قصة شاب أردني .. أغرب من الخيال

mainThumb

03-12-2020 10:38 PM

عمان – السوسنة - رؤى الزيود- جاء ليقول للعالم أنا هنا رغم ما تدعونه من إعاقة لا أعرف مستحيلاً ولا أعرف لليأس طريقا جاء ليثبت لنا إن الحياة لا تتوقف عند شيء وإن النجاح يتحقق بهدف وإرادة مهما كانت الصعاب ما دام بالجسد روح فإن الأمل موجود بين تلك السطور هذا هو حال المعتصم بالله أبو محفوظ الذي إختار أن يكون الشلل دافعاً في حياته يمده بالإرادة والعزيمة.
 
يقول المعتصم بالله البالغ من العمر ثلاث وعشرين عاماً وهو شاب أردني من محافظة الزرقاء مصاب بشلل دماغي منعه عن الحركة والنطق السليم منذ ولادته ليكون صديقاً لكرسيه  طوال  حياته والذي عاش طفولته في حي شعبي من أحياء مدينة الزرقاء :" من الصعب أن  تعيش في حي شعبي وأن  تكون الإعاقة ملازمة لك في مجتمع ليس لديه وعي  بالإعاقة." 
 
وتابع إنه عندما وصل سن الخمس سنوات كان يجب عليه أن يلتحق بالدراسة ولكن هنا كانت المواجهة بأنه لم يجد أي مدرسة تقبل به في الزرقاء ولكن والديه بعد طول عناء وأخيراً وجدوا مدرسة في العاصمة عمان حيث بين دور والده الذي كان يخرج من الساعة الخامسة فجراً ليذهب به إلى المدرسة ويعود الي المنزل الواحدة ظهراً واستمر الحال إحدى عشر عاماً وذلك علمه الكثير ومنه فضل والده عليه وكيف يكون الأب عندما يريد أن يبني إبناً ناجحاً.
 
وتابع إنه بعد أن أنهى الصف العاشر كان أمام  خيارين إما أن يبحث عن مدرسة أخرى تستقبله ويدرس مع الطلاب الأصحاء وبين أن يجلس في المنزل ويكون عبئًا على مجتمعه وملازماً لكرسيه فهنا إختار المعتصم بالله أن يكمل طريقه فبدأ فعلياً بالبحث عن مدرسة يلتحق بها وبعد طول جهد وعناء وجد مدرسة خاصة ولكن بشرط أن يدفع لهم ضعف القسط الأصلي.
 
وصف المعتصم بالله هذه المرحلة الجديدة من حياته بأنها مرحلة ناجحة وكان يشعر بالسعادة العارمة حيث أصبح لديه اصدقاء كثر من جميع المدرسة وكان طلاب المدرسة من الصف السادس حتى الثاني عشر يعرفون المعتصم بالله كما وصفها لنا (كنت مدلل المدرسة) فكان الطلاب والمعلمين يقدموا المساعدة له حتى استطاع المعتصم بالله أن ينهي الصف الحادي عشر بمعدل ثماني وتسعون بالمئة وكان الأول على مدرسة البنين وأضاف أنه "بعد هذه المرحلة تغيرت نظرته للحياة وثقته بنفسه."
 
وأضاف المعتصم بالله  في حديثه لـ " السوسنة " إنه بعد الصف الحادي عشر استطاع أن يكمل الصف الثاني عشر في مدارس جامعة الزرقاء بمنحة دراسية حيث بين إن الوضع تغير فعلياً في مدارس الجامعة وكان يشعر إنه دون إعاقة لأن المبنى كان مهيئ للكرسي المتحرك حيث أوضح أن المدرسة كانت تبعد عن المنزل اثنين كيلو متر وكان يذهب إلي المدرسة ويعود بمفرده على الكرسي الكهربائي وبين لنا أهم العثرات ألتي مر بها وكان أبرزها آلية تقديم الإمتحانات الوزارية نظراً لما يعانيه من صعوبة في النطق بالإضافة إنه لا يستطع الكتابة بالقلم إلا بالنقر على الجهاز اللوحي عن طريق الأنف وتابع إنه اجتاز هذه المرحلة بمعدل سبعون بالمئة من أول مرة وبين إنه كان الناجح الوحيد في الصف من بين خمسة وثلاثين طالب هنا أنهى المعتصم بالله إثنى عشر سنة دراسية بإرادته وعزيمته على النجاح ليبدأ مرحلة جديدة من حياته.
 
وتابع المعتصم بالله إنه بعد أن أنهى الثانوية العامة حصل على منحة دراسية في جامعة الزرقاء بتخصص هندسة برمجيات حيث بدأ رحلة جديدة وكما وصفها (هنا كانت ولادتي الثانية) هنا تغيرت حياته وبدأ يسطر إنجازاته حيث أسس مبادرة تحت عنوان "نحن طاقة لا إعاقة" ومن ثم كتب أول  كتاب بالعالم يكتب عن طريق النقر بالأنف على جهاز لوحي تحت عنوان "نظرات ثاقبة " الذي كان نافذة واسعة على حياة الأشخاص ذوي الإعاقة والصعوبات التي تواجههم منذ الولادة مروراً بالمدرسة والجامعة والحياة المهنية حتى يعطي دروساً من حياته الخاصة ومن ثم كتابه الثاني "عاشقة صاحب الكرسي" حيث استطاع المعتصم بالله تأليفه من خلال مئتي ألف نقرة بأنفه على شاشة الجهاز اللوحي ويتضمن كتابه الذي يضم مئة وثماني وسبعون صفحة ويضم ثلاثة عشر باباً يعالج قضايا إجتماعية تخص الأشخاص من ذوي الإعاقة الذي كان يريد أن يوصل من خلالها أن هؤلاء الأشخاص لهم حقوق في المجتمع وعلينا جميعاً الوقوف معهم للحصول على حقوقهم. 
 
وأشار المعتصم بالله إن حياته الجامعية كانت مليئة بالنشاطات حيث فتح أول شركة له في فترة الجامعة وتابع إنه تخرج من الجامعة يوم الثالث والعشرين من شهر حزيران لعام ألفين وتسعة عشر وفي نفس العام أسس شركة جديدة للتسويق الإلكتروني green media) ) .)
وأضاف إنه من جديد نشر كتابه الثالث الذي يحمل عنوان "لو كنت مكاني" الذي كان يعرض وجهة نظر المعتصم في تحليل حياتنا وما نواجهه من صعوبات والخيارات التي تتاح أمامنا لتشكيل مستقبل وغد بإمكاننا السعي لتشكيله كما نريد.
 
ووجه المعتصم رسالة للمجتمع بأن الأشكال لا تعني لنا أي شيء وإن جوهرنا هو الإنعكاس الحقيقي لنا وإن لدينا القلوب نفسها والابتسامة نفسها فما الفرق بينا إذاً؟
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد