الأمير الحسن يصدر بياناً ..

mainThumb

21-04-2015 03:49 PM

السوسنة - اصدر سمو الأمير الحسن بن طلال رئيس مجلس أمناء المعهد الملكي للدراسات الدينية بيانا بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لاختطاف مطراني حلب مارغريغوريوس يوحنا إبراهيم وبولس يازجي.

وتاليا نص البيان: تحلّ اليوم الذكرى السنوية الثانية لاختطاف مطرانَي حلب: مارغريغوريوس يوحنا إبراهيم، وبولس يازجي، حيث أدّى هذا الاعتداء الغاشم إلى التغييب القسري لرجلَي دين جليلين، كما أثار أشدّ مشاعر الاستنكار والشّجب والإدانة في نفوس الكثيرين؛ مسيحيين ومسلمين.

لقد عكف المطرانان على خدمة أبناء كنيستهما والمجتمع في ظل ظروف عصيبة احتدم فيها الصراع وتصاعد العنف والاحتراب المرتكب تحت مسمّى الدين، ومن غير المعقول أن تستهدف المرجعيّات الدينيّة من أي ديانة أو طائفة أو مذهب، وهي تنادي بقيَم المحبة والإخاء والسلام والعيش المشترك.

أقول: لا يجب أن نكتفي بالإدانة الصريحة لما يتعرّض له المطرانان وكل المختطفين المظلومين من سلبٍ لحقّهم في الحرية والحياة الكريمة. إنّني أناشد كل المعنيّين وأصحاب النوايا الحسنة العناية بهذا الملف الإنساني الذي يتجاوز المكوّنات الدينية والإثنية والثقافية واللغوية للمجتمعات العربية، لا بد من اتخاذ الإجراءات العملية الكفيلة بإنهاء هذه المعاناة التي طال أمدها واشتدت ظلمتها.

هذه دعوة مني – أنا العبد الفقير لرحمة ربه – إلى الخيّرين والمخلصين من أبناء الأمة لإيلاء هذه القضية الاهتمام اللائق ووضع الاعتبارات الإنسانية فوق الاعتبارات الأخرى كافة.

يجب ألا ننسى أنّ وطننا العربي الكبير ذو بنية حضارية وثقافية متميزة تتسم بالتنوع الديني وتعتز بقرون من العيش المشترك مع الآخر، بالرغم من الاختلافات العرقية والدينية والمذهبية. وكان لرسالة الإسلام الوسطية والإنسانية دور أساسي في ذلك. كيف لا، وتعاليمه الأصيلة وقيَمه تؤكد قدسية الحياة وتُرسي مفاهيم العدل والتسامح والسلام واحترام الآخر.

وخلال القمة الثالثة للقادة الدينيين المسيحيين والمسلمين التي انعقدت في العاصمة الإيطالية روما في شهر كانون الأول/ديسمبر 2014 بدعوة من المجلس البابوي للحوار بين الأديان تم إقرار "نداء عمل" ركّز على أهمية التعاون من أجل ترسيخ الحوار بين أبناء المجتمع الواحد؛ مسيحيين ومسلمين وتدعيم قيَم السلام والتسامح والتنوع والاحترام المتبادل، وشجب مظاهر التطرف والعنف كافة.

كما تجدر الإشارة إلى تصريحات قداسة البابا فرانسيس الأخيرة التي أعلن فيها شجبه لكل الانتهاكات للكرامة الإنسانية والحياة البشرية؛ خاصة تلك التي تنشد المبررات الدينية لأعمال العنف التي تمارسها. نتوجه إلى الله سبحانه وتعالى؛ نحن وأصحاب النوايا الطيبة، بالدعاء أن يتم الإفراج عن المطرانين ويعيدهما سالمين فتَكون بذلك خاتمة هذا الفصل المأساوي المؤلم لنا جميعًا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد