عمان السوسنة - هبه خالد الفاخوري - تقع قلعة الشوبك في معان على قمة تل يطل على بلدة الشوبك ، ويحدها منطقة صحراوية ، وتبعد عن جنوب عمان حوالي 345 كم , ويبلغ ارتفاعها 1330متر , وتقع على بعد 120 كم من جنوب الكرك ، و35 كم من شمال البتراء , وأبعاده 175 في 90 متر .
وتمتلك القلعة حصانة طبيعية جعلت مهاجمتها صعبة ، ووجود الخندق يمنحها حماية عالية ، وأجمع المؤرخون أنه لا يمكن الوصول إليها سوى من طريق واحد وهو منحدر متعرج من جهة الشمال الشرقي .
وأنشئت عام 1116م / 509 ه , على يد بلدوين الأول ملك الفرنجة , وبنيت على أطلال حصن قديم كان قائم في نفس المكان .
وتعتبر العنصر المتم لغايات قلعة الكرك الإستراتيجية ، لأنها بنيت لمساعدة بلدوين على منع قوات الأيوبيين من عبر صحراء الأردن للإغارة على سواحل بلاد الشام ، التي كانت في أيديهم في ذلك الوقت .
وبنيت قلعة الشوبك على رأس جبل صخري مخروطي الشكل غربي الأردن , وتسمى قلعة مونتريال بالأوروبية بمعنى الجبل الملوكي , وهي قلعة صليبية على الجانب الشرقي من وادي عربة .
وتمتاز المنطقة بالأشجار الكثيفة والوديان التي تجري فيها المياه , ولعبت دور مهم في الحروب الصليبية ، حيث كانت تساعد على قطع طرق المواصلات للقوافل التجارية والحملات العسكرية بين مصر ودمشق .
من عام 1187 إلى 1189 ضرب صلاح الدين الأيوبي حصار عليها أثناء توجهه لمعركة حطين ، ونجح بالاستيلاء عليها بعد سنتين من الحصار المستمر , ولكن قلت أهمية القلعة بالتدريج بعد وقوعها في أيدي الأيوبيين ، ولم يكن لها دور تاريخي مهم بعد انتهاء الحروب الصليبية .
وبسبب كثرة إعادات البناء والترميمات التي تعرضت إليها على مرِ العصور اتخذت القلعة شكل غير منتظم .
ويوجد داخل القلعة العديد من المعالم الأثرية مثل : الكنيستين ، والمعصرة ، والمسجد ، وخزان الماء ، ونفق يؤدي إلى سلم حلزوني مكون من أكثر من 300 درج ينفتح على نبع لمياه الشرب , وتم حفر العديد من خزانات المياه داخل القلعة , ويشكل المدخل أحد العناصر الهندسية الأساسية للقلعة , ويوجد باب يقفل بقفلين من حديد مصهور ، ووجود محاجر .
ويحيط بالقلعة ثلاثة أسوار طويلة أولها : كان على صخور كانت تخرج منها ثلاثة عيون مياه ، والثاني : كان يزرع وراءه القمح ، والثالث : هو السور الداخلي الرئيسي , وبنيت هذه الأسوار من أحجار صلبة رمادية وبعض الأحجار الكلسية الصفراء , توسط الأسوار أربعة أبراج منها الدائري والمربع والمستطيل .
وتتشكل القلعة من أبنية عديدة من الحجر الأبيض ، ويوجد فيها بقايا من الحمامات والصهاريج وأنابيب المياه والسراديب وأحجار الرحى لعصر الزيتون والآبار والطرق والأدراج والبوابات والأقواس وإيوان , وتزينت القلعة ببعض الكتابات والزخارف .
وفي عام 2011 انتهت دراسة صلات من أجل النمو الممولة من الاتحاد الأوروبي إلى وضع جميع الخطط والبرامج الكفيلة بربط قلعة الشوبك بمحمية البتراء الأثرية ضمن مسار سياحي واحد يضمن تنقل المجموعات السياحية ما بين الموقعين , وأهمية هذه الدراسة إدراج قلعة الشوبك التي عاصرت الحقبة الصليبية في المنطقة والتي حصلت على اهتمام العديد من السياح الأوروبيين مع البتراء في مسار واحد ، وتم تجهيز المكان بالخدمات السياحية والبنى التحتية اللازمة التي تؤهلها لاستقبال الأعداد المتزايدة من السياح ( فنادق ومطاعم وغيرها ) ، حيث ان هذا المسار سيحقق إضافة نوعية للبرامج السياحية التي تقدمها المملكة والتي تعمل على تشجيع السياح الأجانب لزيارة الأردن ، وإطالة مدة إقامتهم في المملكة .
اقرأ أيضا : هل تعلم أنه يوجد في البتراء 3000 معلم أثري
انطلاق الدورة الرياضية 22 للمدارس الأردنية