أطفالٌ خلفَ القضبان - سلسبيل أحمد أبو عيشة

mainThumb

11-08-2020 01:45 AM

إلى متى ستبقى هذه الظاهرة تعتصر قلوبنا، وتجعل أطفالنا في مهب الريح؟ إلى متى سندعي الانشغال عن أغلى ما نملك؟ وما هي النتائج المترتبة على هذا الإهمال؟

الأطفال هم ريحانةُ الحياةِ، وفجر الصّباح، وشعاع الأمل بعدَ عتمات الليالي، وهم صفاء الحياة، وصفوة الدّنيا، وريشة فنّانٍ يحركها كيفَ يشاء، فكيف لهذا الفنان أن يتركَ ريشته دون عنايةٍ ورعايةٍ فائقة، كي يرسم أبهى اللوحات وأجملها؟ وكيف لنا أن نترك هذه اللوحة البيضاء فارغة؟

إلى متى سنترك فلذات أكبادنا أمامَ شاشات الهاتفِ التي ما جاءت إلا لتقتل إبداعهم ومواهبهم وأفكارهم، عدا عن أضرارها الصحية، حتى أصبحنا لا نكاد نرى طفلاً إلا ويعاني من ضعفٍ في النظر، فأصبحَ الهاتفُ لا يكادُ يفارقُ الطفل، فالأمُ منشغلة بهمومِ الحياةِ وأعمالها المنزليّة، والأب معظم وقته يبحثُ عن لقمةِ العيشِ، لا نستطيعُ أن نُبرر تَشتت الانتباه عند الأطفال، وعدم قدرتهم على التركيزِ، وغير هذه الأضرار التي لا نستطع إحصاءها، واقتصار عالمهم الواسع على شاشة بحجم اليد، فالأطفال خلقوا ليكتشفوا هذا العالم وأسراره، وما أودعه الله تعالى به، ليكونوا بناةَ هذه الأمة، وشمعةً تضيء المستقبل المعتم.

وهنا يأتي دور الأم، ووعيها، وحسن تربيتها، وطريقة تعاملها مع طفلها، وكيف تستثمر طاقتهم الكامنة، وقدراتهم الدفينة بعيداً عن هذه الشاشات، فهم ملائكةٌ وهبنا الله إياهم لينتشلونا من وحل هذه الحياة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد