المفرق – السوسنة – خيم الشأن السياسي والاقتصادي على لقاء نخبوي جمع ثلة من أساتذة الجامعات الاردنية مع رئيس وأعضاء كتلة الاصلاح النيابية عصر الثلاثاء في مدينة المفرق بمنزل الاستاذ الدكتور محمد بني سلامة، استاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك.
الوليمة السياسية التي فضل الدكتور بني سلامة اقامتها في "خيمة كريمة" نصبها بساحة منزله وسط مدينة المفرق الشامخة في قلب الصحراء الاردنية، ناقشت الواقع السياسي والازمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد .
رئيس واعضاء كتلة الاصلاح التي ينتمي بعض اعضائها الى جماعة الاخوان المسلمين، تحدثوا خلال اللقاء بشفافية، في نقاش منضبط وعقلاني بين نخب اكاديمية وسياسية، شخص الواقع السياسي الراهن الذي تمر به المنطقة والمملكة.
وقال رئيس الكتلة النائب المحامي صالح العرموطي ان :" مجلس النواب الحالي يتمتع بالشرعية والدستورية، الا ان مستوى الاداء غير المقبول يعود الى افرازات الشعب وعزوف الكثير من الاردنيين عن المشاركة في الانتخابات النيابية السابقة، بالاضافة الى ما تسببه بعض عمليات التزوير في وصول من لا يستحقون الى قبة البرلمان" .
وعرج العرموطي على المعاناة والضغوطات التي تتعرض لها كتلة الاصلاح في عملها قبل وبعد الانتخابات النيابية، من جهات لم يسمها عملت على تقليص او تفكيك كتلة الاصلاح لعدم قدرتها على " ترسيب العرموطي" لتمتعه بشعبية واسعة .
ورد العرموطي على بعض المداخلات بالقول ان :" كتلة الاصلاح النيابية لم تقبل ولم تكن ديكورا في مجلس النواب "، قائلاً لو كانت كذلك ما حاولت بعض الجهات ترسيبنا او تفكيك الكتلة، مستشهدا بحادثة استقطاب احد اعضاء الكتلة واغرائه بتعيينه عضوا في مجلس الاعيان مقابل الانسحاب وهو ما وقع فعلا لاحقاً .
فيما دعا النائب المهندس موسى هنطش – نائب رئيس الكتلة - الى ضرورة التوقف عن سياسة النقد قائلا :" انا دائما اتحدث بايجابية في القطاعات كافة، فيجب ان نكون ايجابيين، ولدينا في الاردن بشائر خير عن اكتشاف النفط في المملكة ".
ونقل النائب هنطش عن رئيس لجنة الطاقة النيابية قوله ان موضوع النفط في الاردن مرتبط بقرار سياسي، مشيرا الى أنه لم يعجبه هذا الرد فلجأ على الفور للاتصال بوزير الطاقة مشيداً بوطنيته ونزاهته وعلمه بكل موضوعية وأمانة، فرد عليه الوزير بالقول :"انه في الميدان للبحث عن النفط وان الامور مبشرة بالخير بإذن الله ".
وبين النائب هنطش ان هناك امورا ايجابية كثيرة لو تحدثت عنها لأذهلتكم، ولكن بوقتها سنتحدث ان شاء الله، مشيراً الى أن الاردن ينتظره مستقبلاً واعداً في مجال الطاقة .
الا ان النائب ابو هنطش لم يكن وردياً بالمطلق، بل كشف ان احد المشاريع الرائدة والتي مولتها وكالة جايكا اليابانية في غور الاردن، وضعت في الادراج ، وعندما كان يسأل عن وقت التنفيذ كان يجيبه الامين العام ... بسؤال .. " كم حصتي " ..!!.
وصدحت خيمة بني سلامة بصوت النائب ينال فريحات صاحب الحنجرة القوية واللسان الجريء، باستشهاده بحادثة وقعت مع اولى ايامه في العمل البرلماني بان عرض عليه احد رجال الاعمال الاردنيين مبلغا قدر بخمسين الف دينار مقابل تسهيل وتسريع صرف مستحقاته المالية على الدولة، مؤكدا بطبيعة الحال رفضه لتحويل عمله البرلماني لتحقيق مكاسب شخصية، معرباً عن أسفه ان هناك كثير من النواب جيروا العمل البرلماني لتحقيق المنافع والمكاسب الشخصية، قائلا :" لا اريد هنا ان اقصف مجلس النواب" الا ان الواقع مؤسف.
وقال فريحات، عند رده على سؤال حول التعديلات الدستورية الاخيرة انه لم يعترض على هذه التعديلات جملة واحدة الا من هم موجودين داخل هذه الخيمة .. مستغرباً ومستنكراً واقع الحال السياسي في البلاد.. متحدثاً عن عدم جدوى مقاطعة الانتخابات لاي سبب كان .." لان المسيرة مستمرة والعمل البرلماني او البلدي ماشي معنا او بدونا ولا بد ان تكون المشاركة موجودة وفعالة لاحداث ما نصبوا اليه في التشريع الاردني ".. !.
وقدم مجموعة من اساتذة الجامعات مداخلات متنوعة اثرت الحوار البناء، حيث قال استاذ الاعلام الدكتور عزام العنانزة :" اننا في الاردن ندعم جهود جلالة الملك وولي عهده الميمون في تحقيق الاصلاح السياسي والاقتصادي الذي طال انتظاره "، معبرا عن شكره لرئيس واعضاء كتلة الاصلاح، معتبرا ان شخصية العرموطي بمثابة الاب الذي يهمه مصلحة ابنائه .
وبدروه قال استاذ الجغرافيا الدكتور سامر النوايسة انه واضح لدينا ان كتلة الاصلاح واجهت ضغوطا كبيرة اضعفت عملها، بل انها اصبحت جزءا من الديكور المطلوب .
وفي نهاية اللقاء ثمن "المعزب" د. بني سلامة جهود رئيس واعضاء كتلة الاصلاح النيابية في العمل البرلماني الاردني، مشيدا بدورهم الوطني، في ظل النظام السياسي المستقر في المملكة .
وقدم بني سلامة - وهو شخصية وطنية معروفة بطرحها الجريء وتأييده لمحاربة الفساد وتحقيق الاصلاح السياسي والاقتصادي الحقيقي - باسمه وباسم اساتذة الجامعات الحاضرين هدية رمزية عبارة عن العباءة الاردنية الاصيلة الى رئيس الكتلة تكريما لصوته الحر ومواقفه الوطنية الشريفة التي تعبر عن ضمير الشعب الاردني .