شرح الحديث الشريف يا باغي الخير أقبل

mainThumb

27-02-2020 12:43 PM

السوسنة - روي هذا الحديث الشريف في سنن الترمذي عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه.

 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إذا كان أوَّلُ ليلةٍ من شهر رمضان صُفِّدَت الشَّياطينُ، ومرَدَةُ الجنِّ، وغُلِّقَت أبوابُ النَّار، فلم يُفتح منها بابٌ، وفُتِّحت أبوابُ الجنَّة، فلم يُغلَق منها بابٌ، ويُنادي مُنادٍ: يا باغِي الخير أَقبل، ويا باغِي الشَّرِّ أَقصر، ولله عُتَقاءُ من النار، وذلك كُلَّ ليلةٍ”.
 
 
• أهمية الحديث الشريف:
يبين الحديث الشريف أهمية شهر رمضان المبارك وخصوصيته، والتغيرات الكونية الهائلة التي تحدث في الليلة الأولى منه، ليكون موسماً للخير والرحمات، وفرصة للتسابق في الطاعات.
 
• شرح الحديث الشريف:
يهتم الناس عادة بالتغيرات التي تحدث من حولهم ويتابعونها، سواء أكانت تغيرات إقليمية أو مناخية أو سياسية، أما هذه التغيرات الكونية الهائلة، فلا يمكن لأحد أن يعلم بها ويتابعها إلا المؤمنون، فهي غيب اطلعهم الله تعالى عليه.
 
 
– “إذا كان أوَّلُ ليلةٍ من شهر رمضان”:
تبدأ هذه التغيرات في الليلة الأولى من رمضان، وهي الوقت الذي ربما يغفل الكثيرون أنه من رمضان، فهذه الليلة هي بداية رمضان، ولها نفس فضل الليالي الأخرى من رمضان بالرغم من أن صيام رمضان لم يبدأ بعد.
 
– “صُفِّدَت الشَّياطينُ، ومرَدَةُ الجنِّ”:
وقد قال العلماء أن تصفيد الشياطين قد يكون واقعاً على الحقيقة، أو أن كثرة الثواب والأجر تقلل من تأثير وسوسة الشياطين على المؤمنين، فيصبحون كالمصفدين، إذ تقل قدرتهم على إغواء المؤمنين، ولذلك فسر الإمام القرطبي ارتكاب بعض الناس للمعاصي بأن الشياطين التي تصفد إنما هي مردة الشياطين،وليست الشياطين جميعها، أو أن الشياطين إنما تصفد عمن صام صوماً صحيحاً، وراعى شروط الصوم وآدابه، وذلك لأن للمعاصي أسباباً أخرى غير الشياطين، مثل النفس الأمارة بالسوء، وأصدقاء السوء.
 
– ” وغُلِّقَت أبوابُ النَّار، فلم يُفتح منها بابٌ، وفُتِّحت أبوابُ الجنَّة، فلم يُغلَق منها بابٌ”:
ذكرت أبواب الجنة والنار في هذا الموضع تذكيراً للمسلمين بأنهما موجودتان ومعدتان منذ الآن، وتشجيعاً للعمل الصالح لدخول الجنة والنجاة من النار، فالله تعالى بفتحه لأبواب الجنة وإغلاقه لأبواب النار في هذا الشهر الفضيل إنما ليري عباده الطريق الأقصر إلى الفوز بالجنة والنجاة من النار، ويتيح الفرصة للعمل بجد دون معوقات لتحقيق الهدف الأسمى، الفوز بالجنة، والنجاة من النار.
 
– “ويُنادي مُنادٍ: يا باغِي الخير أَقبل، ويا باغِي الشَّرِّ أَقصر”:
قال أهل العلم أن المنادي الذي ينادي، هو ملك من الملائكة، أو أنه إلهام يضعه الله في قلب كل من يريد فعل الخير والاستزادة من الثواب والأجر، بأن هذا زمن التنافس في فعل الخيرات والاستزادة منها، وإلهام آخر يضعه الله في قلوب العصاة بأن يكفوا عن معاصيهم، ويقبلوا على الله تائبين، فهذا زمان التوبة والعودة إلى الله، لعله يكون من الفائزين بفرصة العتق من النار، فينتقل من معاصيه إلى توبة تدخله الجنة دون سابقة عذاب.
 
– “ولله عُتَقاءُ من النار، وذلك كُلَّ ليلةٍ”
وهذا ترغيب لفاعل الخير ليستزيد من الخير، ولفاعل الشر ليقصر عن شره ويتوب عنه، فله عتقاء كثر في كل ليلة من رمضان، لعلك أن تكون واحداً منهم باستزادتك من الخير، أو بتوبتك عن المعاصي وإقبالك على الله.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد