لماذا أعلن مكتب رئيس الوزراء التعديل الوزاري مباشرةً

mainThumb

05-08-2025 08:35 PM

عمان - السوسنة

في تطور لافت وغير مألوف في العُرف السياسي الأردني، أعلن مكتب رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسّان، مساء الثلاثاء، أن التعديل الوزاري المنتظر سيجري يوم غد الأربعاء، وذلك من خلال بيان رسمي مقتضب صدر مباشرة عن المكتب، دون المرور عبر وزارة الاتصال الحكومي كما جرت العادة في الحكومات السابقة.

هذه الخطوة، التي حظيت باهتمام واسع، تفتح الباب أمام تساؤلات حول مغزى هذا التغيير في آلية الإعلان، وما إذا كان يعكس توجهًا سياسيًا جديدًا يتجاوز الطابع الإجرائي المعتاد للتعديلات الوزارية.

مسؤولية مباشرة ورسائل شفافية

يرى مراقبون أن لجوء مكتب الرئيس إلى إعلان التعديل بنفسه، يشير إلى رغبة واضحة في تحمل المسؤولية المباشرة عن القرار، وتقديم صورة لرئيس الوزراء كقائد للسلطة التنفيذية دون وسطاء. هذه الآلية قد تكون مقصودة لكبح التأويلات الإعلامية أو السياسية التي عادة ما ترافق مثل هذه القرارات، خصوصًا في ظل حساسية المرحلة وأهمية التعديل، الذي يُتوقع أن يشمل نحو ثلث الفريق الوزاري.

تجاوز التقليدية الإعلامية

في السياق ذاته، فإن عدم تكليف وزير الاتصال الحكومي محمد المومني بالإعلان عن التعديل، رغم كونه الناطق الرسمي باسم الحكومة، يحمل دلالة اتصالية مهمة. إذ يُفهم منه أن الرئاسة تسعى للابتعاد عن الخطاب الرسمي النمطي، وفتح قناة مباشرة بين مكتب الرئيس والمواطن، بما يعزز من مصداقية القرار ويقلل من الطابع الإعلامي الترويجي.

كما يُعتقد أن تحييد المومني عن هذا الدور قد يكون لتجنّب ربط الإعلان بشخص الوزير، خصوصًا مع استبعاد اسمه من قائمة التعديلات المتوقعة، وهو ما قد يضعف الرسالة الإعلامية لو تولى إعلانها بنفسه.

رسالة طمأنة للرأي العام

البيان الذي صدر مباشرة من مكتب رئيس الوزراء، يحمل في طيّاته أيضًا رسالة طمأنة إلى الشارع الأردني، في ظل حالة الترقب والنقاش المتزايد حول أداء الحكومة. إذ يعكس البيان التزامًا بالشفافية، ويؤكد أن الدولة تعلن قراراتها المصيرية من أعلى مستويات القيادة دون وسطاء، وهو ما من شأنه تعزيز الثقة بالمؤسسة التنفيذية.

ترسيخ نمط جديد في الاتصال السياسي

وتُقرأ هذه الخطوة أيضًا كمؤشر على توجه الدكتور حسّان، الذي يُعرف بخلفيته التكنوقراطية والإدارية، نحو تأسيس نهج جديد في الاتصال السياسي، يقوم على المباشرة والوضوح، بعيدًا عن أدوات الإعلام التقليدية. وهو ما قد يمهد لتغييرات أوسع في أسلوب تعاطي الحكومة مع الملفات العامة والرأي العام في المرحلة المقبلة.

في المحصلة

يُعد إعلان التعديل الوزاري عبر مكتب رئيس الوزراء مباشرة، خطوة مدروسة تعكس حرص الدكتور جعفر حسّان على الإمساك بزمام القرار السياسي والإداري، وتقديم نفسه كقائد تنفيذي يباشر مسؤولياته بشفافية، في مرحلة توصف بأنها تحمل عنوان "التحديث والانفتاح".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد