بعد 100 يوم مقاطعة .. هذه خسائر فرنسا الاقتصادية لإساءتها للإسلام

mainThumb

05-02-2021 05:43 PM

 السوسنة - أشعلت التصرفات والتصريحات الرسمية الفرنسية المسيئة تجاه النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- ثم السياسة التحريضية على الجمعيات والمؤسسات الإسلامية الشارعين العربي والإسلامي.

 
وترتبط فرنسا مع العالمين العربي والإسلامي بعلاقات تجارية كبيرة لا سيما مع دول الغرب والشمال الإفريقي، ويرجع ذلك إلى القرب الجغرافي والميراث الاستعماري، وتبلغ الصادرات الفرنسية إلى العالمين العربي والإسلامي ما يقارب 100 مليار دولار، مثلت قرابة خمس إجمالي الصادرات الفرنسية البالغة 555 مليار دولار عام 2019.
 
وقد أثمرت المقاطعة المزيد من المتاعب الاقتصادية للدولة الفرنسية التي تعاني بالفعل مصاعب كبرى من تداعيات كورونا، بحسب تقديرات أولية نشرها مؤخراً المعهد الوطني الفرنسي للإحصاء سجّلت فرنسا في 2020 ركوداً قياسياً هو الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية.
 
 
فبعد تسجيل معدل نمو بلغ 1.5% في 2019، من بين المعدلات الأعلى بمنطقة اليورو، تراجع إجمالي الناتج المحلي بنسبة 8.3% كما تراجع الاستثمار بنسبة 9% وتراجعت الصادرات بنسبة 16.7% والواردات بـ11.6% مقارنة بمتوسط عام 2019، هذا بالإضافة إلى انهيار استهلاك الأسر بنسبة 7.1% على المجمل العام.
 
كما تزايد عجز الميزان التجاري الفرنسي بصورة غير مسبوقة في أغسطس/آب 2020 ليبلغ7.7 مليار دولار، مقارنة بعجز بلغ 7 مليارات و8 مليارات يورو في الشهرين السابقين، وجاء تزايد هذا العجز نتيجة لانخفاض الصادرات بنسبة 6% أي بنحو 35 مليار يورو، مع تزايد الواردات بنسبة 1.1% لتبلغ 43.1 مليار يورو وهو المستوى الأعلى منذ فبراير/شباط 2020.
 
وكنتيجة لهذه التداعيات يواجه القطاع الصناعي الفرنسي موقفاً حرجاً للغاية. وهو القطاع الذي يساهم بنحو 13% من الناتج المحلي الإجمالي، كما يقوم بالدور الأكبر في توفير فرص العمل والعمود الفقري للصادرات.
 
 
وكان هذا التأثير واضحاً على شركة "رينو" عملاق صناعة السيارات التي اضطرت إلى تسريح أكثر من 15 ألف عامل في مصانعها حول العالم، كما وقفت إنتاج السيارات بالعديد من المدن الفرنسية، وعلقت كذلك مشاريع زيادة الإنتاج بالمغرب ورومانيا وتركيا وكوريا وروسيا، وذلك في إطار خطة لتوفير أكثر من مليارَي يورو خلال ثلاث سنوات، وكل ذلك رغم خمسة مليارات يورو قدمتها الحكومة الفرنسية مساندة لها في بداية الأزمة.
 
كما اتخذت دانون للصناعات الغذائية قراراً بالاستغناء عن نحو 2000 عامل بمصانعها في فرنسا وفي الخارج، ما دعا المفوض السامي الفرنسي للتخطيط، فرنسوا بايرو، للإعلان أن «جهاز الإنتاج» في فرنسا يواجه «وضعاً حرجاً»، مؤكداً أن «إطلاق استعادة الجهاز الإنتاجي الفرنسي سيكون التحدي الأكبر للعقد المقبل».
 
ورغم التشكيك بجدوى المقاطعة نشرت رويترز تقريراً يؤكد أن مصالح فرنسا الاقتصادية باتت "على المحك" بعد تصاعد الدعوات لمقاطعة منتجاتها في العالم الإسلامي. ومما يزيد من فاعلية المقاطعة كذلك أن معظم السلع المستهدفة سلع استهلاكية يومية للمواطن العادي وتوجد لها بدائل محلية أو من دول إسلامية أو عربية أخرى، الأمر الذي يضفي أهمية كبيرة على التحركات الداعية للمقاطعة على الرغم من التقاعس الرسمي للدول.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد