلها الأولى ولم تُختبر بعد على مرضى أحياء، فإن العلماء يرون أن رد الفعل المناعي كان أضعف من المتوقع، ما يشير إلى إمكانية التكيف مع العضو المعدّل.

ويأمل الفريق في توسيع نطاق التقنية لتشمل الكبد والرئتين وربما القلب، كما يدرسون دمجها مع تجارب زراعة الأعضاء الحيوانية المعدّلة وراثيًا، مثل الكلى المأخوذة من الخنازير.

ويرى الخبراء أن هذا الاكتشاف قد يمهد لمرحلة جديدة من الطب التجديدي، حيث يتراجع مفهوم فصيلة الدم كعائق أمام الزراعة، ما يفتح الباب لإنقاذ حياة الملايين من مرضى الفشل الكلوي حول العالم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد