الفيصلي امام مرحلة مصيرية .. البقاء أو العناء !

mainThumb

21-04-2015 11:39 AM

السوسنة - أصبح فريق الفيصلي أعرق الفرق الأردنية وأكثرها إنجازاً أمام مرحلة مصيرية ومفصلية ستعني الكثير في مسيرته الكروية المشعة بالإنجازات، فالبكاء على الأطلال لن يكن مجدياً، والإصرار على سرد التاريخ وتقليب صور الذكريات الجميلة، لن يكفل له الخروج من النفق المظلم، ولن يضمن له رؤية شمس الأمجاد.

3 مواجهات غاية في الأهمية تنتظر الفيصلي، ومن خلالها ووفقاً لنتائجها سيحدد مصيره بين البقاء في دوري المحترفين أو الهبوط لمصاف أندية الدرجة الأولى لأول مرة بمسيرته الكروية التاريخية وهو النادي الذي تأسس العام 1932.

ولعل ما زاد الطين بلة للواقع المؤلم الذي يعيشه الفيصلي هي خسارة الفريق أمام الوحدات صفر-3 والتي أعقبها إحداث تغيير على صعيد الجهاز الفني في وقت صعب ودقيق، حيث تسلم المهمة راتب العوضات خلفاً للسوري نزار محروس، وبكل تأكيد فإن توقيت التغيير (خطير) ولكنه قد يأتي بالمطلوب.

وسيقف راتب العوضات (ابن النادي) أمام مسؤوليات جسيمة وصعبة بل وتاريخية ولكنها ليست بمستحيلة طالما توفرت الأدوات المطلوبة (الدعم، التصميم والإرادة، والروح القتالية وشحذ الهمم)، على إعتبار أن الفريق سيكون مطالباً بتحقيق الإنتصارات في لقاءاته الثلاثة المقبلة لينقذ نفسه بنفسه ولا يربط مصيره بنتائج الفرق الأخرى، وهي لقاءات صعبة بكل تأكيد تتطلب بذل أقصى مجهود من العطاء للتمسك بمقعد البقاء ووضع حد لما عاشه الفريق الموسم الحالي من شقاء وعناء.

وسيواجه الفيصلي في لقاءاته الثلاثة المتبقية فريق الرمثا (صاحب المركز الثالث) وذلك في الأسبوع 20، ومن ثم يلتقي في الأسبوع 21 نظيره الصريح (صاحب المركز السادس) ويختتم مشواره في البطولة بمواجهة تجمعه مع الأهلي (صاحب المركز الخامس).

وليس دفاعاً عن خيار مجلس إدارة النادي الفيصلي، ولكن تسليم المهمة لراتب العوضات يعتبر خياراً منطقياً بالنظر للتوقيت ودقة المرحلة، فالعوضات أولاً يتمتع بشخصية قوية تعشق التحدي ولا تخشى المواقف مهما صعبت بدليل أنه وافق على تسلم المهمة دون تردد وفي توقيت لا يتسلم فيه أي مدرب مهمة تقطر مسؤولية .

 وهو (أي العوضات) يعتبر مدرباً مطلعاً على كافة تفاصيل وأوضاع الفريق ويحفظ اللاعبين وقدراتهم غيباً وهو نفسه من تسلم مهمة تدريب الفريق بداية بطولة الدوري خلفاً للمصري محمد عبد العظيم وقبل أن يتم فسخ عقده في الأمتار الأخيرة من مرحلة الذهاب، والمدة المتبقية والقصيرة تتطلب التعاقد مع مدير فني ملم بكافة التفاصيل كون التوقيت صعب ومحدود ولا وقت لإكتشاف القدرات، ولهذا فإن خيار العوضات يبدو جيداً.

ولن يستطيع الفيصلي الخروج من واقعه الأليم إلا بتضافر الجهود بين جميع أطراف المنظومة (جماهير وإدارة ومدربين ولاعبين)، فلو تخلى أياً من أطراف المنظومة عن القيام بدوره المنوط به وخلال هذه المرحلة المصيرية والدقيقة، فإن الفيصلي سيكون مقبلاً على واقع أكثر مرارة، وحينها لن ينفع ندم ولا أنين.

ولا يخفى على أحد بأن المرحلة شهدت تقصيراً واضحاً بحق الفريق وتحديداً من مجلس الإدارة ، وكان ومن باب أولى استشعار خطورة الموقف منذ بدء مرحلة الإياب لا بعد خسارة الفريق أمام الوحدات وليس بعد تراكم المشكلات التي أصبح حلها معقداً إلى حد كبير، بل وليس قبل 3 جولات من نهاية البطولة، لكن اللوم والعتب لن ينفع أحداً في هذا التوقيت الصعب والحساس، ولو بد من حصر الجهود بالتفكير بما هو قادم وطي أي خلاف، فالمرحلة لا تحتمل أكثر مما هي عليه الآن لإنقاذ فريق عريق بات أشبه بالغريق.

ويحسب لجماهير الفيصلي أنها لم تتخل عن فريقها بالمُرة قبل الحلوة، بدليل أنها ساندته في مباراته الأخيرة أمام الوحدات وسيّرت الحافلات لدعمه، ورغم جراحها وآلامها وما سكنها من إحباط ويأس وبؤس، فإنها ستواصل المساندة، هكذا يقول المنطق، فالفيصلي بالنسبة لها مسيرة العشق التي لا تتوقف.

ويعتبر الفيصلي الأكثر فوزاً بالألقاب المحلية وهو الفريق الذي ظفر بلقب كأس الإتحاد الآسيوي لمرتين متتاليتين كإنجاز فريد من نوعه على مستوى الفرق التي شاركت بهذه البطولة، وهبوطه قد يشكل منعطفاً خطيراً بمسيرته أولاً وبمسير الكرة الأردنية ثانياً.

الفيصلي قد لا يهبط إن التزم الجميع بالقيام بمسؤولياته فهو يمتلك لاعبين جيدين بحاجة ماسة لمن يشد من أزرهم فالعامل النفسي واستنهاض الهمة (مربط الفرس) لإجتياز عقبات المرحلة المقبلة، والفيصلي قد يهبط في حال بقيت الأمور على ما هي عليه دون إصلاح أو جراحة عاجلة، وما بين الخيارين تبقى كافة الإحتمالات واردة.

 ويبقى السؤال الأهم ، من يتحمل مسؤولية الوضع الذي آل إليه فريق بحجم الفيصلي؟، ولو تعدى فريق الفيصلي- على سبيل الإفتراض- المرحلة الصعبة وضمن مقعد البقاء، فهل سيتم الإستفادة من دروس الحاضر والتعلم من الأخطاء وتجاوزها في المواسم المقبلة، ذلك ما لا نعرفه حقيقة؟. كورة



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد