العنف ضد المرأة .. انتهاك صريح لحقوق الإنسان

mainThumb

19-01-2021 07:45 PM

عمان - السوسنة - رؤى الزيود  - هي ظاهرة لا تعرف ثقافة أو ديانة أو بلد أو طبقة اجتماعية بعينها بل هي ظاهرة عامة نالت اهتماماً متناميًا في الفترة الأخيرة باعتبارها شكل من أشكال التمييز وانتهاك حقوق الإنسان وحسب تقرير الأمم المتحدة السنوي للعنف ضد المرأة خلال 2020 فقط تعرضن ٢٤٣ مليون إمرأة حول العالم تتراوح أعمارهن بين ال١٥ وال ٤٩ إلى العنف وتشير التقديرات العالمية التى نشرت من قبل منظمة الصحة العالمية أن واحدة من كل ٣ نساء في أنحاء العالم كافة يتعرضن للعنف .

 
وكان رأي مجموعة من الناس أن العنف يعود أسبابه إلى قلة الوازع الديني والقيم الأخلاقية والتربية غير السليمة التي تقوم على التميز والتفرقة بين الجنسين بالإضافة إلى عدم التفاهم بين الطرفين .
 
وكما يقول الدكتور حسن الصباريني وهو مسؤول الإرشاد الطلابي ورئيس قسم الإرشاد عمادة شؤون الطلبة جامعة اليرموك أن العنف ضد المرأة كمصطلح معروف إنه إيقاع الأذى بالمرأة جسديًا ولفظيًا ومعنويًا وانتهاك حقوقها والاعتداء عليها.
 
وبين الصباريني أن أشكال العنف كثيرة أهمها أو اخطرها أو أكثرها انتشارًا العنف الجسدي بالاعتداء عليها بالضرب والصفع أو الإيذاء بأي آلة وهذا الأكثر انتشارًا والمؤذي جدًا وقد يكون العنف لفظي أيضًا من خلال التقليل من قيمتها ومكانتها عن طريق شتمها وتهديدها واشعارها دائمًا بالضعف وقد يكون العنف نفسي وكما بين أن جميع أنواع العنف تؤدي إلى العنف النفسي.
 
 
  وأضاف إنه من الممكن أن يكون هناك عنف اقتصادي وهذا النوع من العنف لا يذكر كثيرًا والعنف الاقتصادي المقصود به حرمان المرأة من حقها في الميراث وسلب دخلها الشهري من قبل ولي أمرها أو زوجها واستخدام أساليب عديدة .
 
وأكد على أن العنف ضد المرأة له آثار نفسية كبيرة جدًا وإن المرأة كائن حساس ميزها الله عز وجل بمواصفات خاصة لا تحتمل اي شكل من أشكال العنف الأصل تكريمها والاعتناء بها.
 
ونوه الصباريني الى أنه لا يوجد تكافئ في القوة بين المرأة والرجل وهذه تصرفات دنيئة وغير مقبولة نهائيًا تسبب القلق ومن الممكن أن يؤدي العنف إلى التفكير بالانتحار وسوف يصيبها اضطرابات نفسية عديدة ممكن أن تتطور إلى اضطرابات عقلية وأكد على أن الإنسان اذا يدمر نفسيًا فصحته الجسدية والنفسية والعقلية لن تكون بخير ابدًا.
 
 
ويقول الاستشاري التربوي والأسري الدكتور خليل الزيود إن هناك علاقة ما بين العنف ضد المرأة والتربية الأسرية وفي محاربته وفي تأجيجه فالولد الذي يتربى في طفولته على التميز بينه وبين إخوته الإناث وعلى إنها هي الملزمة في تقديم الخدمات له والذين يتربون على شتم أمهم وضربها أمام أعينهم من أبيهم كل ذلك يؤجج فيهم نزعة نحو العنف والاعتداء والضرب .
 
ولفت الزيود إلى أنه يوجد أمر آخر في غاية الأهمية ايضًا وهي طبيعية العلاقة المفككة وغياب الاحترام ما بين الأب والأم أو الأب والأخوة والأخوات أي شبكة العلاقات الاجتماعية في هذا البيت قد يؤدي كل ذلك إلى مشاكل كثيرة وتنمي العنف ويصبح العنف جزء من تركيبة هذه العائلة اجتماعيًا وإن هذه القضية في غاية الأهمية يجب علينا جميعًا أن نقف عندها .
 
وفي النهاية يجب علينا جميعاً أن ندرك مدى خطورة هذه الظاهرة ونعي تمامًا إن عواقبها ليست على المرأة فقط بل على الأسرة والمجتمع بأكمله وذلك لما يترتب عليها من آثار سلبية إجتماعية واقتصادية وصحية وغيرها الكثير.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد