ربطة خبز لكل محتاج

mainThumb

30-08-2015 11:46 AM

السوسنة - ثلاثة شبان أخذوا على عاتقهم مد يد العون إلى المحتاجين والمعوزين ولو بربطة خبز، بمبادرة خيرية متواضعة في كل يوم جمعة حيث يختارون مسجدا في مناطق عمان لتوزيع الخبز بعد صلاة الظهر.

الشبان الثلاثة وهم أمجد الزبن ومالك الغزاوي وعلاء القواسمة، ينتظرون المصلين عند خروجهم من المسجد بعد صلاة الظهر مع تكرار وقوفهم امام المسجد الحسيني الكبير في وسط البلد،"لأنه الأكثر ازدحاما بالمصلين خاصة من فئة الطبقة العاملة البسطة" حسب ما يعتقدون.

"المبادرة بسيطة بفكرتها لكنها كبيرة وعميقة بمعناها، حيث تؤكد أهمية التكافل الاجتماعي والترابط والتعاون بين أفراد المجتمع عن طريق تلمس احتياجات الناس وتقديم العون والمساعدة لهم،"، وفقا لمجد الزبن.

ويقول الزبن "الفكرة بدأت معي من شهر رمضان المبارك،حيث الرحمة والترابط والتراحم بين الناس، فعرضتها على صديقيً الذين شجعاني على السير بها، فكنا نوزع الخبز والماء وقت الإفطار على الصائمين ، وشعرنا بأهمية هذه المبادرة بالنسبة للكثيرين الذين باتوا ينتظروننا في نفس المكان." ويتابع ...لذلك أردنا أن تستمر فوجدنا من المناسب أن نوزع الخبز على المحتاجين بعد صلاة الجمعة، فهناك الكثير ممن يحتاجون ربطة الخبز.

ويشير الى توزيع نحو مائتي ربطة خبز كل يوم جمعة،بعد شرائها من حسابنا الشخصي دون أي مساعدة من أحد، سوى مساهمات بسيطة من أهلي للاستمرار في هذه المبادرة.

ويرى أن بامكان كل مجموعات أو أفراد تقديم المساعدة للمحتاجين والفقراء سواء مساعدات مادية أو عينية فهذه المبادرة لا تكلفنا أكثر من 40 أو 50 دينارا،ولكنها مبادرة يمكن أن تكبر ويقتدي بها البعض كل في منطقته.

بعد النجاح الذي تحقق، وفق الزبن، بدأ بعض الأصدقاء يعرضون علينا الانضمام إلى مجموعتنا ، وبعضهم عرض علينا المساهمة بأي مبلغ نظرا لما حققته من انتشار واستحسان، مؤكدا عدم وجود اي مؤسسة تدعمهم.

ويقول هذه المبادرة لوجه الله تعالى لا نريد منها شيئا سوى الحسنة ومساعدة الناس، ونتمنى أن تكبر وتمتد خارج العاصمة إلى المحافظات، وأن تكون المساهمات أكبر وأوسع كأن تكون وجبات طعام او ملابس لمحتاجين أو مساعدات مالية لطلبة محتاجين.

يبدي أحد المصلين اعجابه بهذه المبادرة كونها جاءت في وقت ترتفع فيه أسعار السلع وضيق ذات لليد على البعض، متمنيا أن يتم دعم المبادرة من مؤسسات لتكون على نطاق أوسع وخاصة مع الإقبال على فصل الشتاء وتزايد المصاريف في هذه الفترة.

ويؤكد أن تربية الأبناء على حب الخير ومساعدة المحتاج لها دورا كبيرا يسهم في إيجاد جيل صالح يقتدي بمثل هذه المبادرات.

استاذ علم الاجتماع في جامعة مؤتة الدكتور حسين محادين، قال إن مثل هذه المبادرة تحمل حدودها بدلالاتها الدينية، بحيث تعمق مفاهيم التكافل الاجتماعي ودلالاتها المعنوية للارتقاء بالحس الانساني في المجتمع الاردني،وخصوصا أن لدينا شرائح عفيفة نحترمها.

ويؤكد ان هذه المبادرة تعمق الحس الجمعي لدى شرائح المجتمع، وتحض الشباب على اطلاق مبادرات بعناوين مختلفة مرتبطة بتمكين الأسر كي يشعر الأخرون انهم جزء مهم من المجتمع .

ويرى الدكتور محادين ان هذه المبادرات فردية يمكن أن تؤطر بشكل جديد بحيث لا تقف عند ابواب المساجد وانما تمتد للتعاون مع الجمعيات والمؤسسات الخيري والتنموية لتقديم العون والمساعدة للناس المحتاجين.--(بترا)



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد