حمير السودان في أنغولا - الصادق الرزيقي

mainThumb

14-02-2016 10:15 AM

> وجد السودان دعماً كبيراً غير محدود في اجتماعات منظمة دول منطقة البحيرات العظمى (ICGLR) التي انعقدت في العاصمة الأنغولية لواندا في الفترة من (8 -12) من الشهر الجاري، بالرغم من أن القمة لم تلتئم لظروف متعلقة بانشغالات القادة في دول المنظمة، وخرجت الاجتماعات لوزراء الخارجية وقبلها اجتماعات وزراء الدفاع ورؤساء أركان الجيوش في منطقة البحيرات، بموقف قوي مساند للسودان خاصة في رفض العقوبات الأحادية الأمريكية المفروضة عليه.
 
 
وقد ذكرت قرارات وتوصيات الاجتماعات التي ستُرفع لقمة الرؤساء، بصورة جلية وواضحة، موقف دول المنطقة من العقوبات الأمريكية المفروضة على السودان والمحاولات الجارية لتمرير مزيد من العقوبات والجزاءات عبر مجلس الأمن الدولي على بلادنا، واعتمدت دول المنظمة خلال هذه الاجتماعات، تصنيف الحركات المتمردة في السودان على إنها حركات سالبة تمارس العنف والإرهاب، ويتوجب مناهضتها ومحاربتها والقضاء عليها، وهو التعريف الذي وضعته من قبل منظمة أجهزة المخابرات في دول المنطقة (السيسا) مستهدية بتوجهات القادة الأفارقة في دول المنطقة في قمم سابقة، وتقوم حاليات قوات تدخل سريع مشتركة من دول شرق إفريقيا بمهمة ملاحقة ومطارة وتتبُّع الحركات السالبة، خاصة في منطقة شرق الكونغو وفي أجزاء من دول المنطقة. ويوجد مركز للسيسا في منطقة غوما بشرق الكونغو يقوم بالرصد والمراقبة وتوفير المعلومات.
 
 
> تمثل اجتماعات منظمة دول منطقة البحيرات التي تأجلت قمتها واكتفت باجتماعات وزراء الخارجية والدفاع ورؤساء أركان الجيوش والمنسقين الوطنيين والمرأة والشباب، تمثل فرصة لمراجعة الأوضاع في المنطقة ومعالجتها والاتفاق على تنسيقات فعالة لإعادة ترتيب الأوضاع المزرية الراهنة في منطقة تعاني من الحروبات والصراعات الدامية والتخلف التنموي والخدمي والقصور المريع في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وبلا أدنى مبالغة، كان للسودان دور كبير في هذه الاجتماعات، من خلال ممثليه من الوفود المختلفة في اجتماعات وزراء الخارجية، حيث مثلها وفد دبلوماسي رفيع بقيادة وزير الدولة بالخارجية كمال إسماعيل، ووفد من وزارة الدفاع بقيادة الفريق أول يحيى محمد خير وزير الدولة السابق بوزارة الدفاع الذي تلقى خبر ترقيته الى رتبة الفريق أول وتعيينه نائباً لرئيس أركان القوات المسلحة وهو في العاصمة الأنغلولية لواندا، وتم تتويج مشاركة السودان بوصول السيد نائب رئيس الجمهورية الأستاذ حسبو محمد عبدالرحمن للمشاركة في القمة التي تم تأجيلها في آخر لحظة لظروف تتعلق ببعض الرؤساء والقادة في دول المنطقة، على أن يتم عقدها نهاية مارس المقبل.
 
 
> ويحظى السودان باحترام وتقدير كبير في دول جنوب القارة، وعموم إفريقيا، لمواقفه التاريخية الساطعة والراسخة، في دعم حركات التحرر ومناهضة الاستعمار، ويكن الشعب الأنغولي وقيادته مشاعر أخوية خاصة مفعمة تجاه السودان وأهله.
 
 
> فمن خلال حرب التحرير التي انتهت باستقلال أنغولا عن الاستعمار البرتغالي عام 1975م بعد استعمار طويل استمر لقرون طويلة، كان السودان من الدول السبَّاقة والقليلة في دعم نضال الأنغوليين ضد مستعمريهم وجلاديهم، وتزدحم الذاكرة الرسمية والشعبية في أنغولا بذكريات ومشاهد ومرويات عن مواقف السودان الداعمة والمساندة لحرب التحرير الطويلة، وهنا يذكرون موقفاً للرئيس الأسبق جعفر نميري الذي قرر في النصف الأول للسبعينيات وبالإضافة للدعم المالي والعسكري لثوار الحركة الشعبية الأنجولية، إرسال أعداد كبيرة من الحمير لتعمل على نقل الأسلحة والمؤن العسكرية عبر الغابات والطرق الوعرة في أدغال ومنحدرات أنغولا، وكانت المعارك طاحنة بين المستعمرين والثوار.
 
 
والطريف أن جعفر نميري أوفد مع الحمير طبيباً بيطرياً أجرى عمليات جراحية للحمير لنزع حبالها الصوتية حتي لا تنهق، فيكشف نهيقها عن مواقع الثوار داخل الغابات، ونجحت الفكرة في نقل الأسلحة والذخائر والمؤن بالحمير السودانية للثوار في حربهم الطويلة، حتى تحقق الاستقلال لأنغولا التي صارت اليوم واحدة من أكبر البلدان النفطية الإفريقية، وتصدر يومياً حوالي ثلاثة ملايين ونصف برميل من النفط، بالإضافة للمعادن الأخرى مثل الذهب والأخشاب، بالإضافة الى ذلك فإن كبار ضباط الجيش الأنغولي تلقوا علومهم العسكرية في الكلية الحربية السودانية، كما لعبت الخرطوم الدور الأكبر في إعلان استقلال أنغولا وصدور القرار من الأمم المتحدة في اجتماع شهير لمجلس الأمن الدولي في العام 1975 بأديس أبابا حيث اقترح السودان نقل اجتماعات مجلس الأمن الى إثيوبيا لإعلان استقلال أنغولا من هناك.. يقول وزير الخارجية الأنغولي السابق (إن السودان هو القابلة التي ولد على يديها استقلال أنغولا)!..


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد