الامير الحسن : الأردن يدرك تماماً مسؤوليته تجاه القدس

mainThumb

21-04-2015 03:43 PM

السوسنة - قال سمو الأمير الحسن بن طلال إن تراث القدس المادي والمعنوي ليس مسؤولية عربية إسلامية ومسيحة فقط، إنما بوصفه تراثاً إنسانياً عالميا؛ً فهو مسؤولية مشتركة مع سائر أبناء الإنسانية في الحفاظ عليه بشتى السُبل والوسائل.

واضاف سموه في كلمته امام المشاركين في ندوة القدس واوقافها: "مستجدات الأوضاع القانونية والإنسانية والديمغرافية"، والتي نظمها منتدى الفكر العربي بالتعاون مع المركز الثقافي الملكي، ومؤسسة عبدالحميد موضوعات: الصراع الديمغرافي في القدس، ومقدمة لدراسة الأوقاف في المسجد الأقصى المبارك (الوثائق والشواهد)، إضافة الى الأوقاف المسيحية في الأراضي المقدسة: أوضاعها وعلاقتها بهجرة المسيحيين أن وجود مجلس عالمي للحفاظ على معالم القدس وآثارها التاريخية من إجراءات وممارسات إسرائيل "التهويدية" أصبح حاجة ضرورية تفرضها المسؤولية "الإنسانية الأخلاقية".

وأشار سموه إلى ان الأردن يدرك تماماً مسؤوليته التاريخية الوطنية والإنسانية والسياسية تجاه القدس، فأن أوقاف القدس ومقدساتها هي مركز الاهتمام الأردني الهاشمي، حيثُ لم يدخر الأردن وقيادته جهداً ولا مالاً للمحافظة عليها وإعمارها، لكونها واجباً أردنياً ومسؤولية عربية وإسلامية.

ودعا سموه إلى تشكيل مظلة دعم وتعزيز عربي إسلامي ومسيحي للموقف الأردني الراعي للمقدسات بصفته ممثلاً للعالم العربي والإسلامي في حماية هذه المقدسات في مواجهة التهديد بنزع الحصرية الإسلامية عن المسجد الأقصى والحيلولة دون خطة التقسيم الزماني والمكاني.

كما دعا سموه إلى تبنّي استراتيجية دعم لصمود المقدسيين من خلال تبني موقف رسمي عربي وإسلامي ومسيحي وإنساني عالمي واضح تجاه تقسيم المسجد الأقصى، وتوجيه المالي العربي والإسلامي بشكل واقعي وفعّال لدعم الصمود في المجالات الحياتية الحيوية كالتعليم والإسكان.

وأكد سموه ضرورة توحيد الجهود وتوجيهها نحو هدف مشترك إسلامي مسيحي لمواجهة التهويد، وتجنب أي موقف أو عمل من شأنه نقل التناقض إلى الساحة الداخلية الفلسطينية أو العربية أو الإسلامية أو المسيحية.

وبين سموه ان ما تتعرض له الأوقاف من اعتداءات بأشكال مختلفة ومصادرات وتدمير، يفرض التمكين لها بوسائل الحماية القانونية، الذي يعتبر أساساً ضرورياً للمحافظة عليها، مشيراً في ذات الوقت إلى أهمية ضخ دم جديد لمؤسسات الأوقاف من خلال تعيين جيل من الشباب والقانونيين المتخصصين حتى يتحملوا عبء حماية القدس في المستقبل القريب.

واشار سموه إلى ان محتوى المعلومات الموجود على شبكة الإنترنت فيما يخص القدس هو غير دقيق ويحتاج إلى تصحيح في ظل ثورة المعلومات الحاصلة في الوقت الراهن، مؤكداً أنه لا بد من العمل لتحقيق الأمل ولا بد للأمل من الرؤية الواضحة لمسار العمل والتطبيق.

من جانبه، قال الأمين العام بالوكالة لمنتدى الفكر العربي الدكتور محمد أبو حمور في الجلسة الافتتاحية التي ترأسها نائب رئيس مجلس أمناء منتدى الفكر العربي رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري إن الوعي بكل ما بحقائق المدنية المقدسة وحقوقها علينا، هو ذاته الوعي بحقوق الإنسان والمواطن العربي الفلسطيني.

واشار ابو حمور إلى جوانب قضية القدس وفلسطين بؤرة اهتمام الأردن قيادة وشعباً لكونها قضية مركزية للوطن العربي وتمثل تحدياً مصيرياً للأمة العربية والإسلامية، وهو التحدي الحقيقي للمستقبل في الحفاظ على الثوابت الإنسانية والدينية والقومية للأمة.

بدوره، قال رئيس لجنة القدس في المنتدى الدكتور هشام الخطيب فيما يخص كتاب "الأوقاف الإسلامية والمسيحية في القدس"، ان الحفاظ على الأوقاف في المدنية المقدسة يتمثل بأمرين رئيسيين، أولهما عمل أطلس يوثق جميع الأوقاف وتبعيتها الوقفية والقائمين وموقعها الجغرافي على الخرائط ومساحتها وإعداد المستفيدين منها وإدارتها ومتوقع تسميته "أطلس أوقاف القدس" وثانيهما، الرأي الحقيقي الكامل للأمور القانونية المتعلقة بالأوقاف الإسلامية والمسيحية والمحافظة القانونية عليها، من أجل الحيلولة دون الاعتداء عليها أو اغتصابها بالاستفادة من تجارب وأخطاء الماضي.

وقدم في الجلسة الأولى التي تمحورت حول عنوان الندوة: "القدس وأوقافها: مستجدات الأوضاع القانونية والإنسانية والديمغرافية"، أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك الدكتور أحمد نوفل بالإنابة عن المحام والمستشار في القانون الدولي الدكتور أنيس قاسم ورقة تناول فيها الوضع القانوني للأوقاف ودورها في القدس.

وقدم الاستاذ خليل التفكجي من جمعية الدراسات العربية في القدس، عرضاً عن السكن والإسكان والصراع الديمغرافي في القدس، مشيراً إلى ان مدينة القدس تعتبر نموذجاً حياً لهذا الصراع حيثُ يمتزج الصراع على السكن بالصراع على المكان، إذ يوجد عملية إحلال وقلع للجذور ووضع جذور أخرى لتشكل عملياً جزءاً من الصراع الديمغرافي والجغرافي من أجل تعزيز السيطرة اليهودية على الأرض.

وذكر رئيس جمعية حماية القدس الشريف الدكتور رؤوف أبو جابر أهم أسباب هجرة المسيحيين من خلال ورقة بحثية قدمها حول الأوقاف المسيحية في الأراضي المقدسة وأوضاعها وعلاقتها بهجرة المسيحيين، مبيناً ان تفادي العيش تحت ظل الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين هو أبرز أسباب الهجرة، إلى جانب غياب الاستقرار السياسي والاجتماعي والصعوبات الاقتصادية الحاصلة.

وقدم المدير العام لدائرة القدس للبحوث والتوثيق الدكتور محمد هاشم غوشة مقدمة لدراسة الأوقاف في المسجد الأقصى المبارك "الوثائق والشواهد"، حيثُ عرض عدد "الوقفيات" المسجلة في جميع سجلات المحاكم الشرعية في القدس ووثائق الأوقاف الأخرى في جداول تفصيلية بدءاً بالعصر الأيوبي وحتى العصر الحديث.

وتضمنت الجلسة الثانية من الندوة تدشين كتاب "الأوقاف الإسلامية والمسيحية في القدس"، الذي يتضمن مجلدين، حيثُ قدمت المحاضِرة في العلوم السياسية في جامعة الزيتونة الدكتورة نادية سعد الدين أولهما الذي يحمل عنوان "الأبعاد القانونية والإنسانية، ومستقبل القدس" و12 بحثاً عن الوضع القانوني الدولي للأوقاف ودورها، ووضع الأملاك والعقارات العربية في الشطر الغربي من المدينة المحتلة، وكذلك الوضع القانوني للأوقاف المسيحية، والوقف الذّريّ.

كما تضمنت دور الإعمار الهاشمي ووزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية في الحفاظ على الأماكن المقدسة، ودراسات الأبعاد الإنسانية المتعلقة بموضوع الأوقاف والأوضاع الراهنة للمواطنين العرب المقدسيين، ودور منظمات المجتمع المدني.

فيما قدمت جزء المجلد الثاني أستاذة التاريخ في جامعة آل البيت الدكتورة هند أبو الشعر الذي جاء تحت عنوان "الأبعاد التاريخية، ومصادر التوثيق، والتراث المقدسي المُهدد"، وضم 18 دراسة وعرضا، التي تؤرخ للأوقاف في القدس خلال العهد العثماني، ومصادر توثيقها، وجهود حمايتها وإدارتها.

كما يؤرخ عدد من الدراسات لنظام الوقف وأنواعه، مثل أوقاف النقود، ويتضمن الكتاب أيضاً تأريخاً ورصداً لمختلف أوقاف الطوائف المسيحية وأوضاعها، وظاهرة هجرة المسيحيين من المدينة منذ العام 1948.

وكما تتناول بعض الدراسات القدس القديمة وأسوارها في لجنة اليونسكو للتراث العالمي، وحالة الحفاظ على التراث الثقافي في المدينة المحتلة، إضافة إلى عرض لمشروع توثيق مدينة القدس القديمة.

ويشتمل الكتاب بجزئيه على وثائق المؤتمر الأساسية من كلمات الافتتاح، والتوصيات، والخرائط، والصور، ويبلغ مجموع عدد صفحات المجلدين معاً ما يقارب 700 صفحة.

يشار الى ان الندوة تخللها اشهار كتاب "الأوقاف الإسلامية والمسيحية في القدس"، ضمن سلسلة نشاطات منتدى الفكر العربي الهادفة إلى متابعة دراسة الأوضاع القانونية والدينية والديمغرافية والاقتصادية الخاصة بالأوقاف والأملاك العربية، الاسلامية والمسيحية في مدينة القدس.--(بترا)



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد