ضبابية في التعامل مع الموجة الثالثة من الوباء

mainThumb

28-11-2021 11:54 PM

 واضح أن الموجة الثالثة من وباء كورونا التي بدأت تتفاقم يوماً بعد يوم في المملكة تختلف هذه المرة عن الموجات السابقة من حيث الخطورة، نتيجة فتح القطاعات وعدم العودة للوراء، واستمرار تنظيم التجمعات من مهرجانات ومؤتمرات والعودة الى التعليم الوجاهي بشقيه المدرسي والجامعي.

 
وبالاضافة إلى فتح القطاعات، هناك عامل مهم لا أريد الخوض به كونه علمياً بحتاً، وهو مضي أكثر من ستة أشهر على كثير من متلقي اللقاح المضاد للفيروس، حيث سمعنا وشهدنا كثيراً من الحالات التي تلقت اللقاح أنها قد أصيبت وشُفيت، وبعض الحالات توفاها الله رغم التطعيم، مما يطرح الكثير من التساؤلات حول نجاعة اللقاح، وهذا متروك لأصحاب الاختصاص الذي من الضروري أن تبني الحكومة قراراتها وأوامر الدفاع التي تصدرها بناء على الرأي العلمي فيما يتعلق بجدوى التطعيم..!
 
إذن، نحن اليوم أمام ضبابية في التصريحات والقرارات، في ظل توسع وتزايد مستمر في أعداد الوفيات والإصابات الناتجة عن الموجة الثالثة، فالحكومة تصر على عدم العودة عن التعليم الوجاهي، مع الاستمرار في إقامة الأنشطة الثقافية والفنية من مهرجانات وحفلات غنائية، إلا أنها بذات الوقت تصر على التباعد واتخاذ إجراءات السلامة في الأماكن العامة.
 
كثير من الناس يتهم الحكومة بازدواجية المعايير، إلا أننا في هذه العجالة لا نتفق مع ذلك، وإنما نقول إن هناك ضبابية في الموقف الناتج عن تسارع في انتشار الموجة الثالثة، التي من المؤكد أننا سنسمع عن إجراءات جديدة تستند إلى أسس علمية وطبية حفاظاً على صحة المواطن التي أعلن جلالة الملك في أكثر من مناسبة أنها أولوية.
 
وبما أن التعليم الوجاهي قد عاد بعد طول انتظار مع اعلان الحكومة الالتزام بتطبيق التعليمات الصحية، إلا أن الواقع عكس ذلك تماماً، فالحياة طبيعية في الجامعات والمدارس كما كانت قبل انتشار الوباء، والالتزام بشروط السلامة غائبة من الطالب والادارة، فكثير من الشعب الجامعية تحتوي على 200 طالب دون أي تباعد أو ارتداء الكمامات، وهذا ينطبق على صفوف المدارس التي تكتظ بالطلبة دون أدنى شروط السلامة الصحية للوقاية من الوباء، وبطبيعة الحال هذا يساهم في تفشي الوباء..!
 
فسياسة التباعد في مدارسنا وجامعاتنا مثل سياسة التباعد المتبعة في شركات الطيران، فعندما تريد السفر عليك الاصطفاف في الطابور بالمطار على مسافة متر عن الشخص الذي امامك، ولكن عندما تصعد للطائرة تتفاجأ أن المقاعد ممتلئة دون أدنى معايير التباعد..!
 
نحن مع استمرار فتح القطاعات كافة، وعدم العودة للوراء، لكن بذات الوقت على المؤسسات الحكومية ان تلتزم بتطبيق التعليمات فيما يتعلق بالتباعد في القاعات الجامعية والمدرسية والأماكن العامة والحفلات الغنائية، والا سنبقى نتخبط في ضبابية التصريحات والقرارات..!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد