قصة المثل الشهير .. الله يهني سعيد بسعيدة

mainThumb

19-04-2020 04:21 PM

السوسنة - لقد نالت الأمثال الشعبية عناية كبيرة، عند العرب والغرب على حد سواء، ولعل عناية الشعوب بها على هذه الشاكلة التعبيرية كان لها طابع مميز، جعلها تستخدم من قبل طبقة واسعة من الناس . وذلك نظرا للأهمية التي تحملها الأمثال في ثقافتهم، كما أن هناك العديد من الأدباء العرب أشاروا في كتبهم وإصداراتهم اليها مثل: ابن الأثير الذي ذكر في إحدى مؤلفاته مدى الحاجة الكبيرة لاستعمالها في التعبير ووصفها "بالعلامة التي يتصف بها الشيء فتجده".(الله يهني سعيد بسعيدة) ماهي قصة هذا المثل وما هي مناسبته ومن أين جيء به؟

اقرأ أيضا:احتفالات أكتوبر في المكسيك

مناسبة المثل:
يذكر هذا المثل من قبل الناس لأي زوجين مقبلين على الزواج، أو لمن تزوجوا بالفعل، وذلك إشارة منهم إلى أنهم يتمنون حياة سعيدة للعروسين يملاؤها الحب والحنان والتشارك والتعاون.

ماهو أصل المثل ومن أين جاء؟
قصة هذا المثل تعود للعصور القديمة حيث كان ملك يحكم البلاد قوي وشجاع، وكان لديه ابن يدعى سعيد، وحين كان يشعر بأن أجله قد اقترب وحان موعد موته ، طلب من أخيه أن يقوم على تربية ابنه بعد وفاته، وأن يزوجه من يحب، ولا يضغط عليه في هذا الأمر.

وعندما توفي الملك، وترك ابنه إلى اخيه لكي يربيه ويرعاه، ومنذ ذلك الحين أصبح العم هو الأب والمدبر لأمور ابن الملك، وكبر سعيد تحت ظل عمه، حتى جاء اليوم الذي عرض فيه عمه عليه الزواج من ابنته التي كانت تسمى سعيدة، والتي كانت واقعة في حب ابن عمها سعيد.

• رفض سعيد لابنة عمه:
ولكن كانت المفاجأة، أن الشاب لم يوافق عمه على ما طلب وشرح له أنه يتعامل مع ابنة عمه كأخت له ولم يحبذ أن تصبح زوجته، ولم يتخيل ذلك في يوم من الأيام.

اقرأ أيضا:قصة مثل أجا يكحلها عماها

لم يعترض عمه على ما قاله ابن أخيه، وعرض عليه أن يختار ما يريد من الفتيات في البلدة كي يزوجها له، كما أوصاه أخوه قبل أن يتوفى، وهو أن يترك سعيد يتزوج من يحب.
بعد ذلك اختار الشاب لنفسه فتاة وخرج هو وعمه ليخطبها بنفسه، وكان معتادًا آنذاك أن يقوم العريس المتقدم للخطبة بالعمل على تحريك صخرة لوحده، إشارة إلى القوة التي يتمتع بها من أجل قبول الزواج.

وعندما تقدم الشاب لزحزحة الصخرة لم يتمكن من تحريكها على الإطلاق، وذلك لأن جسمه كان نحيلًا وقوته كانت نسبية، وعند ذلك حدث موقف صعب أثر في نفس سعيد كثيرا، عندما ضحك عليه الحاضرون وسخر منه الجميع وخاصة الفتاة التي كان يريد الزواج بها.


حزن الشاب من هذا الموقف وعمل عمه على إرجاع ثقة سعيد بنفسه وإخراجه من هذه الحالة النفسية التي عاش فيها بسبب ذلك، حتى اختار ابن أخوه بيت جديد لكي يخطب إحدى بناته، وفي هذه المرة حاول بكل قوته أن يزحزح الصخرة من أجل أن يتمم الزواج وينهي هذا الأمر هذه المرة، ولكنه كذلك لم يستطع أن يحركها وحصل ما حصل معه في الموقف الأول.


وأصبح حديث المنطقة كلها ابن الملك الذي يرغب في الزواج ولا يستطيع أن يزحزح صخرة، مثله مثل باقي شبان المدينة ممن يرغبون في الزواج خاصة بعدما تعددت تجربة طلبه الزواج وذهابه للعديد من البيوت.


لم يجد الشاب في ذلك الوقت غير أن يحسم أموره ويطلب الزواج من ابنة عمه سعيدة التي رفضها أولا، وحينئذ تقدم من عمه راجيًا الزواج من ابنته وطالبًا منه القبول.

وعلى الرغم من أن عمه موافق لا محالة على هذا الزواج، وكذلك ابنته أيضا راغبة كثيرا أن تصبح زوجة لإبن عمها سعيد، إلا أن زحزحة الصخرة ما زالت كابوسًا يلاحق هذا الشاب.

وعندما جاءت لحظة الحسم حينها قام الشاب محاولا تحريك الصخرة ولم تتحرك معه مثل كل مرة، وفي مشهد غريب لحقت سعيدة بسعيد وعاونته على تحريك الصخرة، رغبة منها في أن تتزوج ابن عمها الذي لطالما أحبته.

وعندها وبمساعدة ابنة عمه تحركت الصخرة أخيرا، ووقفت سعيدة أمام الجميع وقالت إن الحياة تبدأ بالتعاون وتنتهي بالتعاون، فالحب، يعني أن تكون يدًا بيد مع من تحب في كل شيء.

اقرأ أيضا:خرافات (أبراكدابرا)

حينها شعر سعيد بالذنب وذلك لأنه كان يبحث عن قلب يحبه ولم يجد كل هذا القدر من الحب إلا في ابنة عمه الذي رفضها أولا، فزاد الإعجاب في قلبه لها وعاشا حياة هادئة وسعيدة.

ومن هنا جاءت هذه العبارة المشهورة التي تحكي قصة حب وفية، وهي تقال في موطئ الزواح كثيرا، وتدل على تمني الشخص للمتزوجين بحياة سعيدة يملؤها الحب والحنان والتعاون والتشارك في كل شيء.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد