الملك: حان الوقت لنرتقي إلى مستوى جديد

mainThumb

12-02-2016 05:06 PM

السوسنة – قال جلالة الملك عبدالله الثاني بأننا نواجه حربا عالمية جديدة بسبب الارهاب، مشيرا إلى أنه يجب القيام بعمل جماعي لمكافحته، ومحاربة الجماعات المتشددة في البلقان.

وأوضح جلالته خلال كلمته في أعمال الدورة الثانية والخمسين لمؤتمر ميونخ للأمن، مساء الجمعة، بمشاركة زعماء دول ووزراء دفاع وشخصيات عالمية مرموقة، بأنه يجب مواجهة أزمة اللاجئين بدعم عالمي، مبيننا أن أزمة اللاجئين تعتبر من أكبر المآسي الانسانية في عصرنا.

 

فيما يلي نص كلمة جلالة الملك عبد الله الثاني التي ألقاها مساء الجمعة، في مؤتمر ميونخ للأمن:


تجمعنا اليوم مصلحة استراتيجية أساسية تتمثل في ضرورة انتصار التحالف الدولي في سوريا والعراق؛ إن الانتصار في هذه الحرب من أجل المستقبل يتطلب منا أن نبذل المزيد. وعلينا أن نعترف أن هذه العصابة ليست سوى جزء من تهديد عالمي أكبر.


ونعلم، نحن المجتمعون في هذا المؤتمر اليوم، أكثر من غيرنا أنه ليس هناك أي منطقة في العالم، لا يستهدفها شر هذا الوباء، لقد حان الوقت فعلا لنرتقي إلى مستوى جديد من العمل الدولي، الذي يتطلب منا جميعا توجيه مواردنا.


تقع علينا، نحن العرب والمسلمين، مسؤولية وواجب تصدر جهود محاربة الخوارج. فهذه حرب لحماية ديننا الحنيف وقيمنا ومستقبل شعوبنا في النهاية.


تعد أزمة اللاجئين السوريين قضية ملحة تستحق الاهتمام، فهي من أكبر المآسي الإنسانية في عصرنا، وقد رأينا آثارها على شواطئنا وحدودنا.


والأردن هو الأكثر تأثراً بهذه الأزمة، إذ يقابل كل خمسة من أبناء وطني، سوري يستضيفه بلدنا الآن.


فالقتل في سوريا يجب أن يتوقف إذا أردنا أن نمضي قدما نحو حل سياسي للأزمة


إن التوصل لهذا الحل السياسي هو المفتاح لنكسب هذه الحرب، وهو ما سيمكننا من تركيز جهودنا على التهديد العالمي للإرهاب.


هناك خطوات رئيسية أخرى يجب علينا اتخاذها مجتمعين، ومنها دعم الحكومة العراقية في جهودها لتحرير المدن والقرى من سيطرة عصابة داعش.


لا يمكن للمجتمع الدولي الحديث عن الحقوق والعدالة العالمية، فيما يستمر حرمان الفلسطينيين من حقهم في إنشاء دولتهم.


لقد أدى هذا الفشل إلى حالة من الظلم والقهر، تستغلها داعش وأمثالها من العصابات الإرهابية.


إن ترك الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، دون حل، سيحوله إلى صراع ديني على نطاق عالمي. وهي مسألة وقت فقط، قبل أن نواجه احتمال اندلاع حرب جديدة في غزة أو في جنوب لبنان، لذلك، يبقى حل الدولتين الأولوية لنا جميعا.


ومن الضروري أن لا نتجاهل أيضا التحديات التي تواجهنا في منطقة البلقان، والتي تستحق دولها، ذات الأغلبية المسلمة، دعمنا لاستباق خطر التطرف.


أدعوكم، من هذا المنبر، أن تنفتحوا على دول البوسنة والهرسك والبانيا وكوسوفو.


آمل أن يتمكن مؤتمر ميونخ للأمن من معالجة هذا التحدي، حتى لا نجد أنفسنا مجتمعين مجددا، بعد عدة سنوات، لمناقشة تهديدات كان بإمكاننا استباقها ومنع حدوثها.

 

وكان رئيس المؤتمر، الدبلوماسي الألماني المعروف فولفجانج إيشنجر، أكد في كلمته الافتتاحية أن مؤتمر العام الحالي شهد مشاركة مميزة وحضورا كبيرا، ويعد من أفضل المؤتمرات، "وهو ما يؤشر على أهمية الموضوعات التي طرحها المؤتمر".

وقال إن المؤتمر سيخرج بتوصيات وتحليلات للقضايا والآراء التي تناولها المشاركون، لاسيما وأن المؤتمر يأتي في وقت مهم يشهد فيه العالم نزاعات متفاقمة، خصوصا في الشرق الأوسط، وأهمها الأزمة السورية وتداعياتها التي تجاوزت المنطقة إلى أوروبا، لاسيما فيما يخص موضوع اللاجئين.

وأكد إيشنجر أن محاربة الإرهاب تحتاج إلى جهد جماعي وتشاركي بين جميع الأطراف.

وكانت وزيرة الدفاع الألمانية، أورسولا فان دير لاين، قالت في كلمتها، خلال الجلسة الافتتاحية، "إن الإرهاب له أسماء كثيرة من داعش وغيرها من المنظمات الإرهابية، لكن هدف الإرهاب في النهاية واحد، وهو تدمير مستقبل شعوب الشرق الأوسط ومستقبلنا جميعا".

وأكدت أنه في العام الماضي كان هناك إنجازات في الحرب على الإرهاب من حيث تدمير بعض القدرات لعصابة داعش، "لكن المعركة لم تحسم بعد، وسيكون هناك نجاحات مستقبلية"، منوه إلى أن الفرصة متاحة من خلال العمل بشكل جماعي لهزيمة عدونا المشترك.

وأشارت الوزيرة الألمانية إلى أن القضية الأهم في الحرب على الإرهاب في الشرق الأوسط هي كسب عقول وقلوب شعوب المنطقة ومساعدتهم على بناء مستقبل آمن لهم، مؤكدة أنه "من خلال مساعدتنا لشعوب الشرق الأوسط، فإننا نحن الأوروبيين نساعد أنفسنا".

ولفت وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان، في كلمته، إلى أن الإرهاب "عدو يجمعنا للعمل معا، وإن الحرب على الإرهاب هي حربنا جميعا وقد فرضت علينا، ومسؤوليتنا حماية دولنا وقارتنا والدول والشعوب الصديقة من حولنا".

وقال "إن لدينا مأساة إنسانية كبيرة تفوق التصور بفعل الأزمة السورية، ويجب علينا جميعا مواجهتها"، مؤكدا أن فرنسا تؤمن بأن هزيمة الإرهاب تكمن في اعتماد استراتيجية تشاركية عالمية بين مختلف الأطراف المعنية.

وحضر افتتاح المؤتمر رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومدير مكتب جلالة الملك.
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد